TOP

جريدة المدى > عام > الشهيد كامل شياع في " 23 آب 2008"

الشهيد كامل شياع في " 23 آب 2008"

نشر في: 29 يناير, 2014: 09:01 م

تجري في الوقت الحاضر إعادة النظر بالسينما، مع كون التصميم متوسط الطول يعطي في ما يبدو حريات فنية جديدة مع تجاهل حقيقي للتصميم الموحد . فهناك عدد من الأفلام البارزة لبرنامج العام الحالي – سواء التي اطلقت رقميا أو على 16ملم ، 35 ملم أو حتى 70 ملم

تجري في الوقت الحاضر إعادة النظر بالسينما، مع كون التصميم متوسط الطول يعطي في ما يبدو حريات فنية جديدة مع تجاهل حقيقي للتصميم الموحد . فهناك عدد من الأفلام البارزة لبرنامج العام الحالي – سواء التي اطلقت رقميا أو على 16ملم ، 35 ملم أو حتى 70 ملم – كان طولها يتراوح ما بين 20 إلى 60 دقيقة . على هذا النحو فإنها تترك وراءها فئات من الأفلام كالوثائقية و التجريبية و الفنية، من أجل تطوير لغة أفلام معاصرة قادرة على مراعاة التعقيد في عوالم التجربة. هناك مجموعة من العروض تم إنشاؤها حديثا تلقي الضوء على هذا التطور ، تشمل أفلاما كتبتها لورا ما لفي و مارك لويس و فيصل عبدالله و داني غال وإيمي سيغل .
بعد عرضه السينمائي الخاص في سينما كلية بيربيك للفنون-جامعة لندن، ، وفي مهرجان نيويورك السينمائي وتزامناً مع الذكرى السنوية الخامسة لاغتيال المفكر والكاتب العراقي كامل شياع. مهرجان برلين السينمائي الدولي ستكون محطة انطلاقته الأوروبية بعد أن اختير ضمن فقرة الأفلام الوثائقية، من 6 ولغاية 16 شباط/فبراير القادم، لدورته الرابعة والستين.
شريط "23 آب 2008" من توقيع أستاذة الدراسات السينمائية ووسائل الإعلام البريطانية لورا ميلفي، والفنان الكندي الأصل البريطاني الإقامة مارك لويس،  بالتعاون مع الناقد السينمائي العراقي فيصل عبد الله الشخصية المركزية في هذا العمل. وفيه يسترجع عبد الله،  على شكل منولوج طويل 18 دقيقة من دون قطع، علاقته بشقيقه كامل حين اضطرا، حالهما حال الكثير من المثقفين اليساريين، إلى ترك بلدهما العراق أواخر سبعينات القرن الماضي بفعل سياسات التبعيث سيئة الصيت. وعبر قصة تتوقف عند أهم المحطات التي مر بها كامل شياع، وتنقلاته بين أكثر من بلد، إلى ان استقر به المقام في بلجيكا، ودراسته الفلسفة في جامعة لوفان الكاثوليكية وحصوله على شهادة الماجستير بدرجة الامتياز. وكما يسرد الشريط، فان الغزو الذي قادته الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها في العام 2003، وسقوط نظام صدام حسين في التاسع من نيسان/أبريل، شكل نقطة تحول دراماتيكية للكثير من المنفيين العراقيين. ونتيجة لذلك فان المصطلح التقليدي لمفهوم "المنفى/المنفي" قُلب رأساً على عقب، بفعل الممكنات الجديدة التي أتاحها ذلك الغزو للمنفي العراقي وانتفاء أسباب المنفى المعلنة.
فهو مثلما، أي الغزو، أزال نظاما ديكتاتوريا بهيميا من المشهد السياسي للأبد. فانه، أيضا، أطاح بأسباب موضوعية وجيهة كان يتقاسمها المنفيّون العراقيون بعيداً عن وطنهم الأول. إزاء ذلك الحدث الدرامي الكبير أُسقط من يد المنفي العراقي أسباباً وحججاً، كانت أقرب إلى تعويذة يومية يُمنيّ "المنفي السياسي" بها النفس على أمل العودة يوماً إلى بلده. نهاية فصول قصة قاسية، وبداية لفصول  قصة أخرى أكثر قساوةً كما يقول الشريط. في تتبعه لمسارات كامل شياع الحياتية أعتمد المنولوج، من دون سيناريو معد سلفاً بل كان أقرب إلى السرد العفوي، على خيط قصة تتصاعد أحداثها وتتداخل بما هو شخصي وحميمي جمع الأخوين في رحلة الشتات الواسعة. لحين قرار كامل شياع العودة النهائية إلى العراق نهاية العام 2003، وتسنمه منصب المستشار المميّز في وزارة الثقافة العراقية.
ويختتم الشريط بجريمة اغتيال كامل شياع التراجيدية بعد عودته من شارع المتنبي الشهير في 23 آب 2008، ومنها استعار الفيلم عنوانه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: الدرّ النقيّ في الفنّ الموسيقي

في مديح الكُتب المملة

جنون الحب في هوليوود مارلين مونرو وآرثر ميلر أسرار الحب والصراع

هاتف الجنابي: لا أميل إلى النصوص الطلسمية والمنمقة المصطنعة الفارغة

كوجيتو مساءلة الطغاة

مقالات ذات صلة

علم القصة: الذكاء السردي
عام

علم القصة: الذكاء السردي

آنغوس فليتشرترجمة: لطفيّة الدليميالقسم الاولالقصّة Storyالقصّة وسيلةٌ لمناقلة الافكار وليس لإنتاجها. نعم بالتأكيد، للقصّة إستطاعةٌ على إختراع البُرهات الفنتازية (الغرائبية)، غير أنّ هذه الاستطاعة لا تمنحها القدرة على تخليق ذكاء حقيقي. الذكاء الحقيقي موسومٌ...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram