سألني سائق التاكسي المصري وانا في طريقي للنادي اليوناني وسط القاهرة أمس: هل هناك دولة نشط بها الإسلام السياسي، سلطة او معارضة، وارتاح شعبها؟ بالتأكيد لا توجد هكذا دولة يا ريس. طب ممكن اسأل سيادتك ليه؟
السائق، بالمناسبة، ملتح و"زبيبة" الصلاة واضحة على جبهته، فخطر ببالي انه يريد استدراجي لنقاش اعرف نهايته، فأجبته بأني عراقي وقد لا أفيده في طرح المسببات. رد علي ان العراقيين أكثر شعوب الأرض تضررا من الإسلاميين لانهم تحت سلطة تهدم الدولة وتخربها باسم الإسلام، من جانب، ومن جانب آخر يعيشون تحت رحمة إرهابيين يقتلونهم كل يوم باسم الإسلام أيضا.
صراحة لم يطمئن قلبي له خاصة وان الأجواء الأمنية متكهربة بالقاهرة في هذه الأيام. حاولت ان أغير النقاش لأنقله من الجد الى الهزل، فقلت له: صح احنا مدومنين من الراسين. إيه يعني؟ يعني هنيالج يمن بيتج عالشط .. ومنين ما ملتي غرفتي. لامؤاخذه ما فهمتش عليك. أحسن يا باشا فالفهم قد يتعب الإنسان أحيانا.
كشف بفطنته اني أحاول التملص من الإجابة خوفا من لحيته و"زبيبته" فقال لي لولا الإسلام السياسي لما أخافتك لحيتي. وأخاف ليه؟ أجابني بانه ليس عيبا أن يخاف الغريب عن وطنه وان يشك بالذي حوله. لا مؤاخذة ما فهمتش عليك؟ أحسن فالفهم يدوش المخ أحيانا.
هنا ضحكت وزالت مني وساوسي. لا لأنه رد "الحسجة" بأحسن منها، بل لأنه شغّل جهاز السي دي على أغنية "سواح" لعبد الحليم وصار يهتز لها طربا ويدندن معها بصوته ذي المسحة الهادئة. اقفل الجهاز وسألني: ودي الوقتي ارتحت يا بيه؟ جدا جدا، وأنا آسف ان اخذتني الظنون بعيدا.
ضحك هو الآخر ثم سألني سؤالا جديدا: أتعرف لماذا اشترك الارهابيون وحكامكم في تدمير العراق وخرابه؟ أجاب بنفسه على سؤاله: لانهما يمشيان سوية تحت مظلة الإسلام السياسي حتى وان اختلفا في طريقة المشي. النهاية ان كليهما عنده الموت أسمى من الحياة والظلام أستر من النور.
الخوف من اللحية!
[post-views]
نشر في: 29 يناير, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
Ankido
عمامة سبع لفات واربع محابس قبل السقوط بيوم زيتوني لابس بسطال الزعيم قاسم اشرف من خضرائهم وساكنيها