اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ابن البايرة

ابن البايرة

نشر في: 7 فبراير, 2014: 09:01 م

في حكاية قديمة روتها لنا والدتي رحمها الله كانت تستوقفنا المقارنة المؤلمة بين الزوجة المفضلة لدى تاجر ثري وزوجته " البايرة " وبين ابناء المفضلة وابن " البايرة " .. كنت أتألم لحال " البايرة " وابنها واتمنى ان ينتفضا على اهمال التاجر لهما ، وبالفعل ، تمر الاحداث وينجح الابن المغبون في جلب تفاحة الحياة لأبيه المريض ويفشل ابناء الزوجة المفضلة في إنقاذه فتحل النهاية السعيدة التي اثلجت صدورنا وتصبح للبايرة وابنها حظوة لدى التاجر ..فهمنا وقتها من الحكاية ان الضعف لن يدوم وان القوة تحتاج الى ضمير حي ليتحقق الانقاذ لكل فرد مغبون ..لكن حكايتنا الاثيرة لن تجد لها صدى اليوم لو روتها الامهات لابنائهن فهم يدركون مسبقا ان التاجر سيحقق ( مصلحته ) بان ياخذ تفاحة الحياة من ابن زوجته البايرة ثم يعود لتهميشه ، وان الابن المغبون سيفضل الصمت والسمع والطاعة خوفا من بطش ( السلطة ) المتمثلة بوالده وسيكتفي بما يلقيه له ولوالدته من فتات طعامه ...
يقول قادة الرأي والداعون الى التغيير ان الشعب يجب الا ينتظر من الدولة ان تحقق له مطالبه وانما عليه ان ينتزعها انتزاعا لكن الانسان يولد حرا ويعيش مكبلا بالأغلال في كل مكان وزمان ، فالانسان ينتقل–حسب روسو – من مرحلة الحرية الى مرحلة العبودية حين يخضع لسلطان يستغله ويتحكم بمصيره واذا ماحكم السلطان الافراد وفق مصلحته وليس ضميره بعيدا عن مصالحهم فلن يكون لحكمه أساس قانوني ..كما ان القوة لو توافرت لدى انسان فانه لن يبقى عليها بصورة دائمة مالم يحول قوته هذه الى حق وطاعته الى واجب ..هذا ما تقوله النظريات الاجتماعية والسياسية وهو شبيه الى حد كبير بما يجري في واقعنا فالحكومة تحقق مصالحها الذاتية من خلال شعبها عبر عشرات الوعود الانتخابية والمشاريع التي ترسم لهم مستقبلا مزهرا وما ان تستقر على مقعد السلطة حتى تعود لترمي لهم بالفتات او تنساهم وتضع مطالبهم وراء ظهرها حتى يحين موعد حاجتها لهم فتجدد الوعود وتبني لهم قصورا في الهواء ..المشكلة ان شعبنا سيظل–ابن البايرة – الذي يقدم الكثير للسلطة سواء أكان ولاء او خوفا لكنه لايحظى برضى الحكومة الا نادرا وحين يمنحه السلطان شيئا من حقوقه بيد، فانه يسلبه حقوقا اهم واكبر باليد الثانية ..شعبنا انتظر اكتمال قانون التقاعد ليرتاح اخيرا من ( ضيم ) الوظيفة وحين تحققت له بنود قانون مرضية الى حد ما اكتشف بأنه ابن البايرة الذي ترمي له الحكومة عظاما بينما يلتهم اللحم المبشرون بجنة ( رضا الدولة ) من النواب واصحاب الدرجات الخاصة وابناء بدعة ( الخدمة الجهادية )..شعبنا لن يحظى بحصة من نفطه الغزير او خيره الوفير مادامت القوة التي تمتلكها السلطة لايوجهها ضمير حي ...شعبنا مازال يمنح السلطان فرصا لاخراجه من اطار –ابن البايرة –ووضعه في اطار –ابن البلد – الذي يستحق حب الحكومة ورعايتها ..شعبنا مازال ينتظر ان تلتفت اليه الحكومة وتحقق مطالبه متجاهلا ان الحقوق يجب ان تنتزع انتزاعا فمن الغصن الرديء ..لايجب ان ننتظر الا ثمرة فارغة !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram