TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > صحوة موت أم ...؟

صحوة موت أم ...؟

نشر في: 5 فبراير, 2014: 09:01 م

الحرب، أي حرب، ينطبق عليها بدقة قول "إنما الأمور تعرف بعواقبها او خواتيمها". يعني بنتائجها. والحرب وان قيل عنها انها مغامرة، فهي مقامرة أيضا. فرقها عن القمار بمعناه العام ان نتائجه قد تتحقق فجأة وبدون مقدمات. أما الحرب فان مقدمات الفوز او والخسارة فيها قد تلوح قبل انتهائها. من منا لم يكن يتوقع خسارة صدام يوم احتل الكويت؟ نعم في تاريخ الحروب هناك مفاجآت، لكن زمن المفاجآت، مثل المعجزات، قد ولى.
كثير من الناس قد يقرأ مؤشرات نتائج الحرب قبل انتهائها فيراها سائرة نحو النصر. وكثير منهم ، أيضا، قد يراها سائرة نحو الكارثة. لا علاقة لهذا التصور بالوطنية او الخيانة. ولا يستخدم هذين المصطلحين الا من له حسابات لا اعتبار فيها لأرواح الناس ودمائهم. فمن يرى ان الحرب ستتوج بالنصر ليس بالضرورة ان يكون وطنيا ومن يتصور عكس ذلك ليس خائنا. هكذا هو وضع الناس في العراق اليوم وهم يتابعون اخبار الحرب الدائرة في الانبار.
يفترض بهذه الحرب، التي قاربت على شهر او اكثر، انها انطلقت من اجل القضاء على العمليات الإرهابية اليومية بالعراق. فما هو حال العمليات الإرهابية لحد يوم امس؟ بصراحة سودة ومصخمة. فالتفجيرات مستمرة، لا بل ان الشهر الفائت حقق رقما قياسيا بعد ضحايانا مقارنة بالأعوام السابقة. الارهابيون لا يستطيعون الصمود طويلا ان كانت هناك دولة حقيقية تحترم انسانها. ها هم اليوم يلعبون شاطي باطي في الدول الهشة فقط: سوريا العراق ليبيا اليمن. حظنا العاثر وحظ الإرهاب أوجد لهم منطقة يسرحون ويمرحون بها بين دولتين هشتين: سوريا والعراق. الهشاشة في البلدين سببها الرئيس عدم احترام حرية الانسان وقمعه اذا تظاهر سلميا من أجل حقوقه.  وهذه هي التي ترقص لها "داعش" بجفية.
قمع الأسد بالقوة التظاهرات السوريا الأولى، التي كان كل من فيها لا يحمل غير الدفوف ويغني، ففتح الباب للقاعدة وغيرها ان تعالوا فهذا يومكم. المالكي اشرف بنفسه على قمع تظاهرات ساحة التحرير السلمية بكل معنى الكلمة، ثم قمع كل تظاهرات لا تصفق له أينما وجدت، فتداعشت علينا "داعش".
الشهر مر والمفخخات تزأر وقتلانا يكثرون. هل هي صحوة موت من الإرهابيين فاكثروا المفخخات كي يغطوا هزيمتهم،  أم ....!
سترك يا رب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ابو علاء

    اولا لا توجد حرب فيها نصرا متالقا ونصرا تدق فيه طبول وافراح تعم القلوب لو سقط انسان واحد بيرا يمحي كلمة النصر بدمه الطاهر فاي نصر تتحدث النصر عندما تحل الامور بالنقاش والتراضي والتنازل من كل الاطراف فلا نصرا ولا فراحا في نهاية كل حرب كل الحروب مدمره اما م

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

باليت المدى: جوهرة بلفدير

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram