كل من تابع مباراة فريق الشرطة ليلة اول من أمس أمام فريق الكويت الكويتي يجزم على أن نتيجتها ستكون لصالح فريق الشرطة 100 % لكن للأسف ما آلت اليه تلك النتيجة المحزنة شيء يدعو للقلق والتفكير ملياً وإعادة النظر في كثير من الأمور أولها مدرب الفريق البرازيلي سانتوس الذي على ما يبدو انه لا يستحق قيادة فريق بحجم الشرطة حامل لقب الدوري الماضي والمؤهل للاحتفاظ باللقب على ما قام به خلال تلك المباراة التي أفصحت عن تواضع مستواه الفني وقدرته التدريبية بعد ان تلاعب بتشكيلة الفريق بوضعه أحمد إياد في مركز المهاجم والجميع يعرف أن هذا اللاعب يجيد اللعب في مركز الظهير، فضلاً عن التبديلات التي أجراها لا تنم عن واقعية لدى هذا المدرب وعدم امتلاكه خبرة في مجال التدريب بحيث انه أبقى على المهاجم البرازيلي كريستيانو الذي بات يشكل عبئاً على الفريق الأخضر طوال التسعين دقيقة من خلال اهداره فرصاً لا يمكن اضاعتها خصوصاً تلك التي واجه بها حارس مرمى الكويت وسددها طائشة بعيدة كل البعد عن المرمى وسط ذهول الجميع.
الخطأ الآخر الذي اقترفه سانتوس هو اعتماده على الحارس محمد كاصد وتجاهله لخدمات حارس مرمى المنتخب الوطني محمد حميد الذي أجلسه على دكة البدلاء، رب سائل يتساءل: هل من المعقول ان يتم تجاهل حارس مرمى المنتخب الوطني في مباراة مصيرية كهذه تؤهل الفائز الى دوري ابطال آسيا وتقصي الخاسر ؟!
ما ظهر به كاصد من مستوى بائس يدعو الى الوقفة الجادة حول مصيره حيث تحمّل مسؤولية هدف الفريق الكويتي بنسبة 100% كونه لم يغط الزاوية التي دخلت فيها الكرة، بل بقي متفرجاً عليها ولم يكلف نفسه ويتصدى لها ولو تعامل معها بجدية أكثر لتمكن من ردّها بكل جدارة، ولم يكتف كاصد بدخول هذا الهدف، بل خرج لينقذ مرماه من كرة اخرى لكن ياليته لم يخرج لأنه قفز على الكرة من دون أي تركيز، بل بشكل عشوائي ولم يتمكن من التصدي للكرة التي عبرته لتذهب الى المرمى لولا ان المهاجم الكويتي سقط على الارض لأضاف هدفاً ثانياً من صناعة كاصد ايضاً.
ظهر لاعبو فريق الشرطة بمستوى رائع يوحي الى جديتهم في كسب نقاط المباراة وكسر حاجز الفريق الكويتي الذي بات يشكل بعبعاً للفرق العراقية كونه دائماً ما يقصيها سواء في هذه البطولة أو بطولة كأس الاتحاد الآسيوي وتمكن من سحب البساط من تحت اقدام لاعبيه المحليين والمحترفين منهم وتناقلوا الكرة بمنتهى الروعة وهددوا مرماه مرات عدة كانت تفتقر الى التركيز والجدية في انهاء الهجمات أي اللمسة الأخيرة التي أصبحت العلامة الفارقة لأدائهم حتى وضع الإيراني جواد نوكينام حداً لتطلعات لاعبيه وتطلعاتنا نحن ايضاً بعد أن حبس انفاسنا بكرة لا يمكن أن تدخل على أصغر حارس في العالم.
المشكلة إن النتيجة التي آلت اليها المباراة لا تتلاءم على الاطلاق مع سير المباراة ووتيرة أداء لاعبي الشرطة بعد أن أظهر مهدي كريم وأمجد كلف وعلي بهجت وأحمد إياد وحسين عبد الواحد وقصي منير مقدرة عالية في السيطرة على زمام الأمور بمساعدة حمدي المصري وفيلكس ، لكن للأسف لم تأت الرياح بما تشتهي سفننا ليعود الشرطة من حيث أتى يندب حظه العاثر على تفريطه بفوز مستحق.
وقفة جادة وخطوة أكيدة يجب أن تخطوها ادارة نادي الشرطة وجملة من القرارات يجب أن تتخذ قبل فوات الأوان فالفريق يضم نخبة رائعة من اللاعبين الذين بمقدورهم ليس فقط التأهل الى دوري ابطال آسيا بل المنافسة على لقبه وهذا لا يتم إلا بابعاد البعض واستقطاب البعض الآخر سواء مدربين أو لاعبين كي تسير سفينة القيثارة الخضراء الى برّ الأمان وتعاود عزف ألحانها الشجية التي أطرب لها جمهور الأخضر الوفي.
كاصد بلا مرمى !
[post-views]
نشر في: 3 فبراير, 2014: 09:01 م