TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عيب.. يا الفتلاوي!

عيب.. يا الفتلاوي!

نشر في: 28 يناير, 2014: 09:01 م

قطعنا نصف الطريق، وربما ثلاثة أرباعها، إلى تحقيق النصر المبين على التنظيمات الإرهابية التي تروّع الآن بجرائمها المنكرة مدينة الفلوجة بأكملها وجزءاً من مدينة الرمادي ومناطق أخرى في محافظة الانبار، فضلاً عن غيرها من المحافظات التي تعمل فيها الخلايا النشيطة والنائمة لهذه التنظيمات.
الخبر "السعيد"انبأتنا به بصخب حكومتنا عبر بعض ممثليها في البرلمان وأجهزة إعلامها الرسمية والحزبية من صحف وفضائيات وإذاعات.. أما الساحة التي نازلنا فيها الإرهاب وأوشكنا على هزيمته فلا هي في الفلوجة المنكوبة بـ"داعش" وسواها من منظمات الإرهاب،ولا في الرمادي التي نأمل أن تكون قد نجت بالفعل من النكبة، ولا في أي مدينة عراقية أخرى.. إنها في بلاد بيننا وبينها سبعة بحور وسبع صحارى وسبع دول.. هي سلطنة عمان التي جرت في عاصمتها المسابقات النهائية لبطولة آسيا بكرة القدم للشباب دون سن الثانية والعشرين.
النائبة الدولة قانونية حنان الفتلاويأشعلت الفتيل بالنشر على صفحتها الفيسبوكية صورة لفريقنا الفائز بجدارة بالمركز الأول بعدما هزم نظيره السعودي، وبجملة قصيرة اختتمتها بالقول "العراق يفوز على فريق داعش ومموليها.... مبرووووووووووك".
 اذاً، فقد فزنا على "فريقداعش ومموليها"، وهذا معناه، بمنطق الدكتورة الدولة قانونية، أننا فائزون على داعش نفسها، فما من حاجة لطائرات "أف 16" و"أباتشي" التي ننتظرها وتنتظرها حكومة الفتلاوي على أحر من الجمر!
لا يرد، أو قد يرد، في ذهن النائبة الهمامة أن ما كتبته ومشت في اثره قطعان من الجهلة المشبعين بالطائفية المقيتة، شيء معيب للغاية لأنه يمثل اهانة بالغة وشتيمة سافرة لفريق رياضي تنافس وفريقنا بشرف وروح رياضية متبادلة ولعب نظيف، وإهانة أيضاً لشعب المملكة العربية السعودية الذي تُحب أغلبيته الساحقة العراق والعراقيين ربما أكثر مما هي عليه النائبة مُشعلة فتيل الطائفية على خلفية الرياضة.
لا أدري كم من الوقت يلزم بعضنا، وبخاصة السياسيين، لكي يدركوا أن كل ما نواجهه الآن من مصائب وكل ما عشناه من محن مهولة وخراب أسطوري على مدى الخمسة وثلاثين سنة الماضية، هو نتاج عقلية مثقلة بأفكار العدوانية وروح مشحونة بمشاعر الكراهية، فصدام حسين كان كارهاً لكل شيء وعدوانياً حتى مع رفاق حزبه وأفراد عائلته.
العاقل من يعتبر بتجربة غيره، ومشكلتنا أننا لم نجد بيننا بعد من يتعظ بدروس التجربة الصدامية.. كثيرون ممن يحيطون بنا، من الممسكين بمقاليد السلطة، يبدون كما لو كانوا نسخة من صدام وقياديي حزب صدام ووزراء صدام ومدراء أجهزة صدام، والنائبة الفتلاوي المتوترة والزَعِقة دائماً في طليعة هؤلاء.
حتى الرياضة سيّسها صدام حسين، فكانت النتيجة المنطقية أن تراجع على نحو مريع المركز المتقدم للرياضة العراقية إقليمياً ودولياً.. في الرياضة خسارة وهزيمة كما فيها ربح وفوز، لكن ليس في الرياضة مكافحة للإرهاب وليس فيها طائفية مقيتة، لأنها، بخلاف بعض السياسة، فعل سلام ومحبة وتعاون وأخلاق رفيعة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 21

