اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الخروقات الأمنية للوزارات والدوائر الحكومية تثير الرعب بقلوب الموظفين

الخروقات الأمنية للوزارات والدوائر الحكومية تثير الرعب بقلوب الموظفين

نشر في: 7 فبراير, 2014: 09:01 م

حسن الموظف في وزارة النفط  لا يخرج من البيت إلا وهو يقرأ آية الكرسي والمعوذتين طلباً للحماية من المفخخات التي تعصف يوميا بشوارع وأحياء  العاصمة من دون رادع أمني بعد ان عجزت الاجهزة الامنية الحكومية من ايجاد الخطط الكفيلة بوقف نزيف الدم الحا

حسن الموظف في وزارة النفط  لا يخرج من البيت إلا وهو يقرأ آية الكرسي والمعوذتين طلباً للحماية من المفخخات التي تعصف يوميا بشوارع وأحياء  العاصمة من دون رادع أمني بعد ان عجزت الاجهزة الامنية الحكومية من ايجاد الخطط الكفيلة بوقف نزيف الدم الحاصل يوميا بحصد ارواح الابرياء من المواطنين، حسن شأنه شأن العديد من الموظفين الذين اصبحت مواقع عملهم مصدراً للرعب بعد أن استطاعت الشبكات الارهابية اختراق مقرات اغلب الوزارة والأكثر حماية، كالمنطقة الخضراء والوزارات القريبة منها كالخارجية والعدل على الرغم من الطوق الأمني المحيط بها
فلم يعد هناك مكان آمن للعراقيين ، واصبح كل شيء في العاصمة يُنبىء عن حدوث كارثة، ليصبح الخوف والرعب رفيقا أبديا للجميع وفي اي مكان ،البيت،الاسواق، الشوارع، الدوائر،المقاهي،ملاعب الكرة،مواقع العمل،المطاعم،محطات التقاء عمال البناء والمدارس!
هاجس الموت أصبح العنوان الرئيس لحياة جميع المواطنين وللشرائح والطوائف كافة، حتى دبَّ الرعب في اماكن عملهم المؤمنة بقوات أمنية منتشرة في جميع ارجاء وزاراتهم ودوائرهم ،وما يحدث الآن من اختراقات جعلهم يفكرون بأن يرسموا على وجوهم ملامح اللاعودة الى عوائلهم واطفالهم كلما غادروا منازلهم ،لأن ما يحدث قد يجعلهم ضحايا الموت المفاجئ ! في بلــد لا يضمن أحد حياته مهما حاول ان يكون حريصاً عليها .
انتكاسات أمنية 
يبدو ان انتكاسة الملف الأمني ألقت بظلالها على الشارع العراقي، وجعلت المواطن يعيش تحت هاجس الخوف والترقب فنجد شوارع العاصمة خالية من المارة ومزدحمة بشكل مبالغ فيه مع انتهاء كل سلسلة انفجارات تعصف بالمناطق بسبب التشدد الأمني الذي يعقب كل اختراق، فأشلاء العراقيين تتطاير كل يوم بسبب المفخخات التي تنوعت بين عبوات ناسفة وسيارات وبين اختراقات امنية للدوائر والوزارات بانتحاريين يحملون أحزمة ناسفة يفجرونها عند البوابات الرئيسة ،والمقابر بدأت تزدحم بجثامين الشهداء من المواطنين ولا جرم لهم سوى انهم عراقيون. 
