من هو المسؤول عن اغضابك يا معالي السلطان؟ وهل نسيت ان الجميع بذلوا جهودا كبيرة لتهدئتك، دون ان يفلحوا؟ لقد بقيت تغضب، لأن سيناريو انتصارات ٢٠١٠ لم يكتمل. اردت الولاية والخضوع، فحصلت على السلطة وخسرت الولاء. كنت تتخيل ان السلطة ستساوي الطاعة، وغضبت لأننا لم نصفق بحرارة لسياساتك. كم لحظة غضب علينا ان نتذكر الان، برأيك؟ أيها أثقل على فؤادك يا ترى؟
إن لحظة غضبك التي لا انساها، كانت في شباط ٢٠١١. اي قبل ثلاث سنوات، وبعد تسلمك ولايتك الثانية بثلاث شهور او اربعة. حينها عرفت انك لن تهنأ بالولاية الثانية المحشورة حشرا في التاريخ.
لقد هالك حشد الشباب في ساحة التحرير، وظهور "فيسبوك" المفاجئ، على وقع تهاوي السلاطين في المنطقة. رحت تصرخ ان المحتجين مندسون وخونة وبعثيون، ثم تفاجأت بأن معظمهم من مذهبك، ومن داخل شرعية النظام الدستورية، ويطالبون بالاصلاح السياسي، وينحدرون من عوائل تعرضت لقمع صدام حسين. لم تكن مظاهرات عادية، بل مقلباً رهيباً لفريقك السياسي والعسكري، الذي يؤسفنا انه اصبح منذ تلك اللحظة، مثاراً للسخرية.
المقلب الذي صممه الشباب في شباط، قام بتسليمك مهدود القوى الى خصومك. كل ما حصل بعد تظاهرات شباط، كان بفضلها. الشباب استدرجوك الى ساحة التحرير، وجعلوك تدوس قصائد الشعراء بأحذية "سوات"، ونظموا لك "فضيحة". وكتبنا يومها، اننا نأسف لاجلك، ولاجل حزبك الذي كان جزءا من تاريخ النضال الوطني ضد الدكتاتورية، وتمنينا عليك ان تتجنب ضرب المحتجين، وأن تتعلم الانصات وتهدأ. لكن درجة الغضب التي لعبت برأسك كانت اعلى صوتاً من نصائحنا. فبقيت تتعرض للاستدراج مرة تلو اخرى، وتشعر بسخط، والسخط الشديد يورط المرء في فلتات لسان وكبوات، وتنسي لغة العقل والتوازن.
من يومها وأنت عاجز عن الحوار، معزول من قبل حلفائك. الى درجة انك شعرت بحاجة حتى الى مشعان.. تخيل مشعان ما غيره!
لقد غضبت لان خصومك وأنت تفشل، لم يكونوا مسلحين من خارج الشرعية، بل شركاء في الشرعية، ناصحون وداعون للحوار. وكلما صعدت ظهر الدبابة، كشفوا امامك سبيلا آخر اقل كلفة وأسلم عاقبة. لكنك عجزت عن اخفاء ولعك بمذكرات السجن وهراوات سوات، والهليكوبترات التي بدوت سعيدا بها، رغم انها وفي اكثر من مناسبة، ورطتك وورطتنا بدفع ثمن باهظ.
نعم، لم يكن ثمن غضبك مقتصراً عليك، فالدم والمال لنا، وفلتات لسانك تسببت بكآبة وطنية عارمة. كيف سننسى وصفك لخطط الشهرستاني بالغباء، واتهامه بالكذب، وجهلك ساعات تجهيز الكهرباء؟ اي غضب جعلك تصدق خرافة عبعوب؟ ما الذي ورطك بسرد بطولات احمد؟ هل كنا سببا في غضبك، ام كنت سببا في كآبتنا الرهيبة وندبنا لهذا الحظ العاثر؟
اننا نواسي انفسنا بهذا، ونقول: لقد تدربنا على مقارعة حاكم غاضب، وأنت قدمت ورشة مجانية للتدريب. فبماذا تواسي نفسك، وأنت تغضب على بضعة معتصمين، فتحشر ابناءنا الجنود وأهلينا، في ميدان حرب غامضة بالانبار؟ هل تنوي حقاً دخول الانتخابات وأنت غاضب؟ هل تحسب ان تكرار الخطأ سيعوضك خسارة بغداد والبصرة في نيسان ٢٠١٣؟ وكيف سترمم مصداقيتك ورفض الجميع ان يقبلوك طرفاً ضامناً في صفقة؟
هل من طريق لتهدئتك، قبل ان تتسبب بمزيد من الخسارات؟ هل من سبيل الى جعلك تنسى قليلاً وقوفك في ذلك الركن المعزول يوم ٢٥ شباط، وأنت تتلقى وصفاً مترددا من اعلى بناية المطعم التركي، بينما يتفرج كل العراقيين على شباب شجعان يتهمونك في صدقك؟
منذ ذلك اليوم، لم نجد سبيلاً لتهدئتك، وقد اضطررنا ان نقسو عليك، لأنك قسوت على نفسك أولاً، ورفضت اي مراجعة. لم يبق طريق لتهدئتك سوى عزلك. وقد يواسيك كثيرون في عزلتك هذه، لتتذكر انك لم تكن أول غاضب خسر نفسه. ان حكايات الغضب والخسارة، تحتل معظم الصفحات في المقاطع السوداء من التاريخ. ويكفينا ان نعترف، انك كنت خيبة لنا جميعاً، ولابد من وضع حد لهذه الخيبة.
جميع التعليقات 14
نهي عبد الكريم
تحية للزميل الصحفي صاحب القلم الشريف سرمد الطائي وهو يتسامى فوق المذهبية والمناطقية وهو يميط اللثام عن حالات الإعوجاج التي تنتهجها حكومة المالكي التي أوصلت البلاد إلى عنق الزجاجة الآن بفضل حزمة سياسات اقل ما يمكن أن يقال عنها غبية وتنطوي على استئثار للسلط
بكر الشاهين
W,G FDIL DHSVL]
خليلو...
HYPERACTIVE. على ولي أمره ان يعرضه على طبيب! قبل ان يحطم كل شيئ ..ركب ناس في سفينة فاخذ واحد منهم ينقر بفاس في قعر السفينة قال سيد القوم اضربوا على يده فلو تركتموه لغرق وغرقنا ولو ضربتم على يده نجا ونجينا..السفينة هي العراق والراكبون هم العراقيون و
عراقي
من سخريات القدر وفي زمن الفوضى التي تسمى الديمقراطيه ان يتطاول مثلك على انسان عراقي حصل على اكثر من 600000 صوت . ولكن عزائنا انك اجير تكسب مالك من المتاجره بالتفاهه كالبغايا وان كن افضل منك لانهن يقدمن المتعه ذهبت الى قم المقدسه تعرض بضاعتك ثم الى امريكا
اسامة الزبيدي
اتمنى عليكم جمهور الكتاب والنقاد والمثقفين واصحاب الريادة في التدوين والتوثيق للتأريخ ان لا تنطفئ جذوة الحكايات بمجرد ان تنطوي صفحة السلطان في القريب العاجل انشاءالله .. اتمنى عليكم ان تستمروا في التدوين والتوثيق لهذه الحقبة التي حُشرت حَشراً في تأريخ الع
ابو اثير
ألأخ سرمد...أن الدعوى القضائية التي أقامهاالسلطويون عليك وعلى الأستاذ القاضي حداد هي وسام شرف يتمنى كل عراقي شريف أن يحظي به ,, أما المدون ألذي ذ يل أسمه ب ... عرا قي .. ؟ فأنصحه أن لا يلوث هذا الأسم الشريف وعليه أن يختار أسم تابع لسلطوي أو غيره من الأسما
saham dawwod
تحية لصاحب الكلمة الشريفة والشجاعة اتفق معك بكل ماتفضلة به الحل الوحيد ان يعزل الرجل ويوضع في مصحة خاصة لكي يرتاح .
ابراهيم
الى الى من ادعى انه عراقي اقليم بني صهيون هو من حمى اسيادك الصعاليك أمثال المالكي يوم هربوا كالجرذان من حكم الطاغية صدام والبقايا هم من جاؤا على دبابات الكافر ليحكموا العراق ومعظم والذين منحوا أصواتهم للطاغية الصغير والجديد هم بغايا الاستقطاب الطائفي ،
قائد
عاشت الايادي يا سرمد الحر فهذه المقالة ملخص حكم احد سياسيي الصدفة لثماني سنوات واذكر عندما حذرهم الساعدي من الاعتفالات لم يكن من فراغ بل من قراءه مسبقه للاحداث لكن ان تشمل التصفيات حتى اصحاب القلم فذلك لعمري من سخرية القدر وهذا العراقي الذي يخشى ان يكتب ا
ابوسهيل
شكرا لهذا الموقف النبيل والحرص علي الوطن والوصف الجميل لهذا الدكتاتور الطا§في المتخلف والكاذب والذي يسير قدما نحو مشاريعه الطا§فيه الجنونيه بدون ان يتلفت يمينا ويسارا وبالمقابل الصحف الامريكيه نلي§ه بالمقالات التي تحث الاداره الامريكيه علي عمل شي§ قبل فوا
عراقي مو بس بالاسم
لوحة المقال اعلاه النابع من ذات عراقيه خالصه لايملك كل من عنده غيره على وطنه ومايحصل فيه من مهازل الا ان يقف لك احتراما على ماخطته يدك والذي شخصت فيه مايعاني منه السلطان في شخصيته المريضه وهو الذي عجز منذ توليه الى اليوم على ان ينجح في ادارة ازمه واحده مم
سعد الدباغ
الذي سيجنني ان المالكي يقصف المدن وانتم ساكتين .
ام احمد
تحياتى لك استاذ سرمد هذا حال من يحلم ان يصبح قائدا اوحد وحزب واحد وكانه لم يتعض من المقبور صدام فالعراقيين لن يسكتوا عن نشر فضائحهم وفسادهم رغم تملق الكثييرين بدافع الطائفيه والتقرب من السلطان
حامد اسماعيل حسين
بسم الله وبه نستعين----- الاخ سرمد الطائي المحترم تذكر ان الشجرة المثمرة ترمى ولحقا انك اكبر شجرة مثمرة في الصحافة العراقية -الطغاة والفاشلين وعبدة الكرسي يخافون ويهابون قلمك وصوتك لانك ظمير الانسان العراقي الحر لا الانسان العبد والمرتزق اخي سرمد نشاهد يو