TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > البوصلة: فصيلة دمك!

البوصلة: فصيلة دمك!

نشر في: 5 فبراير, 2014: 09:01 م

خبر  عابر — يحسبه القارئ فبركة  صحفية لمجرد الإثارة— يفصح عن اعتزام نفر من النواب تقديم طلب  عاجل حول ضرورة إدراج اسم الطائفة  والمعتقد الديني ، في الاوراق الثبوتية الرسمية(شهادة الجنسية ، دفتر النفوس ، البطاقة التموينية ،وثيقة السكن…إلخ).
كأن ما عندنا من احتراب وصراع لم يعد يكفي بسبب  اسم  او لقب او كنية ، ليجيء الاقتراح الاخير ليشعل النار فيما تبقى من اشجار الغابة. وعندئذ ،،فيا ويل علياً من عمر ، وياويل عمر من يزيد ، ويا ويل فاطمة من عائشة ، ويا ويل الجميع من معاوية او الحمزة او الحسين ..  
هذا الخبر الخطير .. يرادفه خبر اخطر منه ، توارد إلينا من اليابان،  خبرحفلت به ، وأعادت الاحتفاء به بعض المواقع العلمية ،  
اليابانيون الذين بهروا العالم  بما قدموه من شواهد عملاقة، لهم كل يوم  خبر يوقظون به النيام ، المستأنسين بأضغاث الاحلام  : تعالوا ثمة جديد  لا بد من تعميمه : هاكم كتاب عالم يوناني اسمه ( توشيينيكا نومي ) . لا يهم ان تحفظ الاسم او تنساه ، فلا انت ولا الملايين  يتذكرون اسم الذي اخترع اول كومبيوتر، ولا اسم الذي طوره ولا الذي طور تطوره.
نومي ذاك ، سرد في كتابه آراءه التي جاءت حصيلة دراسة امتدت  لما يقارب العشرين سنة عبر إحصاء لنحو مائة الف شخص، خلص فيها لنتيجة غريبة: إن فصيلة دمك هي التي تحدد— إلى مدى بعيد — مواهبك ، وتتحكم في مسار مستقبلك ،و..و..  
تلقفت بعض المؤسسات  الخدمية هذي الدراسة واعتمدتها بندا رئيسا عند الاعلان عن توظيف المستخدمين .والفنيين .  
إنها لمفارقة حقا ، ان لا يسأل طالب الوظيفة عن دينه  او طائفته او قوميته او اسم قبيلته ، ويكتفى بالمؤهل العلمي وفصيلة الدم !  ومعروف ان فصائل الدم في ارجاء المعمورة لا تتعدى الانواع الاربعة : ( اي . بي . اي بي...او ).
توصلت الدراسة الى أن الاشخاص ذوي فصيلة (أي) يتميزون بسمات قيادية، يؤثرون في الآخرين ولا يترددون عن استعمال  القوة لتحقيق اهدافهم . ومن بين هؤلاء  هتلر وموسلليني، وتشرشل .  
اما ذوو فصيلة (ب) فهم مفرطون في الحساسية. مبدعون، الطموح من سماتهم . منهم الممثل ريتشارد بيرتون، والممثلة  ميا فارو.  
……… والآن  انس  كل ما قرأت ، ودعني اسألك لأمنحك وظيفة  مرموقة : لأية كتلة تنتمي ؟ هل انت شيعي او سُني ؟ مسلم ؟ مسيحي ؟ صابئي؟ كردي ؟ عربي ؟ تركماني ؟  
عيب علينا … والله العظيم عيب ، الا يكفي إنه عراقي!؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. أبو أثير

    سيدتي ألفاضلة... نعم ..نعم..مثلما تفضلت كلمة وكنية العراقي تكفي لدخول كل دهاليز ودرابين ومحلات ونواحي وقرى وأقضية ومحافظات العراق وهي الوسام ألأرفع لكل مواطن ولد ويولد في هذا الوطن الجريح منذ نبوخذنصر والى أن تأتي الساعة..وما هذه الغمة العابرة ألا لحظة تو

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram