في الفيلم الذي تابعته ليلة البارحة فاجأت الطفلة والدها بانها تتعذب نفسيا من شيء لا تستطيع تحديده. بعد عرّ وجر تبين ان المشكلة تكمن في أنها تُواجَه بكره شديد من أقرانها في المدرسة. لماذا؟ هذا هو اللغز الذي كان يعذبها. كبرت وكبر معها العذاب. انتهى الفيلم لنكتشف ان سبب كره من في المدرسة لها، ثم حتى الناس الذين عملت معهم بعدما كبرت، يعود الى انها لا تعبر عليها حيل المحتالين وتقرأ عن بعد أي علامة للكذب والغش والخداع. يا لها من موهبة لا تدر على صاحبها غير شلعان القلب.
بعد نهاية الفيلم تصفحت صفحتي على فيسبوك لأرى الردود التي جاءت تحت عمودي ليوم أمس لأستأنس برأي القراء وأتعلم منهم أيضاً. ما هذا الكره الشديد لنا من قبل البعض؟ أليس لأننا لم تنطل علينا ألاعيب الحكومة وخربشاتها الطائفية. لا أدري كيف يتصور البعض اننا في هذه الجريدة بالذات يمكن ان يخطر ببالنا مساندة الإرهاب داعشيا كان أم غير داعشي؟ من لا يرجو من الإسلام السياسي خيرا للعباد والبلاد، كيف يمكن ان يميل الى إرهاب المتأسلمين وغير المتأسلمين؟
نحن لا نحتاج شهادة من أحد بأننا مع ضرب اوكار الإرهاب والإرهابيين بقسوة ودون رحمة. واننا أيضا مع الجيش العراقي قلبا وقالبا في معركته العادلة ضد كل إرهابي. ونحن مع المالكي حد اللوحة في قرار التصدي للإرهاب الذي نغّص حياة الناس وصبغها بالدم. لكننا نرى ان الرجل ليس مؤهلا لا سياسيا ولا عسكريا ولا حتى ذهنيا ليقود هكذا عملية مصيرية.
نحن لسنا ضد الرجل عندما أصدر قرار ضرب "داعش" وان لو جاء قراره متأخرا جدا ولدوافع نعرفها جيدا. لكن مشكلته الكبرى الله يخليه "لا يندل ولا يخليني ادليه". الذي يحيطون به يخدعونه ولأنهم لم ينجحوا في خداعنا كرهونا. الف شغلة يمكن ان يشتغلها المالكي وقد يجيد العشرات منها. لكن امر بناء الدولة وتسيير شؤون بلد مثل العراق وقيادة الحرب خاصة ضد الإرهاب، أمر لم يقدم لنا دليلا واحدا، على مدار ثماني سنوات من حكمه، انه يجيده.
ذات مرة في برنامج على قناة البي بي سي البريطانية قررت إدارة البرنامج اختيار لاعبة التنس الألمانية "شتفي غراف"، كأفضل شخصية للعام. فاجأتها الكامرة وهي في بيتها ولم تكن تشاهد القناة. استغربت من القرار وتساءلت: ما الذي فعلته حتى أكون أفضل شخصية؟ انني مجرد لاعبة تنس اكسب من لعبي. أحرجت مقدم البرنامج ومرافقيه فصار يتوسل بها لكنها رفضت استلام الجائزة او قبول الشهادة. هكذا يكون الكبير والا فلا. وهذا هو الذي يعرف قدر نفسه بالضبط. وهذا ما نتمناه للمالكي ان يخرج على الناس ويقول لهم اني لست مختار عصركم واني اقدر اختياركم لكني يعز والله علي ان لا امتلك ما يؤهلني لبناء دولتكم او تخليصكم من القتل اليومي ومن الخراب والفساد الذي سوّد حياتكم. لو فعلها سيرحمنا الله ويرحمه لأنه عرف قدر نفسه. لكن أنّى لمن "لا يخليك ولا يخلي رحمة الله تجيك" أن يفعلها؟
في انتظار رحمة الله
[post-views]
نشر في: 4 فبراير, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 3
ابو اثير
أستاذنا الشاعر المغترب..ألتايخ يعيد نفسه..هل تذكر عندما نصح الشيخ زايد رحمه الله الطاغية صدام بالتنحي قبل ألأحتلال..ودمر النسل والبلاد وعم الخراب ..هؤلاء ياعزيزي من طينة واحدة ويتشاركون في ثلاث خصال ...خلفيتهم من بيئة مناطقية منسية و فقيرة الخصائص للمواهب
ابو سجاد
اذا اردت ان تناشد عليك ان تناشد الذين يحملون مبادىء الاخلاق والانسانية والشرف والكرامة والغيرة ولكنك وللاسف تناشد من يجهل تلك المباىء السامية كيف تريد ان تقارن هذه المراة الرائعة بمختار جاهل وتافه
سهام داود
استاذ هاشم انصحك ان لاتنتظر من مختار العصر ومن شلة المفكرين الذين معه ان يتخلوا عن امتيازاتهم لانهم متاكدين من الشعب العراقي العظيم سيعيد انتخابهم مرة اخرى والسبب هو انتصارهم على داعش وماعش .