ترجمة/ عادل العامل تُعدّ الذكرى المئوية الثانية لنشر رواية ( الكبرياء و الهوى Pride and Prejudice ) للكاتبة الإنكليزية جين أوستن يوم 28 كانون الثاني 1813، ذريعةً طيبة، كما هي كل مناسبة كهذه، لإعادة إحياء ذكرى هذه الرواية. فقد بهت التكييف الذي قام به
ترجمة/ عادل العامل
تُعدّ الذكرى المئوية الثانية لنشر رواية ( الكبرياء و الهوى Pride and Prejudice ) للكاتبة الإنكليزية جين أوستن يوم 28 كانون الثاني 1813، ذريعةً طيبة، كما هي كل مناسبة كهذه، لإعادة إحياء ذكرى هذه الرواية. فقد بهت التكييف الذي قام به ألان ستانفورد، المشاهَد في عام 2012. أما التكييف المسرحي الجديد، فيُعرض الآن على مسرح " غيت " في دبلن حتى 18 كانون الثاني، وفقاً لهيلين ميني في عرضها هذا.
بعد وفاة الروائية الإنكليزية جين أوستن (16 كانون الأول 1775 ــ 18 تموز 1817 )
و يتَّسم التكييف الحالي لهذه الرواية الشهيرة، بشرحه التأليفي التهكمي اللامع، بالبراعة، خصوصاً و أنه معبَّأ في ساعتين و نصف من الزمن. و أحياناً يبدو هذا الإنتاج جرياً عبر الحبكة أكثر من كونه مسرَحةً محقَّقةً بشكلٍ كامل.
و العناصر الأساسية هنا هي : الأخوات بنيت Bennet الخمس في ثياب بيض من الصنف الإمبراطوري؛ و أمهن، اليائسة من تزويجهن من رجال أثرياء؛ و السيد بينيت، و هو مراقب ساخر للكوميديا البشرية، كما هي حال ابنته المفضلة، إليزابيث. و من بين أمور أخرى كثيرة، ترسم الرواية خطة رحلة عاطفية بعيداً عن أبيها، و إدراكها أنه ليس جديراً بالإعجاب كلياً.
و في هذا الإنتاج، فإن إليزابيث، التي تقوم بدورها هنا لورنا كوين، هي الراوية أيضاً، التي تخاطب جمهور المشاهدين مباشرةً ــ أحياناً بشكل شخصي، و في أحيان أخرى كمتحدثة بلسان أوستن و مُعدّة المشهد. و إنه لجمعٌ صعبٌ إنجازه، و لا يتوفر له النجاح على الدوام : و النتيجة هي التخفيف من شخصية إليزابيث، حتى مع كونها طلعة المسرح المركزية. و يمكن القول إنه لا هي و لا جين، الأخت الكبرى، تبدو مميَّزةً عن الأخوات الصغريات المستهترات الثلاث، ماري، و كيتي، و ليديا، اللواتي يشكّلن في مناسبات كثيرة سبب إحراج اجتماعي حاد لهما.
و بالنسبة لمفضّلي بقاء أوستن على صفائها ( كما هي في الرواية )، فإن بعض المشاهد ستبدو مرتجة على هؤلاء المعجبين، كما هي الحال حين ترفض إليزابيث بصورة فظّة الرقص مع السيد دارسي، الغني المعجب بنفسه ( الذي يقوم بدوره سام أوماهوني ) في حفلتهم الأولى. و في بعض الأحيان تضيف التعديلات لمسة كوميدية : فخلال زيارة إليزابيث غير المجَدوَلة إلى عزبة دارسي، يتعثر هذا بها و هي تنظر بإعجاب إلى صورته.
و حين تفتقر لقاءات العاشقين الشابين إلى الانفعال الشديد، فإن فن حصر حياة كاملة في لحظات قليلة تقوم به الأدوار المساعدة ــ ستيفن برينان بدور السيد بينيت، بحاجبيه المرفوعين؛ مارك أوريغان و هو يجسد بلطفٍ شخصية السيد كولينز المتزلِّف؛ ألينور ميثفَن بدور السيدة بينيت الواضحة الرؤية؛ ميف فيتزجيرالد التي تُضفي كدَراً غير متوقع على دور شارلوت لوكاس، وهي تقوّي نفسها على التحمل كوجة للسيد كولينز. و هذه أداءات تتّسم بالحذق أو البراعة، فتعطي صورةً لعالم مكون من مختلف الطبقات على نحوٍ بارز.
و من الجدير بالذكر أن جين أوستن، (16 كانون الأول 1775 ــ 18 تموز 1817 ) ، قد أعدت أحداث أدبها القصصي الرومانسي وسط الطبقات العليا من ملاّك الأراضي، التي كانت أسرتها على الهوامش السفلى من تلك الطبقات. و قد أكسبها تناولها المشوّق البارع لحياة الناس هناك مكانةً متميزة كواحدة من الكتّاب و الكاتبات المقروئين على نطاق واسع في الأدب الإنكليزي. كما أكسبتها واقعيتها، و سخريتها اللاذعة، و تأويلها الاجتماعي أهمية تاريخية بين الدارسين و النقّاد، وفقاً للموسوعة الحرّة.
عن: THE IRISH TIMES