والسؤال الكبير الذي يشغل عقل وذهنية المواطن، مَن المسؤول او مَن يتحمل مسؤولية هذا التدهور؟ فالجميع يلقي اللوم على الجميع، والضحية يبقى الشعب العراقي ، فالكثير منهم اليوم يحلمون بترك البلاد جراء الوضع الأمني الذي لم يتحسَّن إلا في فترات نادرة ،فما العمل اسئلة يطرحها العراقي الذي اصبح يائساً خائفاً حتى وهو في مقر عمله !
الرعب والخوف 
يقول سنان كاظم موظف في إحدى الوزارات : كل يوم نعيش في حالة من الرعب والخوف من ان يدخل الارهابيون الى اماكن عملنا ، أين نذهب وماذا نفعل؟ نبقى نطرح اسئلة على بعضنا البعض داخل دوائرنا؟ ماذا نفعل ومَن سيأتي لإنقاذنا، اذا استطاع الإرهابيون الوصول الينا ؟ وهل يستطيع رجال الأمن من صدهم وقتلهم ، وما الخسائر التي سنقدمها؟ رعب حقيقي نعيشه كل يوم امام أعيينا أينما نكون. 
علــَّق صفاء يوسف مهندس في وزارة الصناعة والمعادن قائلا: ان هاجس الخوف يتسلل الى قلوبنا كل يوم وفي كل ساعة، ان كنت في البيت او الشارع او الدائرة وما نسمعه من اختراق الإرهابيين لوزارات جعلنا نعيش في دوامة اليأس بتحسن أمني وان تحسن الوضع فلا يدوم إلا اسابيع بسبب خلافات السياسيين المستمرة التي تنعكس على الشارع العراقي بالسلب ومَن (الضحية العراقي ؟) فكيف يمكن ان أرى الخوف في عيون اطفالي عند ذهابهم الى المدارس وهم يطرحون سؤالاً علينا ( اليوم راح اتصير تفجيرات ) اطفال صغار خائفون من الموت من ان يفقدوا حياتهم ونحن موظفون اصبحنا هدفاً سهلاً للارهابيين أية حياة هذه التي نعيشها ،هل نترك العراق ونهاجر؟ حسب قول يوسف .
حصاد الموت 
تقول سناء جابر موظفة في وزارة العدل :ان مشهد الموت المفجع الذي يعصف بالمواطنين كل يوم بما يحمله من آلام وقسوة وبشاعة ، ويشكل ضغوطا نفسيا يدفعهم الى التمرد على هذا الواقع، فاصبح عنصــــر تشتيت وتشويش لذهن الشخصية العراقية الذي لم يعد يدرك أين يكمن موضع الخلل كي يتداركه في ظل الصدمــــــــة التي يتعرض اليها يوميا وتعدد الاصوات والمواقف والافعال أزاء ما يحدث، من اوضاع امنية متوترة ، فالقتل والدمار وبشاعة المشاهد من اشلاء لأجساد محترقة ، وصور لزملاء كانوا معك قبل دقائق يتحدثون ويتسامرون والان هم عبارة عن موتى ودماؤهم تملأ المكان ،أي رعب هذا وقلق من الموت المفاجىء حتى داخل اماكن عملنا ،ان المواطن يتساءل دائما سؤالا واحدا وهو كل هذه السيطرات والحواجز الكونكريتية لا تستطيع أن تمنع التفجيرات والمفخخات ،ما العمل وسط هذه الصور المرعبة؟!
 
استنفارمفاجئ 
وزارات محصنة من الخارج قوات امنية منتشرة في الداخل أي رعب هذا؟ وأنت تشعر كموظف داخل ثكنة عسكرية وليس وزارة مدنية هذا ما بدأ عامر فارس موظف في وزارة الخارجية حديثه: منذ عشرة اعوام لا يشعر العراقيون أن حياتهم بأمان، وكل يوم نسمع ان القوات الامنية تعتقل وتقتل العشرات من الارهابيين لكن مع الاسف لم تستطع القضاء عليهم بشكل كامل ،حتى بدت مستسلمة امام الاختراق في ظل التنافر السياسي الشديد بين اقطاب السلطة التي ضاع المواطن بينهم، حيث تتعرض الوزارات وحتى الاسواق والشوارع بشكل دائم الى هجمات مفخخة في كُل مرة الى سلسلة من التفجيرات تودي بحياة العشرات،حالات من الهلع المفاجئ تنتاب العراقيين بعد كل هجمة وصلت حد الخوف والتفكير بالهجرة او الجلوس في البيت لكن في الوقت نفسه هذا ليس حلا للواقع المرير الذي نعيشه ،ويستدرك فارس في حديثه قائلاً: عندما أتذكر أشلاء الموظفين في وزارة العدل وهيئة الاتصالات الذين كانوا ضحايا الاختراق الأمني قبل اشهر عدة ينتابني شعور باليأس والإحباط والإسراع بالعودة الى عائلتي لأنني قد لا أراهم مرة اخرى ، اشعر بتعب نفسي كبير، لم اعد اطيق سماع هذه الاصوات من التفجيرات واصوت يطلقها الضحية عندما يتألم ، احياناً تنتابني نوبة تقيؤ ازاء النوبات النفسية المفزعة.
مَن يُطمئن مَن؟
اذا كانت الحكومة خائفة ...فما حال المواطن البسيط الذي سيكون هو الضحية ولاسيما في مثل هذه الاوضاع الامنية المتدهورة ..التي تضيع الحقيقة في متاهة الضباب والحراك السياسي والمواطنين بحاجة الى مَن يحميهم ويجعلهم بعيدين عن الخصومات السياسية ،الكل يعيش تحت خيمة واحدة اسمها العراق ،حيث نصت المادة (9 ) من الدستور على أن تتكون القوات المسلحة العراقية والاجهزة الامنية من مكونات الشعب العراقي.. وتخضع لقيادة السلطة المدنية ولا دور لها في تداول السلطة وتدافع عن العراق ولا تكون أداة لقمع الشعب العراقي ولا تتدخل في الشؤون السياسية ولا دور لها ويحظر تكوين ميليشيات عسكرية خارج اطار القوات المسلحة ولا يجوز للقوات المسلحة العراقية وافرادها الترشيح في الانتخابات.. ولا يحق لهم القيام بحملات انتخابية لصالح مرشحين فيها ،فهل صحيح ما يحدث الآن ؟ ولماذا هذا الاستياء الكبير من قبل المواطنين ضد الحكومة، ومع الاسف الشديد هذا ما تتمناه التنظيمات الارهابية ونراه يتحقق على يــــد الجهات الأمنية العراقية بشكل غير مباشر ومن حيث لا تشعر بسبب عدم الانتباه أو عدم المبالاة بأمور صغيرة هي محور كبير في حدوث هذه الخروقات الامنية لعدد من الوزارات !
تفجيرات الوزارات 
يذكر أن التفجيرات التي طالت وزارة المالية في 12 /12/2009 كان عدد الضحايا نحو 100 قتيل وجريح معظمهم من موظفي الوزارة جراء التفجير الانتحاري الذي تعرضت له الوزارة، وان شاحنة مفخخة انفجرت اثناء سيرها أحدثت أضراراً مادية كبيرة ببناية الوزارة وسقوط رأس الجسر القريب منها ، بينما تفجير وزارة الخارجية المصادف 4/11/2009حصد العشرات من الشهداء والجرحى،اما وزارة العدل الاستهداف الاول كان يوم 26/9/2009 تضمنت حصيلة الشهداء نحو 43 من موظفي الوزارة اما الاستهداف الثاني يوم 14/3/3013 عدد ضحايا انفجار سيارة مفخخة وحزام ناسف في حادثة اقتحام مبنى الوزارة وصل الى استشهاد (19) شخصا واصابة (57) آخرين، بينما تفجير وزارة الداخلية 26/12/2011خلــَّف عدداً من الضحايا الى أكثر من 40 بين شهيد وجريح بينهم عناصر من الشرطة .
عمليات بغداد:أجهزة السونار تعمل بنسبة جيدة (يصمم كمستقل)
ولمعرفة الاجراءات المتبعة من قبل الوزارات الامنية اتصلت (المدى) بالناطق الرسمي لوزارة الداخلية وعمليات بغداد العميد سعد معن الذي بيـّن ان القوات الامنية على استعداد وبشكل دائم لمواجهة الارهاب الذي تنوعت أساليبه في الهجوم على الاهداف ،وفي ما يخص استهداف الارهابيين الوزارات اكد سعد في حديثه قائلاً: انهم الآن لا يستطيعون اختراق الحواجز والقوات الامنية المرابطة هناك وبشكل دائم اضافة الى وجود ابراج مراقبة والشوارع القريبة من اماكن هذه الوزارات تم تأمينها بانتشار مكثف للقوات الامنية ليلا ونهارا ،واشار سعد في حديثه قائلاً: ان الارهابيين يخترقون اهدافهم عن طريق الانتحاريين وهذه الخطة فشلت ايضا بعد صدهم عند الهجوم على وزارة النقل الذي حدث في الاسبوع الماضي ،اما في ما يخص استخدام اجهزة كشف المتفجرات اكد سعد ان الاجهزة المعروفة باسم السونار تعمل بنسبة جيدة اضافة الى استخدم k9 في تفتيش العجلات الداخلة الى مرائب الوزارات والدوائر الحكومية بحسب قول معــن.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram