استبشرت الأوساط الكروية والإعلامية خيراً بتراجع اتحاد الكرة المنحل عن موقفه المتشدد من تشكيل لجنة فنية تأخذ على عاتقها دراسة شؤون المنتخبات الوطنية الأربعة (الوطني والأولمبي والشباب والناشئين) لإصلاح ما يفسده اجتهاد المدربين ومجاملات الاتحاد نفسه في اسناد المهام الوطنية لمدربين بعينهم دون سواهم أثبتت التجارب الماضية حاجتهم لمشورة رجال الخبرة كالتي منحها سبعة من أهل الدراية ببواطن اللعبة في اجتماعهم الأخير مع مدرب المنتخب الوطني حكيم شاكر.
من يتمعّن في الأسماء التي رشحها اتحاد الكرة المنحل والمؤلفة من عبد الإله عبد الحميد ود.كاظم الربيعي ويحيى علوان ود.قاسم لزام وحسن فرحان ود.أسعد لازم وكريم صدام لا يعني أنهم الأفضل في الساحة الآن، بل ممكن اضافة آخرين وهي خطوة أولى وإن جاءت متأخرة بحسب اعتراف عضو الاتحاد كامل زغير الذي حمّل مجلس الإدارة مسؤولية تهميش العناصر الكفوءة في مجال التدريب لسنتين ونصف السنة لتشكل حلقة فنية مساندة لجهد الاتحاد في تحضير المنتخبات للاستحقاقات الخارجية التي دفعنا ثمن إقصاء كرتنا منها نتيجة نزعة الاستبداد بالرأي لدى المدرب وتهاون الاتحاد في مواجهته بلجنة فنية تُحدِث التوازن وتحافظ على البناء التدريجي للاجيال وتضمن عدم هدم ركن منهم يمثلون فئة عمرية ما خلال زجهم في أكثر من منافسة لا يقوون على النجاح فيها.
إن عدول المدرب شاكر عن موقفه أزاء عدد من اللاعبين وفي مقدمتهم احمد ياسين يمثل خطوة إيجابية تسهم في تنقية النفوس والتفرغ للمهمة الوطنية ونبذ الملاسنات المتبادلة عبر الصحافة والتلفاز، فالتقويم التربوي الصحيح لا يجاهر به المدرب امام الناس، بل يعمل على انضاج ثمار تجربته في الوحدات التدريبية والمباريات الرسمية شريطة ألا يلغي من قاموسه مفردة "التعاطف" مع الحالة الاستثنائية التي يمر بها اللاعب نتيجة الضغوط النفسية التي يواجهها من اسرته أولاً وزملائه ثانياً ومحيطه الاجتماعي ثالثاً ، ويعمل على ترويض سلوكه ليتماشى مع سياسته من دون التشهير به أو التفاخر بإقصائه خارج التشكيل لأنه بذلك يُرضي نزوة غروره ويقدم خدمة للمنافس بتجريد المنتخب من لاعب مؤثر بحيويته وذكائه وانسجامه داخل الميدان.
إن المشورة الفنية الصادرة من رجالات الكرة المعروف عن خوضهم تجارب محلية ودولية مختلفة في مناسباتها ودلالاتها والتنوّع في المقترحات المطروحة مثلما جاء في حديث كامل زغير سيدفع الكرة العراقية الى مرحلة متقدمة من الوعي والانفتاح نحو منافذ جديدة في اسلوب إدارة المنتخب وخدمة فكر المدرب وتقديم الاسماء الأصلح لتمثيل العراق وتحديد الأخطاء المصاحبة لعمل الملاك التدريبي بعد دراسة منهج الإعداد لمباراة الصين المرتقبة التي نريدها بداية للعمل المنظم الذي اعتاد عليه اتحاد الكرة في حقبتي السبعينات والثمانينات ومن المؤكد سيكون الحصاد مقنعاً ومفرحاً حتى في حالة النكسة لا سمح الله لان الجميع اجتهد من دون التفرّد بالقرار أو السطو على مقدرات المنتخب.
وبهذه المناسبة نشيد برسالة الزميل حيدر زكي التي لفت الانظار اليها وهو يخصص برنامجه لدعم المنتخب الوطني عبر قناة البغدادية حتى موعد اللقاء المصيري في دبي يوم 5 آذار المقبل آملين ان يشاطره جميع الزملاء في القنوات الأخرى لبلورة الأفكار الناجعة من اجل دعم المنتخب والمدرب ببرامج حوارية وتحليلية تتضمن توجيهات ترفع من شأن الكرة العراقية التي لا يمكن ان تختزل صورتها بتناحر أهل اللعبة وتبادل الفتن للظفر بنصيبهم في انتخابات نيسان التي يصرّ البعض على جعلها غير نظيفة من خلال الاصطفافات الفئوية المبكرة ومحاربة الكفاءات والتسابق على إشهار فضائح غير بائنة في صدقيتها ولم يُعرف ردّ فعل المتهمين بها وربما لو تم التنقيب عنها لن يجد مروجوها غير السجن مصيراً محتوماً عقاباً على ما اقترفوه من تضليل وإساءة لشخصيات يحق لهم الترشح حسب الضوابط المعتمدة.
الوطني يردع الفتن
[post-views]
نشر في: 5 فبراير, 2014: 09:01 م