TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > اسم وقضية : الإبراهيمي...الثمانيني "المتفائل" الذي منعته سوريا من التقاعد

اسم وقضية : الإبراهيمي...الثمانيني "المتفائل" الذي منعته سوريا من التقاعد

نشر في: 31 يناير, 2014: 09:01 م

في المهمة الصعبة التي يضطلع بها للتوسط بين وفدي النظام والمعارضة السوريين في جنيف، يستخدم الأخضر الإبراهيمي (80 عاماً) الحزم والبراغماتية والمزاح، ويتسلح بالصبر، مكرراً ان "مجرد جمع الطرفين الى طاولة واحدة إنجاز في ذاته".   فالديبلوماسي المخضر

في المهمة الصعبة التي يضطلع بها للتوسط بين وفدي النظام والمعارضة السوريين في جنيف، يستخدم الأخضر الإبراهيمي (80 عاماً) الحزم والبراغماتية والمزاح، ويتسلح بالصبر، مكرراً ان "مجرد جمع الطرفين الى طاولة واحدة إنجاز في ذاته".

 

فالديبلوماسي المخضرم، يشرف منذ 25 كانون الثاني (يناير)، على "حوار" بين طرفين يتحاربان منذ ثلاث سنوات وجلبتهما الضغوط الدولية الى جنيف، ويعقد يومياً مؤتمراً صحافياً مقتضباً حول مسار الجلسات من دون ان يشفي غليل الصحافيين الذين يتولون تغطية المحادثات.ويدرك منذ اللحظة الأولى صعوبة المهمة التي يقوم بها بين طرف متمسك بالبقاء في السلطة وآخر مصمم أكثر من أي وقت مضى على الإطاحة به. ولعل إدراكه هذا جعله يقول انه لم يشعر بأي "خيبة أمل" إزاء عدم تحقيق أي "تقدم ملموس" في المفاوضات، لأنه لم يكن ينتظر مثل هذا التقدم. كما يكرر أنه سعيد وراض بأن الطرفين يبديان تصميماً على البقاء ومتابعة التفاوض، وانه لم يتوقع "معجزات" وان لا وجود لـ"عصا سحرية"، وان الحل "لن يتحقق اليوم او غداً او الأسبوع المقبل".وعلى رغم تعقيدات المهمة، يبقى المبعوث الدولي سريع النكتة في ردوده على الصحافيين التي تتسم بالكثير من العفوية. إذ، ورداً على سؤال عن الطريقة التي سيتمكن فيها من تقريب وجهات النظر بين الطرفين، قال الإبراهيمي باسماً: "اذا كانت لديك أفكار، أتقبلها بسرور". وداخل الجلسات المغلقة، يلجأ غالبا الى ممازحة المفاوضين، ونقل احد المشاركين عن الإبراهيمي انه قال للمجتمعين مرة: "على الوتيرة التي نسير عليها، سيستغرق الأمر عشرين عاماً. لا بد من الاستعجال، بعد عشرين سنة، لن أكون هنا".الا ان ليونته الدييبلوماسية لا تعني انه ليس حازماً عندما يستدعي الأمر ذلك. ويروي مصدر مطلع على المفاوضات ان الإبراهيمي تعرض في احدى الجلسات لتهجم شخصي من احد أعضاء وفد المعارضة، فكان جوابه قاسياً.كما يرفض في مؤتمراته الصحافية بإصرار الرد على ما يسميه "الأسئلة الملغومة" التي يطرحها صحافيون قريبون من المعارضة او النظام وتتضمن مواقف سياسية او تحاول جعله ينزلق في اتجاه اتخاذ موقف ما.ولم يتعرض أداء الإبراهيمي حتى الآن إلى أي انتقاد علني من اي من الطرفين. وإن كانت مهمته تضعه في مواجهات مع أكثر من طرف. ففي إحدى المرات طلب أحدهم من الإبراهيمي أن يجيبه على سؤال "بشفافية"، فردّ الإبراهيمي: "انا كل كلامي شفاف"، ثم استدرك "حتى كلامك شفاف"، في إشارة الى انه يستشف من السؤال ميل الإعلامي السياسي.ويلقى الإبراهيمي في مهمته استحسان أكثر من طرف. إذ قالت متحدثة باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية رفيف جويجاتي ان وفد المعارضة "ممتن للسيد الابراهيمي لتسهيله المحادثات وإعطائنا الفرصة لعرض رؤيتنا لسورية الجديدة".
