لدي ثلاث نقاط اعرضها اليوم، واحدة بشأن "الرد" الذي تسلمته من نوري المالكي، بشأن اعتراضاتنا عليه. والثانية حول اعتقادي بالحد الادنى من سلامة نظامنا السياسي، اما القضية الثالثة فتتعلق بورود اسمي في سؤال وجهته محطة بي بي سي البريطانية، للسيد حسين الشهرستاني، بشأن التوازن الطائفي في وزارة الداخلية.
كاتب نابه من صحيفة الحياة سألني امس، كيف تفسر شكوى المالكي ضدك واستخدامه المادة ٢٢٩ من قانون العقوبات للمطالبة بمحاسبتك على "التشهير به"؟ اجبته، ان المادة هذه تخص التشهير بموظفي الحكومة، وكانت عقوبتها سنتان في السجن او غرامة مالية، لكن صدام عدلها عام ١٩٨٥ وجعل عقوبتها السجن حصراً.
لقد كرست معظم كتاباتي وحديثي في التلفزيون، للدعوة الى اعتماد التعقل وامتلاك شجاعة ان نبرم تسويات كبرى ونقدم تنازلات متبادلة ونصنع حلولا مصممة بعناية، منعا للحرب وتغليبا للسياسة على العنف ولغة الاخضاع ومذكرات التوقيف وتسييس القضاء. وها انا اتلقى اجابة من رأس السلطة. ان معنى مذكرة القبض الصادرة بحقي، هي ان المالكي لا يمتلك مزاجا تصالحيا، وهو مولع حصرا بمواد قانونية عقوبتها السجن في التعامل مع من يخالفونه الرأي. لقد تلقيت جوابا من السلطان في نهاية المطاف، على كل دعواتي الى التعقل والحوار.
وقد وردتنياسئلة عديدة هذه الايام، من قراء كرام، تستفهم عن الفرق بين عهدي المالكي وصدام، وبعض السائلين يحاولون الاجابة مسبقاً بأنه "لافرق" بين الحالين.
وقد اجبت بالقول ان التغيير ليس لحظة تعلن انتهاء فصل وبدء آخر بشكل مفاجئ وسعيد. بل هو عملية متواصلة وحتى مملة.. وبحاجة الى من يدافع عنها. نحن نؤمن بالتغيير، ولذلك من البديهي ان نتدرب نفسياً على دفع الاثمان بطيب خاطر. التغيير ايضا ليس تجربة عمياء تسوؤنا نتيجتها فنلغيها ونعود الى الحالة السابقة. بل هو سياق تاريخي معروف، ومسار واضح للعقل، ومعايير باتت كونية، لادارة لعبة الاختلاف بنحو سلمي وعقلاني وطرد للحمقى والمختلين نفسياً. ليس امامنا الا ان نمضي وندفع الثمن ونصحح المسارات بصبر كبير، وندافع عن نظام تعددي فيه حياة دستورية وقضاء مستقل وشفافية عالية. وإلا فسنعود الى حاكم يشبه صدام حسين يقودنا من هزيمة داخلية الى اخرى خارجية، ويعزلنا عن العالم.
ولكي لا نعزل عن العالم فإن علينا الحديث بصراحة. وقبل سنة اكد لي زعيم شيعي كبير بعد اندلاع مظاهرات الغربية، ان الشهرستاني انشغل بالتحقيق في ملف التوازن الطائفي، وصارح التحالف الوطني بأنه متفاجئ بأن وزارة الداخلية ومن اصل ١٢٠ مديراً عاماً، فيها ٥ مدراء اكراد، و ٥ سنة، و١١٠ شيعة هم حصراً من اتباع دولة قانون، حسبما اتذكر، دون ان يكون هناك تمثيل لباقي الاطراف. كما ذكر الزعيم البارز ان هناك ٣٥ ألف منتسب من اهل الانبار جرى اجتثاثهم منذ ٢٠١٠ رغم انهم كانوا من اشد عناصر الصحوة قتالاً لتنظيم القاعدة في ٢٠٠٧ و٢٠٠٨. وأن ذلك لا يرضي عقلاء الشيعة ابداً، بل هو امر تفرح به القاعدة.
التصريح موجود على يوتيوب، وقد تلقفه مقدم برامج شهير في محطة بي بي سي، ووضعه امام السيد الشهرستاني في مقابلة ونسبه إلى كاتب السطور، فراح الشهرستاني يلف ويدور، ثم قال: الشخص الذي ذكرتموه ليس موثوقاً عندي، وأدعوكم الى عدم الانصات لجهات تعارض النظام السياسي!
