نائب رئيس الوزراء صالح المطلك القيادي في القائمة العراقية قبل انشقاقاتها، يوم زار الانبار بعد ايام قليلة على اندلاع تظاهراتها الاحتجاجية ، تعرض الى اعتداء على يد من اتهمهم بانهم من المندسين بين صفوف المعتصمين ولايمثلون "قاعدته الشعبية في المحافظة" اما الساسة الاخرون من قادة القائمة العراقية ، ولاسيما من ادعى منهم بانه يمثل المكون السني ، ويتمتع بقاعدة واسعة في مدن محافظات الانبار وصلاح الدين وديالى وكركوك ونينوى ، فتعاملوا مع الاعتصامات الشعبية بطريقة تضمن تحقيق مكاسبهم ، حتى ان بعضهم اصبح ماركة مسجلة لمنصات الاعتصام ، واخذ يدلي بتصريحات لاتعبر عن ادراك سياسي .
دعاة الدفاع عن حقوق "المكون السني " فشلوا حتى في بلورة مشروع، يخدم قواعدهم وجماهيرهم ، بامكانه ان ينسجم مع المصالح الوطنية بوجود عقلية سياسية منفتحة خالية من العقد والضغائن ، وتتبنى موقفا ثابتا وواضحا من الارهاب وتنظيماته العاملة في الساحة العراقية فضلا عن الايمان بالنظام الديمقراطي، وقضايا اخرى مازالت موضع خلاف بين الاطراف المشاركة في العملية السياسية .
هل استطاع "المكون السني" ان يفرز قوى سياسية تمثله بشكل حقيقي؟ ليس مقارنة بالطرف الاخر الشيعي ، فهو الاخر يعاني خللا ، وهذا ما تجسد بتنظيم تظاهرات عبرت عن الرفض الشعبي للاداء السياسي والحكومي. الاجابة على السؤال بعد الانتخابات التشريعية سواء بحجم المشاركة او النتائج وهي ستعطي صورة اخرى ، وربما مفاجآت لم تكن في حساب من يزعم تمثيل المكونات ، او بمعنى اخر، حصاد اصوات "الاصطفاف المذهبي" في بلد يعيش ازمات متفاقمة على الصعد كافة .
عندما يواجه العراقي سؤالا حول مشاركته في الانتخابات يبدو مترددا، وهذا ما رصدته فضائية اجنبية اعد مراسلها في بغداد تقريرا عن امكانية زيادة نسبة مشاركة المصوتين مقارنة بالانتخابات المحلية ، المتحدثون من مختلف الاعمار، ومن مناطق " سنية وشيعية" ومعظمهم عبر عن خيبة امله ، رافضا التصويت لاية قائمة، لكي لا يشعر بالندم ،ثم يتحمل اعباء مسؤولية اخلاقية بمنح صوته لمن لايستحق ان يكون ممثلا للشعب في البرلمان المقبل.
ادعاءات الساسة بتمثيل مكوناتهم تدفع قواعدهم الشعبية لحسم الادلاء باصواتهم لمرشحيهم ولا تجعلهم في حيرة من امرهم في يوم الاقتراع ، السني ينتخب قائمة تمثله والشيعي كذلك ، وهذه المعادلة يعمل على ترسيخها الساسة ، بجعلها عامل قلق لمن تنتابه المخاوف بالتهديد من الطرف الاخر ، فيفضل خيار الاصطفاف المذهبي مكرها، تحت تأثيرات شتى في مقدمتها ما يستجد من احداث في الساحة العراقية .
الساسة العراقيون سواء من الانبار ام غيرها من المحافظات ، ماعادت تنفعهم مزاعم تمثيل المكونات ، وعليهم اعادة النظر بطروحاتهم السابقة ، بنبذ الاصطفاف الطائفي والتمسك بالمشروع الوطني كما اعلنوا ذلك قبل اربع سنوات ، فهل ادركوا اسباب خراب البلد ، بوجود من يصر على العمل بماركته الطائفية ، واليوم يومك يالعراقي "اكنسهم" وجرب التعبير عن ارادتك في يوم التصويت ، عسى ان تضمن مستقبلك .
ماركة سياسية مسجلة
[post-views]
نشر في: 3 فبراير, 2014: 09:01 م