وأشارت الى ان "كون الإبراهيمي عربياً ويتكلم العربية ويفقه الثقافة العربية، يلعب دوراً مهماً".في حين قال فريد ايكهارت، المتحدث السابق باسم الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي انان ان "الأخضر الإبراهيمي يتمتع بنزاهة وصراحة متميزيتن بالنسبة الى ديبلوماسي"، مضيفاً: "اعتقد ان هذا يجعله موضع ثقة على الفور".
وخلف الابراهيمي كوفي انان في مهمة الوساطة في سوريا، بتكليف من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.وقال عميد كلية العلاقات الدولية في جامعة باريس للعلوم السياسية غسان سلامة، الذي يعرفه عن قرب ان الإبراهيمي يتمتع أيضاً "بصبر لا محدود بالنسبة الى رجل بلغ الثمانين"، مضيفاً انه "يبحث باستمرار عن نقاط الضعف عند المتنازعين ويسعى من دون هوادة وراء هدفه النهائي على رغم كل التعقيدات".وقال الإبراهيمي للصحافيين قبل أيام "انا متهم غالباً بانني بطيء، لكن اعتقد ان ذلك يبقى اكثر سرعة من التسرع".
وبتوليه مهمة التوسط بين السوريين، يكون الديبلوماسي الجزائري تخلى مرة جديدة عن تقاعده.وكان قد سبق له ان كان موفدا للأمم المتحدة الى أفغانستان بعد اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001، والى العراق في 2003.الإبراهيمي والد لثلاثة. يتكلم الإنكليزية والفرنسية بطلاقة. كان وزيراً للخارجية الجزائرية. عرف للمرة الأولى كوسيط خلال المفاوضات بين الأطراف اللبنانيين في مدينة الطائف السعودية التي انتهت باتفاق وضع حداً لحرب أهلية استمرت 15 عاماً.
ثم اصبح موفداً خاصا للأمم المتحدة في نقاط ساخنة عدة من العالم، اذ تولى رئاسة بعثة الأمم المتحدة في جنوب افريقيا خلال انتخابات 1994، التي أتت بنلسون منديلا رئيساً. واوفد الى اليمن في خضم الحرب الأهلية.والابراهيمي عضو في مجموعة "الدرز" (القدامى) التي تجمع شخصيات تعمل على حل النزاعات المسلحة بينها الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر وانان والأسقف الجنوب أفريقي ديسموند توتو.وفي احد تصريحاته حول المهام التي قام بها في حياته، قال الإبراهيمي انه لم يشعر في اي مرة انه يوجد "وضع ميؤوس منه".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

اغتيال مسؤول إيراني رفيع بهجوم مسلح

إغلاق حساب باسم يوسف على "إكس" بسبب تغريدة.. ماذا قال فيها؟

صحيفة بريطانية: قائد اركان الجيش الأمريكي يزور دولتين عربيتين لاقامة "تحالف" ضد ايران

وفاة الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية

إيران تنفذ عملية إعدام علنية "نادرة"

مقالات ذات صلة

الصحة العالمية تطلق خطة لوقف انتشار

الصحة العالمية تطلق خطة لوقف انتشار "جدري القردة"

متابعة / المدىأعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس الاثنين، عن إطلاق خطة مدتها 6 أشهر للمساعدة في وقف تفشي جدري القردة، تشمل زيادة عدد الموظفين في البلدان المتضررة وتعزيز ستراتيجيات المراقبة والوقاية.وقالت المنظمة إنها "تتوقع...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram