رغم ان يوم الأحد هو نهاية العطلة الأسبوعية، وانه يوم راحتي وراحة اغلب الناس في بريطانيا، بلدي الثاني، الا اني أتوجس ريبة منه. الريبة من أخبار العراق التي أطالعها فيه. أمس كان أحد. أول خبر قرأته فيه: "العراق يطوي صفحة "الألف"! أي الف قتيل في الشهر الفائت. بكينا عاشوراء لأن فيه 70 مظلوما قد قتلوا من أنصار الحسين. لكن الحكومة ضاحكة مبتسمة اليوم أمام هذا العدد من قتلانا. فلا حنان بكت ولا المالكي لطم.
قبل سنين طوال ذاع في العراق يوم اسمه "الأحد الدامي". ظننا انه لن يتكرر فجاء بعده عشرات أحاد، لا بل شهور وسنين وعقود دامية. والرجل يبحث عن ثالثة. يبحث عنها حتى يظل الحاكم الواحد. صرت لا أحب الأحد. أكرهه كما أكره الحزب الواحد والقائد والواحد. حتى الرقم واحد أكرهه أيضا.
فحتى في الشعر الشعبي اذا استعمل الأحد او الواحد، فستجده اما للشكوى او للتذمر والهجاء الجارح المرّ.
رياض أحمد، لم أشعره في غنائه الشاكي الحزين وصل به الألم حد البكاء الا عندما غنّى:
يا منهل الروح روحي لو ترد منهلك
ما چان طول العمر شكوىً بدت منهلك
تدري بهلاكي وتناشدني بدهر مَنْ هلك؟
مَنْ هلك؟ غيري؟ وغيرك ما هلكني احد
واهلك رموني بتهم من نار هجرك احد
الحاج زاير الكوفاوي يبكي ويشكو ويشتم في آن:
حكِّن عليّه دوم اصبغ بالحزن واحد
أبچي سبتها وجمعة واربعا واحد
هم صاب مثلي كبل ضيم الدهر واحد؟
ولحضرتك جيت احث ارچايبي مِنحدر
دمعي شبه سيل لجل امتيمي منحدر
ما بين وادم طحت كل الحچي منحدر
ما مش فرق بين حلكه وخاتمه واحد
وعلى المنوال نفسه ينسج المصلاوي عبود المحمد علي مواله:
چم دوب أرد بيك عن دربا الخطا واحد
واكلمك چالهجن يبن البهم واحد
ارويك ترجي الظلال اعن الرشد واحد
لك الحدود التي بيها تجيم وتبن
وشوف ما شوف عندك من ذكاوة تبن
ازمال مربوط اچلك بالمعالف تبن
الينصحك بالخلك واليفضحك واحد
يبدو لي ان هناك مثلي من ابتلى بثقل يوم الأحد على صدره، كهذه العراقية التي تشكوه بهذا البيت من الدارمي:
السبت خلصنـاه شيخلص الاحد؟
مية كطع بالروحما ينفـع الشد
.. يا بويه
لا أحـب "الأحـد"!
[post-views]
نشر في: 2 فبراير, 2014: 09:01 م