تواردت الاخبار من القناة العراقية الرياضية أن القرار الذي اتخذ بحق الزميل حسن عيال مؤخراً غير قابل للاستئناف أو العدول عن قسوته بقطع علاقته من مؤسسته بالرغم من اعتراف رئيس اتحاد السلة حسين العميدي انه لم يقدم شكوى أو دعوى قضائية على عيال أثر ما تناوله في حلقته الخاصة عن كواليس انتخابات كرة السلة وما جرى قبلها واثنائها، وأن القرار جاء وفق رؤية مسؤولييه برفضهم التشهير والاساءة المعنوية لكل رياضي وعدم قبول المكاشفة بأية قضية من دون حضور الطرف الآخر أو امتلاك مقدم البرنامج الوثائق الدامغة التي تحصّنه من تداعيات الأزمة في حال إقدام أي طرف متضرر على رفع شكوى ضده أو ضد المؤسسة.
لنتفق أن هناك خطوطاً حُمراً اجتازها عيال ليس في هذه الحلقة فقط، بل في حلقات سابقة ولعل ابرزها ضيافته رئيس نادي الشرطة إياد بنيان وعضو اتحاد الكرة علي جبار التي كان يفترض ان يُسند تقديمها الى زميل آخر باعتباره يشغل مهمة مدير مكتب الاعلام في نادي الشرطة ومهما تحدث بلغة الحياد او أدار حواره بعدالة بين الطرفين يبقى الشك يساور الضيف الآخر وهو ما حصل بالفعل لجبار الذي فاجأ الجميع باعلانه الانسحاب من البرنامج وترك عيال يواصل توجيه عبارات اللوم وراءه ووصفه له بعدم احترام المشاهدين.
هذا الموقف وغيره ينبغي ان يقوّم من مدير القناة حمزة حسين إذا كان يشكل تأثيراً أو لغطاً يستهدف سياسة القناة لاسيما إن من تابع زميلنا عيال طوال عمله في التلفاز يشعر انه يضفي طابع المشاكسة المقبولة في الغالب وانه يعشق حوارات الاثارة الساخنة مستنداً على خزينه من المعلومات حول الحلقة التي يعدّها وتقمصه كاريزما خاصة به تتبنى الهجوم المباغت على الضيف حتى في لحظات الاسترخاء بين محاور اللقاء بهدف استفزازه ايجابياً للادلاء بمعلومات غير متكررة او الدفاع عن نفسه أو وضعه في محل تهمة يستحقها نتيجة سلوك أو تصرف ألقى بظلال قاتمة على القطاع الرياضي الذي يعمل فيه.
صراحة ، الاعلامي الرياضي لم يعد آمناً مستقبله ومصدر رزقه ، فما ذنب أسرة عيال وهي ترى مُعيلها يتعرض الى عقوبة قاسية تحرمها من دخل مهم يعينها على مواجهة الحياة وانياب الظروف المتوحشة التي لم تزل تفتك بالجميع في ظل تمايز الطبقات الاجتماعية وتكاثر حالة الاستعلاء الظالمة بين المسؤول ومن أدنى منه والتسابق على اقصاء الناس من مواقعهم للتفاخر بالقوة والتسلط وبشاعة روح العداء التي تتنامى بصورة مخيفة بين العراقيين وتهدد بتمزق نسيج الأخوة والسماح والعدل إذا ما أخذنا نموذج التناحر في طبقة المثقفين المنتمين لوسط الإعلام ونصب الفخاخ بينهم والتقاذف بأسوأ الكلام والتشكيك بالوطنية الذي بلغ منحى خطيراً يهدد الاعلامي بحرمانه من رزقه اذا لم نقل تعريضه للاختطاف أو القتل له أو لأحد أفراد اسرته ؟!
هناك نماذج أخرى لعيال الذي نختلف معه احياناً ونتفق في جوانب معينة ، نزعل ونتصالح معه لا يهم ، لكن قضيته محور مقالنا اليوم اصبحت درساً للجميع حتى وان تظاهر البعض بعدم المبالاة ونفـّس عن حقده أو تشفى منه لعلاقة متوترة سابقاً، يجب ان تتضافر الجهود لحلها واستخلاص العبرة من خلال مبادرة رابطة الاعلام المرئي باعتبار ان الزميل ينتمي اليها ولا بأس ان يتم التنسيق مع اتحاد الصحافة الرياضية في هذا الشأن فهناك من يحاول ايضاً ان يجعل من فوز في بطولة فرصة للانتقام من انداده الصحفيين لانهم تعرضوا له بالنقد لا سواه، تصوروا الى أي مدى وصل حال رؤساء الاندية او الاتحادات او المدربين وغيرهم عندما يكبلهم الغرور الأجوف ويناصبون العداء للصحفي الرياضي محاولة لكسر عنقه، لا بل يطالبونه بكل وقاحة ان يعود الى بؤرته وكأنه عميل ومخرّب وخائن ووحدهم الوطنيون والأوفياء والمخلصون من اية شوائب تطعن في اعمالهم وخياراتهم التي تهدي الفوز للشعب والوطن.
السكوت عن هكذا جُرم.. نعم جُرم بحق الصحفي يعد شريكاً مع المجرم ، ولا أعرف كيف يرتضي اتحاد الصحافة الرياضية وقبله رابطة الاعلام المرئي أن تمرّ هكذا قضية من دون وقفة مهنية تناصر الضحايا وتتخذ في الوقت نفسه تصرفاً صارماً يتناسب مع حجم الضرر ويضع حداً لتناقض البعض في التعامل مع الاعلام الرياضي الذي تكفي راية حياديته ونزاهته ترفرف في جميع الخنادق الرياضية المحاربة للفاسدين .. والمزورين!
رزق عيال وعُنق الصحفي
[post-views]
نشر في: 8 فبراير, 2014: 09:01 م