تحقيق/ سها الشيخلي تصوير/ سعد الله الخالدي يعاني العراق في الوقت الحاضر من شحة كبيرة في مياه كل من دجلة والفرات وهو الذي عرف منذ فجر التاريخ بوفرة المياه عنده وكثـرة عدد الجداول والانهروطرق الري المنظمة ، الا ان الاعوام الاخيرة أشرت انخفاضاً مروّعا في مناسيب تلك المياه وجفاف اغلب الجداول وتعثـرطرق الري
ونقصانا حادا في الخزين المائي في السدود والبحيرات مما اثر سلبا على زراعة المحاصيل الستراتيجية ، وفي مقدمة اسباب هذا الوضع المأساوي هو ضياع حقوق العراق المائية في نهري دجلة والفرات لاستنادنا حتى الآن إلى اتفاقية عقدت عام 1923 . ورغم كل الجهود مع الجارة المسلمة تركيا الا ان الوضع باق على ماهو عليه الآن حتى اشعار آخر! اتفاقية لوزان 1923 عادة ما تبرم اتفاقيات بين الدول المتشاطئة تلزم الاطراف المتعاقدة باتباع سياسات تضمن حقوق الاطراف جميعا ، كما هو معمول به في الدول المحيطة بنهر النيل ، ويتم تحديث تلك الاتفاقيات بين فترة واخرى وفق المستجدات وعلى رأسها السياسية والزراعية لكي لا يلحق الحيف والغبن اي طرف من الاطراف ، وهذا ما لم يحدث مع الجارة تركيا باستثناء اتفاقية لوزان التي يعود تاريخ ابرامها الى عام 1923 . يقول مدير عام دائرة الموارد المائية في وزارة الموارد المائية عون ذياب عن الاتفاقية : في تلك الاتفاقية هناك فقرة تخدم العراق وهي المادة رقم (109) والتي تنص على ما يلي : - في حالة وجود بنود تخالف ذلك كنتيجة لتثبيت حدود جديدة للنظام الهيدروليكي ( شق قنوات والغمر والري والصرف او ما يشبه ذلك ) في دولة تعتمد على الاعمال المنفذة داخل اراضي دولة اخرى ، او عندما يكون الاستخدام على أراضي الدولة ، بفعل استخدام المياه او الطاقة الهيدروليكية في فترة ما قبل الحرب ويكون مصدرها من أراضي دولة اخرى ، فانه يتم التوصل الى اتفاق بين الدول المعنية للحفاظ على المصالح والحقوق المكتسبة لكل منها ، وعند عدم التوصل الى اتفاق يجب ان تحال المسألة الى التحكيم ، ويضيف ذياب : عند زيارتنا الاخيرة لطهران حضرنا مؤتمرا ناقش هذه المشكلة واسبابها ولكن خرجنا بنتائج ليست بمستوى الطموح ، نريد اتفاقيات ملزمة لكل الاطراف . وخاصة الجانب التركي ،لذا هناك قاعدة اساسية للدخول بالتفاوض مع الجارة تركيا ومنذ اتفاقية لوزان لم تحصل اية اتفاقية ما عدا بروتوكول عام 1946 ملحق بالسياسة المائية وكان فيه نص يشير الى التعاون بين تركيا والعر اق واشعار اي طرف بانشاء المحطات الهيدروليكية ، في ذلك الوقت بالطبع لم تكن لتركيا اية سدود تذكر بل كان العراق يعاني من الفيضان ، وكانت الشحة غير موجودة حيث كل مياه الأنهار كانت تتحول الى العر اق ، الا ان تركيا في السنوات الأخيرة قامت بإنشاء سدود بعدد 23 سدا ضمن مشروعها الكبير ( مشروع الكاب ) ما اثر على إيرادات كل من نهري دجلة والفرات وعلى الزراعة في حوضي النهرين المذكورين وهذا ما اثر على الزراعة وعلى خزين المياه في السدود والبحيرات . * عدد من النواب طالبوا بعدم التوقيع او المصادقة على اية اتفاقية مع تركيا الا بعد حسم موضوع المياه وتحديد حصة العراق القانونية من مياه دجلة والفرات وفق اتفاقية تبرم بين البلدين . ما رأيك في ذلك ؟ - نحن ملزمون ان نتحدث بصراحة مع ابناء شعبنا ولا نخفي عليه امرا يتعلق بالأمور الحياتية التي تخصه ومنها السياسة المائية لان لها مساساً بالزراعة والري وتوليد الطاقة الكهربائية ، فقد ذهب زمن الاتفاقيات السرية .. * ما هي مشكلة الخزين المائي عندنا؟ - الخزين شحيح الان ، في العام الماضي كان 5 مليارات متر مكعب اما العام الذي سبقه فكان 8 مليارات متر مكعب ، العام الحالي خزيننا 3و3 مليار متر مكعب ، بضمنه ماء الشرب ، والمياه الخاصة بالزراعة والصناعة . لقد استهلكنا في الموسم الشتوي الماضي كل مياهنا من الخزين ونتوقع ان نبدأ الخزن من جديد عن طريق الامطار لمواجهة الاحتياجات كافة. * ما هي الاضرار الناجمة عن قلة الخزين؟ - الاضرار واضحة جدا وتتلخص بما يلي: - اضطررنا في الصيف الماضي إلى ان نحدد الزراعة ومنها زراعة الشلب إلى النصف اي بنسبة 50% مما جعلنا نستخدم واردات المياه من السماوة والناصرية والاهوار المحيطة في المنطقة وكانت الأضرار تردي مستويات المياه وجفاف مساحات كبيرة من الاهوار وهجرة البشر وامتد الضرر الى مياه شط العرب نتيجة لذلك ، وصار المد من المياه المالحة يزحف على مساحات واسعة وتسبب في تدهور كامل لنوعية المياه واثر بدوره على الزراعة في المنطقة وخاصة زراعة الفواكه والخضروات وحتى زراعة الاعلاف ومنها محصول ( الجت ) وكذلك تاثرت الثروة السمكية بشكل كبير ،ونتيجة النقص في الخزين توقفت اغلب السدود ومنها سد حديثة الذي ينتج الطاقة الكهربائية وهي طاقة نظيفة حيث ينتج السد 600 ميكواط ، وكذلك سد الموصل الذي ينتج طاقة نظيفة هي الاخرى وبمعدل 190 ميكواط ،و سد دربندخان وسد دوكان نتيجة النقص الحاد فيهما من المياه مما اثر على انتاج الطاقة النظيفة للكهرباء .وقد ضرب الجفاف وسائل وحلقات مهمة من الاراضي التي تعتمد على الامطار منها الزراعة الديمية مما اثر تاثيرا سلبيا على الزراعة بشكل عام كما اثر على المراعي الطبيعية ، ومن هنا نرى ان الاضرار واسعة ومتشعبة ليس في الزرا
مطالبة المجتمع الدولي والأمم المتحدة بمنع إقامة سد اليسو .. العراق يخسر 5 مليارات متر
نشر في: 16 نوفمبر, 2009: 04:10 م