اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الفضائيات العراقية تطرد برامج الأطفال خارج بناياتها

الفضائيات العراقية تطرد برامج الأطفال خارج بناياتها

نشر في: 4 فبراير, 2014: 09:01 م

يصر الطفل همام البالغ من العمر ثماني سنوات على معرفة مكان وكيفية المشاركة في برامج المسابقات التي تقدم العديد من الجوائز وتعرض أفلام الكارتون التي تبث عبر إحدى القنوات الفضائية العربية مع عدد آخر من فضائيات تعرض فيها افلام ومسابقات لفئات محدودة من

يصر الطفل همام البالغ من العمر ثماني سنوات على معرفة مكان وكيفية المشاركة في برامج المسابقات التي تقدم العديد من الجوائز وتعرض أفلام الكارتون التي تبث عبر إحدى القنوات الفضائية العربية مع عدد آخر من فضائيات تعرض فيها افلام ومسابقات لفئات محدودة من العمر وعلى مدار 24 ساعة.. هذا الإصرار جعلني أتابع عددا كبيرا من المحطات الفضائية العراقية لمعرفة اهتمامها وما الأوقات والساعات التي تبث فيها برامج وافلام ومسابقات الاطفال ،والمتابعة شملت القناة الممولة من الحكومة ايضاً والقنوات ألاخرى الممولة من الاحزاب والشخصيات ،وتوصلنا الى نتيجة هي عدم وجود أية برامج في منهاج هذه القنوات باستثناء اثنين وتعرض أفلام كارتون عرضت منذ أكثر من عشرين عاما .
(المدى ) إدراكاً منها بأن الاهتمام بالطفولة خصوصاً عبر وسائل الإعلام أمر مهم يجب تسليط الضوء عليه .

تُسهم في النمو المعرفي للطفل

أستاذ علم الاجتماع كمال صالح (متقاعد ) يشير لـ( المدى ) إن أهمية دراسة أثر الرسوم المتحركة على الأطفال لا تأتي فقط من كونها تشكل النسبة الأعلى لما يشاهده الاطفال في العراق ،وإن مشاهدة الرسوم المتحركة ومسابقات الاطفال تفيد الطفل في جوانب عدة ،صالح اشار الى أن فوائدها هي تنمية خيال الطفل من حيث تزويده بمعلومات ثقافية منتقاة وتسارع بالعملية التعليمية ،فبعض أفلام الرسوم المتحركة تسلط الضوء على بيئات جغرافية معينة، الأمر الذي يعطي الطفل معرفة طيبة ومعلومات معرفية وافية، والبعض الآخر يُسلط الضوء على قضايا علمية معقدة ـ كعمل أجهزة جسم الإنسان المختلفة بأسلوب سهلٍ جذاب، مضيفاً انه يكسب الطفل معارف متقدمة في مرحلة مبكرة تقدم للطفل لغة عربية فصيحة غالباً لا يجدها في محيطه الأسري مما ييسر له تصحيح النطق وتقويم اللسان وتجويد اللغة، وبما أن اللغة هي الأداة الأولى للنمو المعرفي فيمكن القول بأن الرسوم المتحركة ـ من هذا الجانب ـ تسهم إسهاماً مقدراً غير مباشر في نموه المعرفي كما تلبي بعض احتياجات الطفل النفسية وتشبع فيه غرائز عدة مثل غريزة حب الاستطلاع فتجعله يستكشف في كل يوم شيئا جديدا وغريزة المنافسة والمسابقة فتجعله يطمح للنجاح ويسعى للفوز.
عرض البرامج مقابل ثمــن
مدير عام دار ثقافة الأطفال محمود أسود قال لـ (المدى) إن غياب البرامج والمسابقات الخاصة للأطفال وعدم تخصيص وقت لها في المنهاج اليومي لعموم الفضائيات العراقية والمحلية هو بسبب بحث تلك القنوات عن مردود مادي للبرامج التي تبث عبر شاشاتها وهي السمة السائدة لأغلب تلك المحطات ، واشار أسود إلى أن دار ثقافة الاطفال تبذل جهداً استثنائيا لهذا الموضوع الحيوي والمهم في جميع مجتمعات العالم وتحديداً موضوع (الطفل) برغم الإمكانيات المحدودة المخصصة لها إذ تقدر ميزانية الدائرة ب(80) مليون دينار سنوياً وتوزع على جميع الأنشطة بما فيها مطبوعات الدائرة والمتضمنة مطبوعي ( مجلتي – المزمار ) التي تطبع منها7500 نسخة بعد إن كانت تطبع ربع مليون نسخة بالإضافة إلى سلسة إصدارات الطفل والأنشطة الاخرى في 12 محافظة ونحن اتجهنا نحو فعاليات المسرح والاوبريت وزيارة الفرق الجوالة لتقديم ما أمكن تقديمه وفق تلك الإمكانيات بسبب ضعف الميزانية وهذه أيضا جزء كبير من معاناة وزارة الثقافة، فالدائرة شبة عاجزة عن تأدية رسالتها للطفولة في العراق ، قائلا: إننا أجرينا العديد من اللقاءات والحوارات مع القنوات الفضائية وبالأغلب رحبوا بعرض برامج خاصة للأطفال (مقابل ثمــن) لأن جميع القنوات تبحث عن موارد! وأما عن قناة العراقية فهي الأخرى رحبت بالفكرة لكنها طالبت الدار بإعداد وإنتاج البرامج وهي تقوم بالعرض المجاني وهذا يعنى عدم قدرتنا على عمل برنامج واحد بسبب قلة وضعف الميزانية ، أسود دعا جميع المعنيين والمتخصصين في الحكومة والبرلمان والرئاسة إلى الاهتمام بشكل جدي في جميع القضايا التي تهتم في نشأة الطفل .
الدعوة لإعداد برامج تُعنى بتطوير ذهنية الطفل 
المعلمة خالدة عبد الجبار من تربية الرصافة الاولى تشير لـ( المدى ) ان متابعة الاطفال للمسابقات التي تعرض عبر المحطات الفضائية العربية حصراً وهي محدودة ايضاً لها فوائد عدة إذ تسهم في تطوير ذهنية الطالب في مختلف المجالات لاسيما في مجال العلوم والجغرافية والفن وغيرها .
عبد الجبار دعت جميع القنوات الفضائية العراقية ومنها القنوات الممولة حكومياً المساهمة فى اعداد برامج ذات نفع عام للطفل ولفئة محدودة وان يُترك للمتخصصين في مجال علم الاجتماع والنفس والثقافة الحرية في إعداد تلك البرامج ،عبد الجبار طالبت ايضاً ان تبتعد تلك البرامج عن ترسيخ ذهنية الطفل بالجوانب الاخرى وتحديدا ً( الطائفية ) و( السياسية) وان تبتعد ايضاً عن جميع التساؤلات والأفكار الهدامة خصوصاً الفئوية منها كما نستمع للأسف البعض منها عبر محطات إذاعية محدودة .
الاهتمام بالشؤون الحزبية والشخصية
حسين مرتضى طالب في كلية الإعلام اشار
لـ( المدى ) أثناء تجوالة فى شارع المتني أن الاعلام العراقي الآن هو ملك الاحزاب والأشخاص، وشيء طبيعي أن لا نرى أي اهتمام من قبل القائمين على هذة المؤسسات الإعلامية في برامج الاطفال وإعداد برامج مسابقات وغيرها، وهذا أيضاً موجود في الإعلام المسموع والمقروء ، مرتضى بين ان القنوات الفضائية المحلية مواردها معروفة وهي تعد برامج فقط عن الشأن السياسي وغيرها من البرامج غير المكلفة مادياُ وهذا أمر طبيعي، ولكن العتب والحديث لمرتضى على القناة الممولة من الحكومة، وللاسف الشديد هناك برنامج واحد يعرض على قناة يعني بمسابقات ولفئة المرحلة المتوسطة يتم فيها سباق بين طلبة مدرستين توجه فيه بعض الاسئلة الفقيرة معرفيا ، موضحا أن الصحف المحلية لم تلتفت أبداً لشريحة البراعم التي تعد اللبنة الاولى لتأسيس المجتمعات.
حلـم أيمـن في المشاركة
أيمن 12 عاما طالب ًفى مدرسة المجد الابتدائية في بغداد يقول لـ( المدى ) إنه يشاهد يومياً عدداً من القنوات العربية ويستمتع خصوصاً في برنامج لإحدى القنوات العربية يعطي جوائز للمتسابقين وتتنوع الجوائز بين جائزة واخرى حسب ذكاء المشارك وقدرته على الإجابة على الاسئلة الموجهة للمشاركين . ايمن يقول: لماذا لم تقدم برامج فى القنوات العراقية الموجودة، بعد ان عرفت من والدتي ان تلك الفضائيات غير موجودة فى بلدنا متمنياً ان يشارك في إحدى هذه البرامج مستقبلاً، ايمن لم يخفِ لـ( المدى ) انه يرسل رسائل للمشاركة في مسابقات تلك القنوات التي يشاهدها متمنياً ان يتحقق حلمه في المشاركة.
موجـَّه لخدمة الصراع 
السياسي والتسقيط !
احمد ستار 31 عاماً بين لـ( المدى ) على الرغم من كثرة منافذ الإعلام العراقي إلا انه لا يغطي الفئات كلها وبالاخص الطفولة منها ولا نجد في مجمل ما نرى ونقرأ ونسمع اي حيز مهم يخص الطفولة ، ستار أوضح أن السبب في هذا ان الاعلام العراقي مسيَّر لخدمة الصراع السياسي ومنشغل بالتسقيط والتجارب مع الافتقار العميق للقدرات المهنية والرؤية التطورية ،ولهذا فكل قنواتنا المرئية هي اخبارية واحادية النسخة وهي لا تملك رؤية متفحصة للفئات العمرية لانها بالاساس غير معنية بهذا، ستار أوضح ان ما نعانيه اليوم من زوايا محددة في المرئيات هو مؤشر واضح للافتقار الى المهنية والتخطيط فضلا عن غياب هامش التطوير، فالاعلام العراقي لا يتقدم بقدر ما يحافظ على صراخه وتشدده ويزيد من اغترابه المهني، والمشاهد العراقي في العموم ينقسم هو الآخر بين منتقد وساخر وغير مهتم وينصرف عن الاعلام العراقي الى غيره، موكداً ألافتقار الى ممارسة اعلامية تتوفر فيها الموهبة والنضج والمعلومة الغنية، كما ان السنوات الماضية لم تؤسس إعلاماً تصاعديا وإنما رسخت نفوراً اجتماعيا كبيرا، مضيفا انه للاسف الشديد ان الاعلام المرئي العراقي لا يعمل على ثيمة الترفيه والتوصيل والبناء ولهذا فهو يكشف عن هويته الدعائية ويثبت انه لسان حال السياسة ولا هدف له سوى التشويه وتعميق القطيعة مع الآخر!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram