اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > هل لمكرمات المالكي قاعدة دستورية أو علاقة بالنظام الديمقراطي؟!

هل لمكرمات المالكي قاعدة دستورية أو علاقة بالنظام الديمقراطي؟!

نشر في: 26 يناير, 2014: 09:01 م

سعد احمد
عاش العراقيون ردحاً حافلاً بالخراب، وهم يواجهون مكرمات صدام حسين، فضلة من جود خيرات البلاد التي يتصرف بها على هواه، او موتاً في سبيل "الثورة وقيادتها" او دعوة للماجدات للتضحية بأزواجهن الذين يتسرب الشك من عيونهم في الولاء للقائد الضرورة. وأصبحت تلك المكرمات، خصوصاً العطايا مهما هزُلت، مصدرا لمعاش ورفاهية العوائل والافراد، ممن يشملهم القائد بعطفه، وتحولت مع غسيل الدماغ العام، الى ثقافة سائدة، لا تشوبها شائبة او عيب او تجاوز للحقوق.
وتطلع الناس الى عهدٍ جديد، تختفي فيه مظاهر التجاوز على الحرمات والكرامات، بعد ان اصبح لهم دستور، شرّع لنظام ديمقراطي تداولي، وفصل بين السلطات الثلاث، وافترض ان القضاء، وهو السلطة المعنية بالحقوق والدستور، سيتصدى للمخالفين، ويذود عنهما.
واقتنع العراقيون، منذ تولى المالكي ولايته الثانية، ان التمني في ظل قاعدته في الحكم، اذا لم يُشفع بالعمل والتمسك بالشرعية الدستورية، ومبادئ النظام الديمقراطي، هو كما يقول المثل الدارج، "رأس مال المفلس"!
لم يكتف الحاكم المتفرد بسلطته وقراراته، والمتحدي لكل سلطة وقانون، بتفكيك الحياة السياسية، وتدمير اسس العمل المشترك، وحرمان الشعب من اي منجزٍ حياتي، او خدمات ضرورية، بل منح نفسه سلطة تبديد المال العام، كيفياً، واعادة دورة العطايا والمكرمات، التي كان من المفترض ان يتناساها الناس في الحقبة الديمقراطية.
وقد لا يعرف البعض، ان المكرمة، هي ظاهرة تنال من كرامة الانسان وتحط من قدره، وتظهره بمقام التابع الذي لا حول له ولا سلطة على ثروة ومقدرات بلده، بل هو محكوم بالانصياع لنزوات حكامه.
وفي موقف مريب، يسكت قادة الكتل عن كل الخروقات التي يقوم بها رئيس مجلس الوزراء، عشية اطلاق الحملات الانتخابية، التي يتحتم فيها توقف الحكومة عن اي نشاط ينطوي على دعاية انتخابية، بل تعمد الدول الديمقراطية، الى تحويل الحكومة الى حكومة تصريف اعمال، ان لم تستطع تشكيل حكومة تكنوقراط محايدة للاشراف على الانتخابات دون الترشح لاي منصب.
وقد اطلق السيد المالكي، منذ اسابيع، حملة مكرمات شملت حتى الان عدة محافظات، وزع خلالها الاراضي على "الفقراء"، وقام بتعيين عشرات الالاف دون ان تكون لهم اموال معتمدة في الموازنة، وربما اعتمد على مناقلة في اموال مخصصة لاغراض اخرى، لا يجوز له القيام بها، وأوعز لافراد متنفذين، بطباعة كميات من صوره وتعليقها في السيطرات والطرق العامة ومداخل ومخارج المدن، وربما في الارياف والاصقاع النائية.
ما اثار انتباهي، واقلقني، تصريحه المربك بان من حق كل مواطن ان يكون له "سكن"!
واذا علمنا ان حق المواطن ان يكون لمدينته مجارٍ، تحفظ بيته من الغرق، وهو ما لم يتحقق رغم بقاء المالكي لدورتين، ناهيك عن الكهرباء والماء الصالح للشرب، مع ضياع مئات مليارات الدولارات، فكم يحتاج تحقيق شعار "لكل مواطن بيت"..!؟
ذكّرني هذا الوعد الجديد، بحوار جرى بين صديق بلغ الثمانين من عمره، وقريب شاب له. قال الصديق المعمر: نويت ان ازرع ثلاث شجرات من اشجار الجوز! (شجرة الجوز تحتاج بين عشرة وخمسة عشر عاماً). فما كان من قريبه الا ان يقول له: "حجي اني انصحك تزرع كرفس"!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram