جلال حسن جهازصغير دخل حياتنا برمشة عين، وتربع على عرش اكثرالاجهزة مبيعا، وتعددت استخداماته في نقل الملفات الصوتية، والنصية، وتبادل الصور، والفيديو، وتنظيم المواعيد، وصولا الى تخزين البيانات الشخصية، وخدمة الانترنت.
وبات صديقا شخصيا لا يمكن الاستغناء عنه، بل وتحول الى طبيب خاص يقدم النصائح الطبية، ويقيس الضغط ، ودقات القلب ،ودرجة الحرارة ، وينبه الى مواعيد الصلاة للساهين، ويعطي آخر نتائج المباريات العالمية. يا له من ترف أثيري باذخ وسعادة لاتوصف بهذا الانجاز المذهل. من غرفتك تستطيع ان تتصل بأي شخص في العالم بمجرد لمس رقائقه الناعمة. وصار يمسك باليد مثل" المسبحة "، ولا يفارق حامله، ونشاهد يوميا كثيرا من سائقي السيارات في الشوارع العامة من يتصل بأهله او اصدقائه ، تاركا يدا لمقود القيادة، والاخرى لمسك الجهاز، وهو يضحك على اطراف حديثه بأنف شامخ ، غيرابهه لمخاطر الطريق .وبعضهم يصرخ بصوت عال دون سبب واضح لذلك. وما نراه في التجمعات الشبابية يثيرالحزن والالم حين تفتقد الحاجة الاساسية للاستخدام الامثل لهذا الجهاز المهم، فنراهم يتبادلون مقاطع فيديو مخلة، واغاني هابطة، وصورا ممنوعة عبر خدمة " البلوتوث " أو تصويرهم المارين او المارات في الشارع العام ما يعطي انطباعا عن الفراغ والبطالة، والعبث، وضعف الجانب الاخلاقي. ولكن المشكلة الاكثر خطورة صار هذا الجهاز وبالا خطيرا من خلال ادخاله الى المدارس، والجامعات علانية وخلسة. لان عدسات الكاميرا جاهزة داخل الفصل الدراسي لالتقاط أي صورة تبدو ضرورية في نظر الطالب او الطالبة، وهناك من يغض النظر او يتساهل بالسماح بتداولها، ما يشجع الطلبة على الانشغال بأجهزتهم ويلهيهم عن التركيز داخل الفصل الدراسي باستخدامات غير ضرورية. فالسماح للطالب بحمل جهازه الى المدرسة خطأ فادح يتحمل مسؤوليته اولياء الامور وادارات المدارس. فهل تشرّع وزارة التربية قانونا او توصيات اوارشادات للحد من دخول الموبايل الى المدارس؟ تطالب ادارات المدارس فيه بسحب أي جهاز نقال من الطالب واتخاذ اجراءات تربوية بالمخالفين، وتحديدا المدارس المتوسطة. والادهى صار من المألوف مع نهاية الدوام المدرسي ان يخرج الطلبة من الباب الرئيس للمدرسة، وبيد كل طالب موبايل حديث، ومجهز بأحدث التقنيات كالكاميرا المتطورة والنغمات، ويبادرون بالاتصالات بشكل مبالغ فيه، بل فقدت الغرابة لان الاكثرية منهم يحملون هذه الاجهزة. احد الطلبة قال لي:" ان وجود الموبايل ضروري خصوصا في الاوقات الحرجة، وابلاغ الاهل عن وقوع أي حادثة تصادفني في الطريق " لم اجبه على ملاحظته، ولكني استذكرت اتصالات " ام العائلة " لي وتكرار كلمة (انت وين) وكل مرة تخابرني أقول لها : في الجحيم! ولكن هذا لا ينفع، وتكرر(هسه انت وين) واقول في وسط الجحيم. ومن فرط الضجر رميت الموبايل تخلصا من (وين انت)! jalalhasaan@yahoo.com
كلام ابيض :جيل الموبايل
نشر في: 15 نوفمبر, 2009: 07:54 م