 بغداد/ المدىكشف مرصد الحريات الصحفية في العراق عن 150 حالة اعتداء على صحفيين عراقيين في جميع انحاء البلاد اثناء تغطية التظاهرات. واعرب المرصد عن قلقه جراء الاعتداءات التي تعرض لها الصحفيون في جميع محافظات العراق بما فيها اقليم كردستان، واعتبر هذه الهجمات على الصحافة خطراً حقيقياً يهدد حرية الصحافة والتعبير.
مرصد الحريات الصحفية سجل، في بيان صدر امس وتلقت المدى نسخة منه، حالات عديدة للانتهاكات ضد المؤسسات الإعلامية والصحفيين تبين بشكل صريح غياباً لسيادة القانون وعدم احترام السلطات الامنية للدستور العراقي والمواثيق الدولية بما فيها الاعلان العالمي لحقوق الانسان.وقال البيان ان السلطات الامنية شنت حملة كبيرة بدأتها بمداهمة المؤسسات الاعلامية في بغداد و بقية المدن العراقية، وعمدت لاعتقال صحفيين وأوقفت عمل قناة الديار الفضائية وحطمت معداتها واقتحمت مرصد الحريات الصحفية في 23 شباط الماضي وصادرت بعض معداته.فيما أغلقت القوات العسكرية في محافظة صلاح الدين أربع اذاعات محلية وهي اذاعة صلاح الدين اف ام واذاعة ديرتنا واذاعة بيجي واذاعة بلد لمدة ثلاثة ايام.وهاجمت صحفيين ومصورين ميدانيين وحطمت معداتهم واحتجزت البعض منهم دون مبررات قانونية وتعرض بعضهم للتعذيب داخل أماكن الاحتجاز.فيما تعرض صحفيون في إقليم كردستان الى قمع قامت به مجاميع مسلحة ودمر تلفزيون وإذاعة"ناليا"بالكامل بعدما اضرمَ مسلحون النيران فيه وتعرضت اذاعة"دنك"لهجوم من قبل مجموعة مسلحة.وسجل مرصد الحريات الصحفية من خلال ممثله مركز ميترو للدفاع عن الصحفيين في الاقليم ما يقرب من ستين حالة اعتداء على الصحفيين والمؤسسات الاعلامية.ووثق مرصد الحريات الصحفية بالصورة ومقاطع فديو تعرض الكثير من الصحفيين الى الضرب من قبل القوات الامنية ورجال الأمن وتهشيم لعدسات الكاميرات الصحفية.وبحسب إحصائيات مرصد الحريات ومركز ميترو وصل عدد الاعتداءات على الصحفيين في جميع انحاء العراق الى أكثر من 150 حالة، منها نحو 60 انتهاكاً في اقليم كردستان.وتبين مؤشرات الاعتداءات على الصحفيين والمؤسسات الاعلامية ان (33) صحفياً تعرضوا للاعتقال والاحتجاز، فيما تعرض (40) صحفياً للمنع والضرب اضافة الى مصادرة معدات بعضهم أو تحطيمها، فيما اصيب (12) صحفياً بإصابات مختلفة بعضها بسبب استخدام القنابل الصوتية أو ضربهم من قبل قوات مكافحة الشغب والقوات الامنية، وتعرضت (9) مؤسسات اعلامية للمداهمة والتفتيش واغلقت القوات الامنية (5) منها ثم سمحت لها في أوقات لاحقة بالعمل من جديد.وصنف مركز ميترو الشريك لمرصد الحريات الصحفية في اقليم كردستان الاعتداءات على الصحفيين بـ(51) حالة لمنع وضرب صحفيين ومصادرة و تحطيم معداتهم وتعرض (7) منهم للاعتقال واصابة صحفيين، فيما تعرضت (3) مؤسسات اعلامية لهجمات مختلفة.مرصد الحريات الصحفية اذ يعرب عن قلقه من تلك الاعتداءات فإنه يدينها بشدة و يدعو الحكومة العراقية للقيام بدورها للحد من تلك الاعتداءات والانتهاكات.واشاد المرصد باعتذار المسؤولين العراقيين عن الاعتداءات و المضايقات التي تعرضوا ومؤسساتهم لها، ويشدد المرصد على انه يجب على السلطات ان تقوم ببذل ما بوسعها لضمان البيئة اللازمة للصحفيين كي يقوموا بدورهم لتغطية الاحداث و التظاهرات دون مضايقات. كما يحث السلطات على التحقيق بشأن هذه الاعتداءات وان تقدم المسؤولين عنها الى القضاء العراقي بتهمة قمع الحريات.من جانبها، أعدّت منظمة مراسلون بلا حدود حصيلة بأعمال العنف التي ارتكبت ضد الإعلاميين خلال الأيام القليلة الماضية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، لافتة الى ان دول المنطقة، جميعها تقريبا، تعاملت بنحو سيئ ومن بينها العراق.وشمل تقرير المنظمة ليبيا والجزائر والبحرين وقطر والسعودية واليمن والعراق واقليم كردستان.وفي ما يخص العراق، قال التقرير ان في يوم الاثنين 7 آذار، حظرت السلطات التغطية المباشرة للتظاهرات المنظّمة في ساحة التحرير ببغداد، فقد احتشد نحو 400 شخص وسط العاصمة العراقية للاحتجاج على نقص الخدمات العامة والمطالبة باستقالة المجالس المحلية.وذكر التقرير تفاصيل عن اعتقال صحفيين عراقيين في بغداد والبصرة فضلا عن اصابة عدد منهم.ولفت التقرير الى ان هذه الاحداث حصلت على الرغم من التوصل إلى اتفاق بين القيادة العسكرية ببغداد ومرصد الحريات الصحفية في الأول من آذار الماضي تعهّدت القيادة العسكرية بموجبه بالسماح لسيارات البث الفضائي التي تستعملها الفضائيات بالوصول إلى مواقع التظاهرات.وبشأن التعامل مع الاعلاميين في كردستان العراق، ذكر التقرير ان قوات مسلّحة داهمت في 6 من اذار مارس مقر إذاعة دانغ المحلية وخربت معداتها في بلدة كلار.وقد روى لمراسلون بلا حدود احد الصحفيين أن"شخصاً اتصل بي على هاتفي الجوّال وطلب مني التوقف عن تغطية التظاهرات، وإلا عليَّ أن أحذر حتى من ظلي".واشار التقرير الى ان المتظاهرين في ساحة الحرية، في السليمانية، منعوا الصحفيين عن تصوير التجمّع في 6 آذار.