أصابت الدهشة ورثة السير آرثر كونان دويل الكاتب البريطاني المعروف الذي قدم إلى المكتبة العالمية سلسلة رواياته الشهيرة شيرلوك هولمز وهم يتلقون نبأ القضاء الأمريكي الأخير بإشاعة حقوق تلك السلسلة ، ما يعني عدم دفع أية مبالغ نقدية تترتب على تلك  الحق

أصابت الدهشة ورثة السير آرثر كونان دويل الكاتب البريطاني المعروف الذي قدم إلى المكتبة العالمية سلسلة رواياته الشهيرة شيرلوك هولمز وهم يتلقون نبأ القضاء الأمريكي الأخير بإشاعة حقوق تلك السلسلة ، ما يعني عدم دفع أية مبالغ نقدية تترتب على تلك  الحقوق الخاصة بنشر كتبه وإنتاج الأفلام السينمائية المعدة أصلا عنها في الولايات المتحدة إلى ورثة دوبل .
وقد اعتبر قاض في ولاية إيلينوي الأمريكية خلال الأسبوع الحالي أن شخصية المحقق الشهير هولمز وصديقه واتسون لم تعد مشمولة بحقوق المؤلف التي لاتزال سارية في الولايات المتحدة على 10 من قصصه الصغيرة نشرت بعد عام 1923 ولفت القاضي روبن كاستيو إلى أن وحدها عناصر القصة في هذه القصص العشر الصغيرة لاتزال خاضعة لحقوق المؤلف ، إلا أن كل شيء آخر معفو من الحقوق ، بخلاف ذلك كان ورثة الكاتب البريطاني يقولون إن هذه الحقوق تشمل أيضا الشخصيات والقصة على حد سواء .
هذه الصلاحيات الاستثنائية من شأنها أن تغير من الطريقة التي يجري فيها تصوير هولمز والشخصيات الأخرى الواردة في السلسلة الروائية ليس في أمريكا وحدها بل في بريطانيا التي سيلجأ فيها ورثة دويل هناك لإثارة معركة قضائية ضدها .
وكان المحامي والناشر ليسلي كلينغر سببا في إصدار المحكمة الأمريكية هذا القرار ، فقد رفع الدعوى أمام قضاتها بعدما أراد إصدار قصص أصلية مستوحاة من شخصية المحقق الشهير هولمز الذي هدده ورثة دويل بحظر صدورها في حال عدم تسديده الحقوق ، لكنه رفض وطالب في دعواه المرفوعة إلى المحكمة بأنه يجب أن تكون هذه الشخصية حرة الآن بعد 70 سنة من وفاة مؤلفها ،أي أن حقوق التأليف والنشر لها انتهت منذ عام 2000 ، بينما يصر الورثة على انتهائها في عام 2022 .
كلينغر أضاف في فحوى الدعوى التي أقامها : " أن الطابع المعقد الذي يتمسك به ورثة دويل يجب تفكيكه ومن المستحيل بقاء هولمز مسجونا في الدائرة التي رسمها له مؤلفه ، فقد آن الوقت كي نحرره منها وتسليط الضوء على التعقيدات والمصالح المتنافسة التي شاركت في قانون حق المؤلف ، ومع أن تلك القاعدة استخدمت لحماية حقه وعدد من أحفاده الذين يمكن لهم الاستفادة منها اقتصاديا ، إلا أنها توسعت كثيرا على حساب الطبع والنشر لأطول فترة ممكنة " .
في عام 1955 مددت في بريطانيا الفترة التي تمنح الحقوق المادية والمعنوية للمؤلف بعد وفاته من 50 سنة إلى 70 سنة ، بينما أبقت أمريكا على نفس المدة منذ عام 1998 حيث شملت عدة أعمال كبيرة ،منها الرواية العظيمة " ذهب مع الريح " لماركريت ميتشل التي تحولت إلى فيلم شهير لايزال يلقى النجاح أينما عرض ،ما جعل من راندال مسكليري صاحب إحدى دور النشر الأمريكية أن يتحدى تلك الحقوق وينشر الرواية بطبعة شعبية وقف إلى جانبه عدد  من المحامين وهو يدافع عن قراره ذاك ، حيث قالوا : " إنه شيء إيجابي جدا تقديم هذا العمل بطبعات شعبية ليصل إلى عدد كبير من القراء الذين لم يستطيعوا الحصول على طبعاتها الفاخرة من قبل " .
قرار المحكمة الأمريكية يثير تساؤلات جديدة وتحديات محتملة في حالات مماثلة ربما أبرزها في روايات إيان فليمنغ " جيمس بوند " التي من المقرر أن تنتهي حقوق ملكيتها في المملكة المتحدة عام 2034 ، كما سيضيف القرار عدة مشادات قانونية أخذت تلوح في الأفق مع التشكيك في دور القضاة في مثل هذه النزاعات ، مسكليري كان قد أضاف في دفاعه عن نشر رواية ميتشل قائلا : " الكتاب لديهم الحق في كسب العيش سواء عن طريق بيع كتبهم وفق القوانين والتعليمات الضابطة بنشرها ، ولكن علينا أن نكون على علم مسبق بما ستؤول إليه تلك الإبداعات حتى نخرجها من إطارها الخاص إلى العام ".
شيرلوك هولمز الذي لن تنتهي قضيته بهذه القرارات قد حافظ على شعبيته منذ دخوله عالم الأدب عام 1887 ، برز مجددا في السنوات الأخيرة مع تأدية روبرت داوني جونيور شخصيته في السينما ، فضلا عن إنتاج مسلسلات تلفزيونية بثتها مؤخرا قناة بي . بي . سي ، وسي . بي . أس  التي اضطلع ببطولتها بيندكت كامبرباتش.
 عن: الإندبندنت