TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نافذة على العالم: القضاء الأمريكي.. والإرهاب

نافذة على العالم: القضاء الأمريكي.. والإرهاب

نشر في: 16 نوفمبر, 2009: 05:25 م

محمد مزيد كلما يفتح ملف قضية 11سبتمبر/2001 الدامي يتذكر العالم أي خراب أصاب وجدان الدنيا، بحيث تتحول مسألة الدين الإسلامي الى (ملف) للإرهاب والجريمة.. وها هو العقل المدبر لاعتداءات 11/ سبتمبر خالد شيخ محمد بعد ثمانية أعوام يمثل أمام القضاء الأمريكي
 ليحاكم بقضية لا يريد العالم تذكر فاجعتها التي جلبت لمنفذيها وللقاعدة ومن ينضوي تحتها ومن ثم الإسلام والمسلمين الكثير من الأذى جراء رفع شعارات الجريمة باسمه. تعتقد المحامية الضابطة في البحرية الأمريكية سوزان لاشيلييه التي أوكلت لها مهمة الدفاع عن المتهم خالد شيخ محمد ان زبونها لديه مرض عقلي وتريد إقناع المحكمة بذلك. وبينت المحامية من خلال الحديث للصحفيين انها تدافع بذلك عن الدستور الأمريكي الذي يجب - كما تعتقد هذه المحامية - ان ينصف نفسه في قضية 11/سبتمبر. لا نريد هنا تفكيك هذه المسألة، ذلك لأن الثقافة القانونية في بلد مثل أمريكا تختلف تماماً عن ثقافات بلدان أخرى، وقد تنقلب الأمور لنجد هذا المتهم الذي هو العقل المدبر في مقتل 3 آلاف إنسان في أقل من ساعتين، كما كان السبب في تهديم مبنيين شاهقين بكل ما يحتويان من (حلال الناس وعرق جبينهم ) نجده قد أطلق سراحه لأن القوانين في أمريكا مثلاً لا تسمح لمريض عقلي أن ينال العقاب، هذه الثقافة القانونية قد تثير الإعجاب ويتمنى التقدميون والأحرار في العالم أن تأخذ الدول الجائرة والمستبدة العبر من دروس تمنحها الدول التي لا شائبة في تطبيقها لبنود الحرية والديمقراطية ، في عالم اصبح قرية واحدة، الكل مكشوف للكل، كي تنهض تلك الدول المستبدة بنفسها من الخراب الذي هي فيه. غير اننا يجب ان نتوقف قليلاً ونتساءل، لو كان هذا المجرم الذي تشير الدلائل الى تدبيره اعتداء 11/ سبتمبر يحاكم في بلدان العالم الثالث، فماذا كان مصيره الآن؟ نعتقد ان القضاء العادل يؤكد أهمية العدل في دستور ذلك البلد وبالتالي فأن الناس ليس أمامها غير احترام بلدانها والدفاع عنها ما دام دستورها يكفل الإقرار بالعدل بالشكل الذي نراه في أمريكا. ومادمنا نتحدث عن القضاء فلابد ان نأتي الى القضاء العراقي كيف يتولى بصبر ومهنية عالية مجرمي النظام السابق، وكيف يتعامل مع جرائمهم بشكل فردي بعيداً عن السياسة وتأثير الجهات الحزبية والحكومية، ولذلك فقد أثبتت الأيام مصداقية الجهاز القضائي في بلدنا وهو يحاكم اعتى المجرمين الذين امعنوا في خراب البلد 35 عاماً وباعتداءات أشنع من اعتداء خالد شيخ محمد في 11/ سبتمبر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram