النائب الإسلامي عن حزب الدعوة وليد الحلي خدعني بتصريح له قرأته أمس فظننت أن تغييرا كبيرا قد حدث بموقف "داعش". التصريح نقله موقع "أوان"، الذي يقال انه موال المالكي، تحت عنوان "النائب الحلي: داعش والقاعدة ارتكبتا المحرمات وهجرتا العوائل". استوقفتني "المحرمات" فخطر ببالي ان "داعش" إما أخذت تسكر أو تغني أو تلعب القمار. أو ليست هذه اول المحرمات؟ استعذت بالله من شر الشيطان الرجيم الذي ربما هو من أوحى ليالي بهذه الأفكار الشيطانية وقلت لأقرأ الخبر كله أولا ثم أحكم.
قرأته بتفاصيله وتمنيت ان يكون ما فكرت به هو الذي حدث على قاعدة ان بعض "الرجس" أهون. وجدت ان الحلي يلوم "الداعشي" المسلم لأنه يقتل أخاه المسلم! انه والله العظيم قد قال "الذي لا يخاف الله في قتل أخيه المسلم، لا يستطيع أن يعيش في بلد تحرر من الطغيان والبعث والتعذيب". اذا، نحن والداعشيون أخوة يا جماعة الخير. أخوة في ماذا يا عضو حزب الدعوة الإسلامي ودولة قانونه؟ اذا المشكلة ان "الداعشي" صار يقتلنا نحن أخوته. وا مصيبتاه، وا أخوتاه!
ثم اريد أن أسال: هل الله جلّ جلاله عند الإسلاميين غير الله الذي نعرفه؟ فمن يخاف الله الذي نعرفه ليس من يقتل الناس الأبرياء مهما كان دينهم أو مذهبهم، وحسب، بل ومن يقصر في حمايتهم ويبذر أموالهم ويسرقها ويحصن نفسه ويتركهم هدفا سهلا للقتلة من كل صوب.
من يخاف الله الذي نعرفه، لا يسمح لفلاح السوداني بالفرار بأموال شعب يعاني الملايين فيه من الفقر والعذاب.
من يخاف الله الذي نعرفه لا يصر على السيطرة لوحده على ملف حماية أرواح الناس ليقتلوا بعشرات او مئات الآلاف خلال حكمه ويكتفي بتوفير الأمن الأمان لحزبه وآل بيته.
من يخاف الله الذي نعرفه لا يتغطى ولده بالدولارات ويفترشها ليلا ونهارا وكم كبير من نساء العراق واطفاله يستجدون بالطرقات.
من يخاف الله الذي نعرفه، لا يستقتل من اجل كرسي ولاية جديدة عائم على برك الدماء اليومية التي ينزفها العراقيون لأنه يرى انهم خلقوا ليموتوا. أما هو، فما ينطيها.
مـن يخـاف الله؟
[post-views]
نشر في: 1 فبراير, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
أبو سعد
الاستاذ هاشم أنت سيد العارفين ان السلطه في العراق وما جاوره وابعد قليلا (مفسده)فمن تريد تذكير من يخاف ألله سبحانه؟ساذكرك بمن يخاف الله (الفاروق عمر بن الخطاب (رض)والله لو ضاعت شاة في الصحراء لسئلني عنها ربي يوم القيامه..وابا الحسين (ع)عندما زاره أخاه وطلب