انني ادعو السيد الشهرستاني وكل انصار المالكي، الى فتح عيونهم جيداً. النظام السياسي هو نظامنا، لا نعاديه، ولن نسقطه. لكننا مع عقلاء من كل الاطراف، مستمرون بالاعتراض على نهج الفريق السياسي والعسكري المحيط بالسلطان. وموعدنا في نيسان القادم، في انتخابات هي استفتاء على فشلكم ايها السادة. انتم خيبة كبيرة سنضع لها حداً
انا والشهرستاني وبي بي سي
[post-views]
نشر في: 3 فبراير, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 14
ام احمد
الذي ذكره السيد الشهرستانى الكل سمعه من على قناه التابعه للحكومه والذي يبدو انه نسى ماقاله او تناسى او امر بالنسيان وهذا حال كل الوزارات فى العراق فالعدل 99%من موضفيها الجدد من حزب الوزير اما الذي لا ينتمى له فليس له مكان عن طريق جلب تزكيه من المرجع الفلا
الدليمي ابو علي
سؤال للسيد الطائي ، منذ سقوط النظام ولغاية الان هل كتبت يوما عن ايجابية واحدة سواءا تعلقت بشخصية وطنية او سياسية او دينية في هذا البلد الجريح ، ام ان الجميع خونة وعملاء وسراق ،نعم لا يوجد في رايك احد نظيف ،هل تستطيع ان تنتقد احد المسؤولين في الدول المجاو
قرات
hi
نوار الرشيد
الدليمي ابو علي اقسم بأغلض القسم انك ليس دليمي وانت تختفي خلف هذاه التسميه ولو كنت صادقا لكتبت اسمك الصريح؟؟؟؟؟ وتعليقك يدل عليك
سامر الكعبي
سيد سرمد الطائي . انت وكلنا يعرف ان الوزاراة العراقية تقسمت على اساس طائفي وقومي وحزبي . يعني كل وزارة يجيرها الوزير لحزبه .؟ لكن الشيء الغريب والعجيب انك انتقاداتك وهجومك دائما يستهدف حزب واحد وهو حزب الدعوه . وكأن البقية معصومين من الخطأ. ولا اعرف كيف ت
كاظم العبايجي
أن هذا الرجل يتمتع بشخصية أزدواجيه مأزوم ومأجور وكلاهما ينبعا من عقد الماضي ..... حدث العاقل بما لا يليق فأن صدق فلا عقل له .110 مدير عام من دولة القانون وعشرة من السنة والأكراد !
علي حيدر
لا اختلف مع رأي الاخ الدليمي ابو علي فهو قد نقل او اوصل الفكرة للأخ الطائي والأخوة القراء وخصوصا الاسطر الاخيرة قد اوجزت مافي القلوب لاننكر الفساد ولا استبداد الرأي لرجال الدولة ولكننا في ضروف يعجز اللسان عن وصفها شركاءفي الوطن ويقتلون بكل فضاعة وقاحة كل
كحلون
انتم ترون وزارة كبيرة تحت البصر ولا تعلمون ما يدور في ابسط الاماكن في العاصمة ماذا تدور من مؤامرات ومافيات ستكبر يوما بعد يوم حتى ياتي يوما سندخل بيوتنا بمقابل مادي لحراس يقفون على ابواب الحي.
ابو محمد
الى الاخ الدليمي كيف يكتب أو يتناول ما ذكرته وهو يتلقى الاموال الطائلة منهم وكيف يتقي الله وقد قطع كل صلة له به بإلحاده وكفره وكيف لا يجعل سهام نقده على المخلصين لوطنه وقد اصطف مع المجرمين والحاقدين على وطنه. كان الاولى ترك هذا الشخص يعاني من عقده وحقده ل
صباح الحلي
سيدي الاستاذ سرمد الطائي المحترم سيدي اخشى ان تكون انت والكثير من العراقيين متفائلين بنتائج الانتخابات المقبله . سيدي ان انتخاباتنا المقبله والتي بعدها والبعد بعدها لن تغير من شكل ديمقراطيتنا بشيئ ولسبب واحد بما ان قانون الاحزاب لم يصاغ الى اليوم وبما الن
الفيصلي
الفرق لو كنت في زمن صدام لكنت انت وعشبرتك وجيرانك وجيران جيرانك في خبر كان مو لو مومو
نبيل
نعم ان متأكد انك ليست دليمي
عهد الوارثين
عجبى لمن يعرفون انفسهم للمقابل بانهم اناس لهم خبرة ويعرفون انفسهم بانهم يفهمون نهاية الاشياء لكن سؤال يطرح هل بدات السلطة بموضوع وانهت هذ الموضوع ليس لدينا معيار واحد يعيد الى اذهاننا مفهوم الدولة عرفنا الدولة باانها سلطة ورئيس الدولة هو قائد المسير
ابومنتظر التميمي
المعلقين ضد السيدالطائي الظاهر انتم ابواق السلطه والا لماذا لاتعلقون في الامور التي لاتمس حزبكم المغوار وحكومتكم الموقره اما انه لاينتقد الاقليم علئ ماذا ينتقدهم لاجل جعلهم الاقليم وجه سياحيه الكثير من رعيت حزبكم يتمنون الذهاب اليها