نحن اهالي الحي المذكور اعلاه، مثل كل العراقيين الذين استبشروا خيرا بزوال الطاغية وهرعوا فرحين الى الانتخابات أملا بمجيء من يمثلهم وينقذهم من الفقر والظلم والجوع الذي عانوه طويلا زمن الطاغية، غير انهم، وللاسف الشديد، خاب املهم اذ لم يتكرم اي مسؤول ليزور منطقتهم ولو لمرة واحدة..
ويتساءلون بمرارة: هل اخطأنا حين أدلينا بأصواتنا في صناديق الاقتراع؟ حال منطقتنا ظل على ماكان عليه بل ازداد سوءاً فوق سوءاته الكثيرة، فيما الذين انتخبناهم مترفون محصنون يتمتعون بأصناف الملذات ويحيطون انفسهم وعوائلهم بالحمايات.. يشتمل حي الرضا في منطقة سبع قصور على(7000) بيت ويقطن البيت الواحد كمعدل (10) اشخاص، فيكون مجموع سكان الحي حوالي(70000) شخص مابين نساء وشيوخ وشباب واطفال. وتوجد في المنطقة مدرستان ابتدائيتان مختلطتان فقط، تداوم في كل واحدة منهما ثلاث وجبات من الطلبة يوميا، وقت كل وجبة ثلاث ساعات، فيما تحتوي كل مدرسة منهما على ثمانية صفوف، يشتمل الصف الواحد منها على اكثر من (150) طالبا وطالبة!!! اما اثاث المدرستين ومناهجهما وتجهيزاتهما فحدث ولاحرج، فضلا عن الانعدام الكامل للخدمات فيهما.... ولاداعي لذكر ان المنطقة تخلو تماما من اي اثر لروضة او حضانة للاطفال، والاشد والانكى من ذلك خلو المنطقة تماما من اي اثر لمستشفى او مستوصف حكومي صحي... لا ملاعب او متنزهات او حدائق او نواد على الاطلاق، بل تحفل ساحات المنطقة وطرقها بأكوام النفايات المتراكمة منذ سنين ما هدد ويهدد حياة السكان سيما الاطفال منهم بالاصابة بشتى انواع الامراض. شوارعنا موحلة شتاء متربة صيفا. لاوجود لكراج نقل في المنطقة. لاوجود لشبكة مجار للمياه الثقيلة التي باتت تشكل مساحات واسعة من المستنقعات الآسنة، وغدت مصدرا لشتى انواع الروائح الكريهة، واعداد لامحصورة لشتى اصناف الحشرات. اما شبكة الماء الصالح للشرب فهي قديمة ومتهالكة، ينقطع فيها الماء صيفا ويشح شتاء، وغالبا ما يضطر سكنة المنطقة الى شراء الماء من (التناكر)، اما حال شبكة الكهرباء الوطنية فمقتصرة على الاعمدة المقامة في الشوارع الرئيسة من دون ان تدخل الطرق الفرعية. كما لاوجود لمحطات توزيع المنتجات النفطية عدا وجود ساحة صغيرة لبيع الغاز. اما حال توزيع الحصة التموينية فمتعثر ولايصل من مفرداتها الى المواطن سوى النزر اليسير. كما ينعدم وجود مدارس متوسطة او اعدادية في المنطقة، وكذا اية دائرة رسمية تشير الى وجود للدولة فيها... وبالاجمال فأن الوضع الاجتماعي يشهد بؤسا مكتملا، وتوثق سجلات المنطقة وجود(500) ارملة، و(1000) يتيم، (100) طفل مصاب بالشلل الرباعي، و(25) معاقا، و(50) معاقا بفعل الارهاب والحرب، كما بلغ عدد العاطلين عن العمل(1000) شاب، وعدد المتعففين(الفقراء) اكثر من(2000) فقير..... اخيرا وليس آخرا، يتساءل الاهالي (المغضوب عليهم) من دون اهل الارض جميعا.. هل يكفي ماذكرناه آنفا ليهز الضمير الانساني، وقبله الضمير الوطني للسادة المسؤولين؟! اهالي منطقة سبع قصور (حي الرضا) عنهم/ طالب جبار رسن
الى من يهمه الامر .. كوارث معيشية في منطقة سبع قصور (حي الرضا)
نشر في: 16 نوفمبر, 2009: 04:07 م