TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > وقفة:الأفعال وليس الأ شخاص

وقفة:الأفعال وليس الأ شخاص

نشر في: 15 نوفمبر, 2009: 07:14 م

محمد درويش علي يقول أحد الأصدقاء: اهداني صديقي كتاباً، وكان يعول على رأيي فيه، وعندما أنهيت قراءته، كانت لي ملاحظات حول بعض فقرات مما ورد فيه. وعندما تواجهنا صرحت له برأيي، فماكان منه الا أن تركني وهو يقول: هذه الملاحظات تقصدني بها ولاتقصد الكتاب.
هكذا فهم مقصدي، أي أنه خلط مابين رأيي بالكتاب ورأيي به صديقاً عزيزاً. الآن كلما أسمع تصريحاً متشنجاً لمسؤول رداًعلى مقال أو تحقيق صحفي نشر، عن دائرته أتذكر ماقاله صديقي،حينما يجير المسؤول الملاحظات ضده شخصياً، متناسياً ان عمل الصحافة ليس تجريحاً للآخرين، وانما لتوضيح التباس أو بيان خطأ لكي تستمر سياسة البلد باتجاهها الصحيح، دون ان تعود الى الوراء، ونعود جميعاً لخط الشروع. هذه الحقيقة يتجاهلها الكثيرون من هؤلاء المسؤولين، ويفتعلون الضجة حولها، وكأن أفعالهم محصنة من الأخطاء، أو مقدسة لايجوز المساس بها. لذلك ينبغي على هؤلاء وغيرهم أن يدركوا ان الصحافة الحقيقية في كل العالم، ليست صحافة مهادنة أو مجاملة أو القفز على الحقيقة، وانما صحافة تبحث عما يدفع بالمجتمع الى أمام والتغيير نحو الأحسن. ويومياً نقرأ الأخبار والتقارير التي تصب في هذا الجانب، وفي صحف عالمية متعددة من دون أن يعترض عليها أحد، او يتهمها بالعمالة لجهة ما. ونحن منذ أكثر من ست سنوات فتحت لنا أبواب صحافة مغايرة لماكانت عليه سابقاً، وعشنا خلال السنوات هذه احتمالات مفتوحة سياسياً على الجانب السلبي، وتحملت الصحافة الحرة عندنا ومنها المدى تبعات كثيرة في كشف الحقيقة ووضع النقاط على الحروف والاستدلال على مواطن الخطأ والصواب، ومقاومة كل ما من شأنه ايقاف المشروع السياسي الديمقراطي الجديد، وعدم ترك المواطن يحارب لوحده وهو مبتلى بأكوام من المشاكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. ودفعت الصحافة و(الاعلام بشكل عام) الشهداء تلو الشهداء، ولم يتوقف هذا المشروع التنويري للصحافة العراقية، وبقيت تسير بخطى حثيثة لكشف الحقائق، والاشادة بالدور الايجابي لكل مامن شأنه ادامة الروح العراقية الصحيحة من خلال المشروع السياسي الجديد. الآن هل من المعقول أن نترك كل هذا ونعود القهقرى، من أجل مسؤول يزعل أو عضو برلمان لايعرف واجبات وحقيقة الصحافة، متوهماً انها خلقت للمديح والاطراء أو السكوت في وقت نحتاج فيه للصراخ وليس الهمس؟! لقد قطعت الصحافة العراقية الملتزمة والحقيقية، ومنذ أكثر من ست سنوات، شوطها الوطني باتجاه قول الحق، وخدمة المواطن والمشروع السياسي الجديد، ولن تعود للوراء لانها اختارت الأمام فقط. الآن هل يفهم هؤلاء (الزعلانين) أن أفعالهم هي المقصودة وليست أشخاصهم؟ وهل يخففون من (لهجتهم العدوانية) في الفضائيات وهم يكيلون التهم للصحافة ورجالها لأنهم أشروا خطأً هنا أوهناك؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

"دون أن يعلم".. تاجر خردة "امتلك" لوحة أصلية لبيكاسو !

الرحالة الصيني «تشانغ»: أعجبني كرم العراقيين ومستوى ثقافتهم

نادي الشعر في اتحاد الأدباء يحتفي بمجموعة من الشعراء

بيت المدى ومعهد "غوته" يستذكران الفنان سامي نسيم

فيديو لأشهر معلم في السودان.. يشعل التواصل حزناً

مقالات ذات صلة

تحولات الأحياء والأشياء: رؤية بصرية على خشبة المسرح الوطني

تحولات الأحياء والأشياء: رؤية بصرية على خشبة المسرح الوطني

 بغداد / عامر مؤيد في إطار الموسم المسرحي لعام 2024، عرضت مسرحية «تحولات الأحياء والأشياء» على خشبة المسرح الوطني، لتواصل بذلك سلسلة من الأعمال التي تعكس تطور المشهد المسرحي في العراق. المسرحية، التي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram