TOP

جريدة المدى > الملحق الاقتصادي > الخياطة.. مهنة فـي طريقها الى الزوال؟

الخياطة.. مهنة فـي طريقها الى الزوال؟

نشر في: 16 نوفمبر, 2009: 04:25 م

المدى الاقتصادي صناعات محلية لم تستطع الصمود أمام سيل الاغراق السلعي للبضائع ذات الاسعار المنخفضة التي تعج بها الاسواق هذه الايام من دون رقابة تجارية وكمركية رادعة . حيث شهدت مهنة الخياطة ركوداً في السنوات الاخيرة على اثر دخول البضائع المستوردة من الالبسة الجاهزة من دون رقابة
او ضوابط كمركية وباسعار تنافس الالبسة المحلية ما اثر سلباً على البضائع المحلية وادى الى تدهور سوق المنتوج المحلي واغلاق اغلب معامل الخياطة وتوجه اصحابها الى التجارة بالبضاعة المستوردة ما دفع بالخياطين الى البحث عن فرص عمل في مجالات اخرى. ويرى وزير الصناعة والمعادن فوزي الحريري ان المنافسة غير الشريفة وإغراق السوق بالمنتجات غير الجيدة سببان في توقف الكثير من الصناعات فعلى سبيل المثال كان لدينا أكثر من 3000 شركة قطاع خاص للألبسة اغلبها الان متوقفة لأنها لا تستطيع منافسة ما يستورد من سوريا وتركيا والأردن والصين لعدم وجود قانون يحميها وهذا من أولوياتنا، حيث نرى في هذا الاتجاه ضرورة وجود قانون يحمي المنتج المحلي . وفي ظل غياب هذه القوانين بدأت مهنة الخياطة بالانحسار التدريجي ، حيث يقول حيدر محسن الساعدي صاحب محل البسة في شارع الرشيد : لم نتمكن من الاستمرار بالعمل بسبب ارتفاع التكاليف بالنسبة للانتاج المحلي ما يؤدي الى ارتفاع سعر القطعة المحلية قياساً بالمستوردة التي يكون عادة الاقبال عليها اكثر من المحلي باعتبارها مستوردة ما اضطرنا الى ترك مهنة الخياطة فبعد ان كان صاحب معمل للخياطة اصبح اليوم يعمل بتجارة الالبسة المستوردة من الصين وسوريا لكونها مطلوبة في السوق وتوفر له مصدر رزق بدلاً من عمل الخياطة الذي هو شبه متوقف. في حين لا يختلف الحال كثيرا مع هادي صالح فبعدما كان صاحب معمل خياطة الذي اضطرته الظروف الى تحويل معمله الى مخزن للبضائع يقول: تدفق السلع من دون اي رقيب وفي ظل منافسة غير عادلة و عجزنا عن مواكبة البضاعة المستوردة لما فيها من امكانات فنية غير متوفرة لدينا ذلك لاعتمادنا على مكائن محدودة التقنيات بسبب ارتفاع اسعار المكائن الحديثة وبالتالي اثر ذلك على نوعية القطعة المحلية من الالبسة لذلك توقفنا عن الانتاج ولجأنا للعمل باستيراد البضائع الجاهزة. ويوضح صالح: "المنتوج المحلي يمتاز بمواصفات جيدة من حيث القياسات التي تتناسب مع الطلب قياساً بالمنتوج الاجنبي الذي غالباً ما تكون قياساته صغيرة ونوعية خاماته غير جيدة . ويعزو صالح ارتفاع تكاليف المنتج المحلي الى انقطاع التيار الكهربائي عن المناطق الصناعية ما دفع اصحاب المعامل باللجوء الى المولدات لتوفير الكهرباء لتشغيل المعامل وبما ان هذه المولدات تحتاج الى الوقود لتعمل فان هذا يشكل عبئاً على ميزانية العمل اضافة الى سعر تكلفة القطعة وبالتالي فانها ستفقد فرصتها في منافسة المستوردة لانها ان لم تكن بالسعر نفسه فستكون اغلى منها وبالتالي فان الطلب سيكون على المستوردة بدلاً من محلية الصنع. أما بشارهادي صاحب (مجمع للالبسة المستوردة في حي اور) الذي كان سابقا مشغل للخياطة فيقول بعد أن عجزنا عن مواكبة البضاعة المستوردة لما فيها من إمكانات فنية غير متوفرة لدينا ذلك لاعتمادنا على مكائن محدودة التقنيات بسبب ارتفاع أسعار المكائن الحديثة وبالتالي اثر ذلك على نوعية القطعة المحلية من الألبسة لذلك توقفنا عن الإنتاج ولجأنا للعمل باستيراد البضائع الجاهزة”. وقال يجب على الحكومة أن تدعم الصناعة المحلية من خلال فرض التعريفية الكمر كية على البضائع المستوردة حتى يتسنى للصناعة المحلية أن تستعيد عافيتها وتنافس البضائع المستوردة. اما جواد عبد الله صاحب محل خياط فيرى ان مهنة الخياطة اصبحت لا تسد حاجة من يعمل بها، حيث يقول:" تركت هذه المهنة التي احببتها بعد ان توقفت مهنة الخياطة بشكل شبه تام بسبب دخول الالبسة المستوردة، اذ ان اكثر الخياطين الذين كانوا يعملون في معامل الخياطة لجأوا الى مهن اخرى او عملوا في وظائف حكومية والتي يرون فيها ضماناً لهم اكثر من المهن الحرة بعدما شهدت الاسواق المحلية دخول البضائع المستوردة من دون ضوابط تدعم المنتوج المحلي. في حين يرى الخياط حسين حامد صاحب معمل لخياطة القمصان الرجالية في السابق : أن دخول البضائع المستوردة وبالأخص البضاعة الصينية رخيصة الأسعار جعلتنا لا نتمكن من الاستمرار بالعمل بسبب ارتفاع التكاليف بالنسبة للإنتاج المحلي ما يؤدي إلى ارتفاع سعر القطعة قياساً بالقطعة المستوردة الأجنبية التي يكون الإقبال عليها أكثر من المحلي باعتبارها مستوردة ما اضطرنا إلى العمل بتجارة الألبسة المستوردة وأنا شخصياً أقوم حالياً باستيراد الألبسة من تركيا ذلك لكونها مطلوبة في السوق وتوفر لي مصدر رزق بدلاً من عمل الخياطة الذي هو شبه متوقف. ويعتقد اغلب الخياطين أن مهنتهم باتت مهددة بالزوال بسبب إغراق الأسواق بالملابس الجاهزة التي ترد من خارج العراق وبأسعار أقل بكثير مما يكلفه فصال الملابس الجديدة وخياطتها، وهو ما يدفع بالمستهلكين نحو هذه الملابس التي هي بمقاسات مختلفة وتلبي حاجة الجميع تقريبا. الخياط محمد رعد العزاوي يقول: ان عمله مقتصر على تفصيل الملابس العسكرية وتقريم الملابس

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

  بغداد/ نوري صباح كما تتوالد الحكايات في ألف ليلة وليلة، الواحدة من جوف الأخرى، بالنسق ذاته، تتوالد الأزمات في العراق، ولا تشذ عن ذلك أزمة العقارات والسكن التي يقاسيها العراقيون منذ سنين عديدة، فليست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram