TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لا أحـب "الأحـد"!

لا أحـب "الأحـد"!

نشر في: 2 فبراير, 2014: 09:01 م

رغم ان يوم الأحد هو نهاية العطلة الأسبوعية، وانه يوم راحتي وراحة اغلب الناس في بريطانيا، بلدي الثاني، الا اني أتوجس ريبة منه. الريبة من أخبار العراق التي أطالعها فيه. أمس كان أحد. أول خبر قرأته فيه: "العراق يطوي صفحة "الألف"! أي الف قتيل في الشهر الفائت. بكينا عاشوراء لأن فيه 70 مظلوما قد قتلوا من أنصار الحسين. لكن الحكومة ضاحكة مبتسمة اليوم أمام هذا العدد من قتلانا. فلا حنان بكت ولا المالكي لطم.
قبل سنين طوال ذاع في العراق يوم اسمه "الأحد الدامي". ظننا انه لن يتكرر فجاء بعده عشرات أحاد، لا بل شهور وسنين وعقود دامية. والرجل يبحث عن ثالثة. يبحث عنها حتى يظل الحاكم الواحد. صرت لا أحب الأحد. أكرهه كما أكره الحزب الواحد والقائد والواحد. حتى الرقم واحد أكرهه أيضا.
فحتى في الشعر الشعبي اذا استعمل الأحد او الواحد، فستجده اما للشكوى او للتذمر والهجاء الجارح المرّ.
رياض أحمد، لم أشعره في غنائه الشاكي الحزين وصل به الألم حد البكاء الا عندما غنّى:
يا منهل الروح روحي لو ترد منهلك
ما چان طول العمر شكوىً بدت منهلك
تدري بهلاكي وتناشدني بدهر مَنْ هلك؟
مَنْ هلك؟ غيري؟ وغيرك ما هلكني احد
واهلك رموني بتهم من نار هجرك احد
الحاج زاير الكوفاوي يبكي ويشكو ويشتم في آن:
حكِّن عليّه دوم اصبغ بالحزن واحد
أبچي سبتها وجمعة واربعا واحد
هم صاب مثلي كبل ضيم الدهر واحد؟
ولحضرتك جيت احث ارچايبي مِنحدر
دمعي شبه سيل لجل امتيمي منحدر
ما بين وادم طحت كل الحچي منحدر
ما مش فرق بين حلكه وخاتمه واحد
وعلى المنوال نفسه ينسج المصلاوي عبود المحمد علي مواله:
چم دوب أرد بيك عن دربا الخطا واحد
واكلمك چالهجن يبن البهم واحد
ارويك ترجي الظلال اعن الرشد واحد
لك الحدود التي بيها تجيم وتبن
وشوف ما شوف عندك من ذكاوة تبن
ازمال مربوط اچلك بالمعالف تبن
الينصحك بالخلك واليفضحك واحد
يبدو لي ان هناك مثلي من ابتلى بثقل يوم الأحد على صدره، كهذه العراقية التي تشكوه بهذا البيت من الدارمي:
السبت خلصنـاه شيخلص الاحد؟
مية كطع بالروحما ينفـع الشد
.. يا بويه

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

باليت المدى: جوهرة بلفدير

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram