اعلن صحفيون في اقليم كردستان الاثنين، تضامنهم الكامل مع الصحفي سرمد الطائي في مواجهة مذكرة الاعتقال التي صدرت بحقه في بغداد مستغربين استمرار عمل العراق بقوانين الانظمة السابقة فيما اكدوا ان السياسين ينظرون الى الصحفي على انه عدو لهم محذري
اعلن صحفيون في اقليم كردستان الاثنين، تضامنهم الكامل مع الصحفي سرمد الطائي في مواجهة مذكرة الاعتقال التي صدرت بحقه في بغداد مستغربين استمرار عمل العراق بقوانين الانظمة السابقة فيما اكدوا ان السياسين ينظرون الى الصحفي على انه عدو لهم محذرين من ان الجميع يواجهون هذا الخطر في غياب قانون حقيقي يحمي الصحفيين ويضمن حقوقهم .
واكد نقيب الصحفيين في اقليم كردستان ازاد حمد امين في حديث الى (المدى برس) ادانته لمذكرات الاعتقال بحق الصحفيين والتي تتناقض تماماً مع الادعاء بمناخ الحريات في العراق اليوم ، مبيناً تضامنه الكامل معهم وانه سيكلف فرع نقابة صحفيين كردستان في بغداد بمتابعة قضية الزميل سرمد الطائي.
من جهتها اوضحت الكاتبة تامان شاكر في حديث الى (المدى برس) ان المشكلة الاساسية في العمل الصحفي الحر هو عقلية السياسيين الذين ينظرون للعمل والنقد الصحفي الرامي الى التقويم بانه عمل عدائي لا يستطيعون تقبله .
واعلنت شاكر تضامنها مع زملاء المهنة ضد اي اجراء من شأنه عرقلة حرية العمل الصحفي وحق الحصول على المعلومة لافتة الى ان العراق اليوم ليس بافضل حال من الزمن فيما يخص قضية حرية التعبير.
من جانبه اعتبر الصحفي عبدالحميد زيباري في حديث الى (المدى برس) ان مذكرة الاعتقال الصادرة بحق الطائي تستهدف جميع الصحفيين وخصوصاً منتقدي الاداء الحكومي الذين لايراد لهم الاقتراب وتسليط الضوء على هذا الاداء.
وانتقد زيباري حديث رئيس الوزراء عن اجتثاث البعث في حين يتم العمل الى الان بقوانين البعث ويلاحق الصحفيون بموجبها ، مشيراً الى ان مذكرات الاعتقال التي تلاحق الصحفيين لم تقترب من وسائل اعلامية معروفة بسمومها التي تبثها ومنهج التحريض الذي تعمل عليه ، معلناً تضامنه الكامل مع الزميل سرمد الطائي.
وفي ذات السياق لم يستبعد المصور الصحفي سفين حميد في حديث الى (المدى برس) ان تطال مثل هذه المذكرات اي صحفي اخر في ظل غياب قانون حقيقي لحماية الصحفيين مشيراً الى ان جميع صحفيي العراق مطالبون اليوم بالتضامن مع الزميل سرمد الطائي واعلان رفضهم لسياسة تكميم الافواه .
وتابع حميد ان استهداف العمل الصحفي اخذ مديات قياسية حين عمدت الحكومة الى غلق مكاتب عدد من القنوات الفضائية ومنعتها من ممارسة عملها وتحول الامر الى ملاحقة الصحفيين بمذكرات الاعتقال وهو توجه واضح نحو التفرد وعدم القبول بالرأي الاخر .
الى ذلك شدد الاذاعي بدرخان حسن في حديث الى (المدى برس) ان الحكومة يجب ان تعلم وتعرف بان عمل الصحفي ونقده يصب في صالح تقويم ادائها وتحسين عملها من اجل تقديم الافضل للمواطن ، منوهاً الى ان الاعلام في الدول الغربية يقوم بدور حقيقي في اصلاح الحكومات او حتى استبدالها فيما يصل الحال بنا في العراق الى سجن الصحفي من اجل اسكاته .
وقال حسن ان الصحفي يؤدي عملاً لا يقل عن البرلماني وغيره وهو يستحق تشريع قانون رصين يضمن حمايته وتوفير حقوقه ، مستغرباً نفي المسؤولين عدم وجود سجناء رأي في العراق في وقت يراد محاكمة سرمد الطائي لأنه عبر عن رأيه بالكتابة الصحفية .
وكانت النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين قد اعربت، الاثنين، عن استغرابها من إصدار مذكرة اعتقال بحق الصحافي سرمد الطائي والقاضي منير حداد بتهم تتعلق بحرية التعبير، وابدت خشيتها من أن تكون مذكرة الاعتقال"تصعيدا جديدا في اتجاه تقييد حرية التعبير" فيما طالبت مجلس النواب بتغيير القوانين "الموروثة من عهد رئيس النظام السابق صدام حسين".
وكان مجلس القضاء الأعلى أصدر مذكرتي قبض وتحر بحق القاضي السابق في المحكمة الجنائية العليا منير حداد والصحفي سرمد الطائي بتهمة القذف والتشهير.
وحذرت منظمة مراقبة حقوق الإنسان هيومن رايتس ووتش في تقريرها السنوي الذي صدر، في (22 كانون الثاني 2012)، من احتمال تحول العراق إلى دولة استبدادية من جديد بالرغم من التحولات الديمقراطية التي تشهدها المنطقة منذ مطلع العام 2011، مؤكدة أن العراق ما يزال من أكثر الأماكن خطورة في العالم على الصحافيين.
وأكدت الأمم المتحدة، في (11 كانون الأول 2011)، وجود تحديات كبيرة مازالت تواجه العراقيين وتحرمهم حقوقهم لاسيما في ما يتعلق بالرأي والحريات العامة، فيما دعت لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب إلى محاسبة المتورطين في انتهاكات تلك الحقوق.
وينتقد العديد من المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان وتلك المهتمة بحرية الصحافة سجل العراق في مجال التعامل مع الصحفيين، حيث يسجل العراق معدلات مرتفعة لعمليات استهدافهم.