  1. حازم

    المالكي والفتلاوي وغيرهم من زعاطيط السياسه الذين ابتلى العراقيين المساكين بافعالهم هم يمثلون النظام الصدامي القذر وما زرعه صدام من جهل وفقر وتخلف حزب الدعوه حصده فهم تكلمه للخراب الذي بدأه حزب البعث وبهم صدام سوف يجعل من العراق ارض بدون شعب

  2. ام زهراء

    لا عاب فمك عل هذا الحجي الذهب.هم السياسيين الي جابوا الطائفية حتى يسرقون البلد براحتهم والشعب لاهي عنهم. والمثل يقول (عاشر واوي ولا تعاشر حلاوي

  3. محمد العبيدي

    استاذ عدنان حسين اثلجت قلوبنا بهذه المقالة وبالاخص ما ذكرت نصه لا يرد، أو قد يرد، في ذهن النائبة الهمامة أن ما كتبته ومشت في اثره قطعان من الجهلة المشبعين بالطائفية المقيتة، شيء معيب للغاية والله قطعان الجهلة هم اليوم الذين يراهن عليهم المالكي ودولة الق

  4. حسن الجبوري

    بسم الله الرحمن الرحيم والله يا كاتبنا نحن في نضرنا فزنا على داعش وما قدمة منتخبنا الوطني يستحق التقدير وما قدمة حكم المباراة يستحق الاستنكار لانه ارد واصر عبثا على فوز الداعشيين ولاكن ذهب سدى ..... اشرحه انته ليش راد الحكم فوز الداعشيين كافي انتقاداة و

  5. جعفر الجراح

    هذا رأيك انت وهذا ليس قانون او مبدا وهو لا يمثل الشعب العراقي المنكوب بافعال المجرمين من ال سعود انك تجامل وتداهن اما الدكتوره الفتلاوي فعبرت عما في قلب الشرفاء

  6. ابو علي

    هناك تعليقات فيها خدش للحياء وخاصة بالنسبه للسيده المذكوره كلمات نابيه فيها اساءه للعشيره نفسها التي تحمل لقبها عليها ان تراعي هذا فلكل دين خلق وخلق الاسلام الحياء من حقها ان تبدي ارائها السياسيه ولكن لا تعطي مجال لنشر مايسيً لها

  7. رعد الصفار

    ماذا نقول والدوله تقاد بهذه النوعيه الخارقه في الطائفيه والكراهيه فمكانهم الطبيي المزابل وليس مجلس النواب

  8. ayad al-zobeidy

    هل الكاتب لم يجد احدا من القتله والارهابيين السياسيين الذي عاثو في ارض العراق الفساد ليجد امامه النائبه الدكتوره حنان الفتلاوي ليلقي بكل حقده عليها ....والله العيب عليك لو كنت تملك ذرة من الرحمة في قلبك لما تكلمت بهذا الكلام انها ثمثل الاف الفقراء والمحرو

  9. فيصل

    لنلخص الوضع في العراق الشيعه وانا منهم يعتبرون السعوديه خطر يهدد وجودهم وعدو مبين والسنه كذلك ينظرون لايران ولقد تغلغلت هاتين الدولتين كالسرطان في الجسد العراقي ليصبحا جزء من المعادله السياسيه وهما متساويين في الضرر ومتعاكسين في الفكر اما العراق فهو المتض

  10. Iraqi

    أذا لم تستحي فاأفعل ما تشاء

  11. جاسم

    مشكلة دولة رءيس الوزراء انه لم يع حتى اليوم بعد طول السنوات ان مستشاريه يوقعونه بمطبات نتيجة ظلمهم وهو يتخذ قرارات قايد ازمات فيها ظلم للناس ربما من حيث لا يدري باعتماده على بطانته او لانه مشغول بحل الازمات ولكن الله يحاسب على الظلم وزهو الكرسي موقت وما

  12. ابو اثير

    استاذنا الفاضل ...لاتعتب على عضوة برلمان دخلت قبتة عن طريق والي نعمتها وليس عن طريق الاصوات فهي دوما تصرح تصريحات لاتعبر فيها احترامها لشعبها .. فكيف تتوقع منها ان تحترم شعوب اخرى .. هولاء رعاع ابتلى بهم الشعب العراقي واملنا كبير بشعبنا بالتغيير القادم

  13. ابو سجى الكعبي

    في الحقيقة هذة النائبة لابد من محاسبتها في عادة ماتتهجم على كل من يختلف معها وهي تتحدث عن اجتثاث للبعث ومحاسبة البعثيين وهي غارقة في البعث الى النخاع حتى ان احد اخوتها كان ضابطا كبيرا في الحرس الجمهوري الخاص لصدام ,وهو اليوم ضابط كبير في جيش المالكي لكن خ

  14. الربيعي

    نعم انتصر الفريق العراقي على الفريق الداعشي وبالمناسبة السعوديين يعتبرون كل مواجهة لفرقهم الرياضية امام الفرق الرياضية العراقية هي حرب على الشيعة ( الروافض ) . وكفى مجاملات وطمس الرؤؤس في الرمال ولن ترضى عنك السعودية ولا الوهابية حتى تدخل في ملتهم .

  15. جمال المذحجي

    أستاذ عدنان انت كاتب ولك باع طويل في الكتابه في العديد من الصحف والمجلات ، لأ اعرف ماذا يضيرك من ما تقوله النائبة الدكتوره حنان الفتلاوي أليس العراق يعيش الديمقراطيه الحقيقية ،هذا يسب رئيس الوزراء وذاك يلعن رئيس مجلس النواب وذاك يرسم كاريكاتير مضحك عن مام

  16. سلوى كريم

    تحياتي استاذ جمال ،،احسنت احسنت ،،،ولا ادري متى نتعلم أصول الديمقراطية والمواطنة لهذا البلد ،،تقديري لكل الشرفاء

  17. حنا السكران

    الاهم من انتصارها على داعش دعوتها للمسيحيين والصابئة والايزيدية مغادرة العراق لانهم ببساطة ليسوا مع الحسين ع , لانها تقول العراق بلد الحسين ومن لا يقبل فليخرج من العراق , الطائفيون المتاجرون بالمذهب الجعفري يصورون للبسطاء انهم من اهل البيت ومن لم يلطم ويش

  18. قيس الخالدي

    ما العلاقة بين التنظيمات الإرهابية والميليشيات (داعش ), وبين (الرياضة)ككرة القدم مثلاً ؟ خصوصاً وإن اللاعبين دون سن ال 22 عاماً ! كما لم نرى أي من لاعبي الفريقين يركل قنبلة أو يرتدي حزاماً ناسفاً! فلماذا زَج الرياضة بسياسة موتورة وطائفية ؟! ثم أين الإتحاد

  19. علي الحلي

    حسنا فعلت أستاذنا الفاضل بتشخيصك الدقيق . فهذه المرأة شريرة وعدائية بطبيعتها aggressive كما يصنفها علم النفس فهي لا ولم ولن تتقدم خطوة واحدة نحو ابداء الخير والمعروف بل خلقت لكي تهاجم وتهاجم وتهاجم حتى اخر نفس في حياتها وذلك لأسباب نفسية تتعلق بتكوينها

  20. علي السالم

    السلام عليكم..حينما ينتشر الجهل تطفو على السطح نماذج مثل الفتلاوي وغيرها..انها مثل الجراثيم لاتنتشر الا بالوسط المريض ..نسأل الله العافية من امثالهؤلاء

  21. علي السالم

    السلام عليكم..حينما ينتشر الجهل تطفو على السطح نماذج مثل الفتلاوي وغيرها..انها مثل الجراثيم لاتنتشر الا بالوسط المريض ..نسأل الله العافية من امثالهؤلاء

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

باليت المدى: جوهرة بلفدير

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram