ترجمة: عمار كاظم محمد مثلما لاحظ سكوت فيتزجرالد لم تكن هناك أفعال ثانوية في الحياة الأمريكية ، فالسوق غير الصبور يحكم بان النجاح المبكر يقود مباشرة الى النسيان، بينما تنشط مواهب جديدة في الأفق والمؤلف قد تعامل في النصف الأول من حياة آرثر ميلر في الجزء الاول من سيرته الذاتية فلماذا إذن كان التعامل مع تلك العقود المحزنة من حياته كجزء ثان وبهذا الحجم الكبير. إن أفضل مسرحيات ميلر كانت تبشر بديمقراطية ابسن وهي مملة على الرغم من جديتها والتي كتبت ما بين أعوام 1947 - 1955
ثم تأرجح بعد ذلك الى مارلين مونرو حينما أصبح طلاقهما رسميا عام 1961 وبدأ مراجعة مسرحياته كما اشار احد النقاد عام 1971 ،فقد كان الأمر أشبه بالذهاب إلى جنازة رجل تتمنى أن لا تحبه أكثر من ذلك. في إحدى المرات حينما كان يحاول استئجار سيارة الليموزين كانت موظفة الاستقبال الشابة تنظر إليه كما لو انه شبح وهمست لزميلتها " إنه ميت منذ عدة سنوات ". لقد ألقى ميلر باللوم على العالم لأنه رفضه " مجتمع الكلمة ذاته كان في مسرحيته " موت في برودواي" قال ذلك عام 1980 حينما كانت مسرحياته تعاني كثيراً من الكساد.الساعات الأمريكية كانت تمرّ بفترة حرجة في سنوات ريغان المتخمة، فلم تكن امريكا تريد ان تكون تذكاراً للكساد الاقتصادي او تستذكر إحساس التضامن الإنساني المعلق مؤقتاً، وحينما انهارت الشيوعية فإن ميلر مثل بطل مسرحيته السيد بيتر تلاشى " لم يكن هناك شيء اؤمن به قد تحول الى حقيقة " فقد اختفت الآمال الاشتراكية في ثقافة الطهي التي تلبسها جسد بيل كلنتون الشره الذي كان يلتهم شطيرة البرغر وتم التهامه في ما بعد من قبل مونيكا لويسكي. في موعظة برية كان ميلر يشكو أن المسرح المعاصر ليس لديه " وظيفة تنبؤية " فالحقيقة انه كان وقحا وأقل تملقاً لذرائعه التنبؤية. فالمسرح كان صالة مدنية والناس الذين يذهبون لرؤية العرض يذهبون مباشرة الى المشكلة إذا تعلق الأمر بحاجاتهم المعاصرة وتم التعرض لها، لكن ميلر كان قلقا وهو يلغي مع ايليا كازان معضلات الوعي في سنوات المكارثية اللمستثناة في التاريخ . لقد دافع المؤلف عن ضعف ميلر لاحقا والأعمال الضعيفة بالمجادلة في انها كانت حول بناء المعنى وهي من اكثر النشاطات الاكاديمية التي تقترح بان ميلر قد تقدم من السوسيولوجي إلى الانطولوجي لكن الانطولوجي الذي اعتنقه كان من إبداعه الخاص . فقد تفاعل مع تغير الازياء الى الاستياء المعاصر وخلال الستينيات كان يجفل من الكرنفال القديم للعرض مثل الشعر وشجب دراما العبث للهروب من الارتباط السياسي . وفي عام 1984 يحاول المؤلف إعادة تربية بطله حيث يأخذ ميلر لكي يرى قبعة ديفيد مامتس وغلين روس في برودواي حيث يمثلان مسرحية " موت بائع متجول " مع داستن هوفمان وجون مالكوفج . لقد كانت فكرة رائعة على الاقل من الناحية النظرية تقديم مسرحية الوريث والتعامل مع التسويقات والتعامل مع الحدث الاقتصادي الجديد. المؤلف بيجبسي الذي يعتقد كما لو انه ممثل آرثر ميلر على الأرض ( أو على الأقل في النروج حيث يدير مركز آرثر ميلر للدراسات الامريكية في جامعة شرق إنجيلا) لا يستطيع المساعدة لكنه يلاحظ تلك مثل هذه الهفوات الصغيرة في سلوك رجل يفضل ان يعتبر مثل لنكولن، فهو يؤكد طول عمر الزواج السعيد لميلر من المصورة إنجي موراث لكن من الصعب تفسير قرارهم بتكوين طفل رضيع مصاب بأعراض المنغولية عام 1967 والذي كان وجوده الصغير قد حذف من وفيات موراث . الطفل الفقيد لم يكن على اية حال سراً مثل حقيقة شخصية. وفي الحقيقة كان ميلر يرفض ببرود التحدث عنه كشخصية زائدة على الحاجة . إن من المؤسف ان لا يحيل ميلر نفسه إلى التقاعد بشكل هادئ والقسم الأكثر تأثيراً هو حياة ميلر في بيته في ولاية كونكيت حيث يزرع الأشجار ويقطع العشب ويسوق الجرّار الزراعي ويقوم بعمل الأثاث للمنزل، لكن هذا الروتين الريفي لم يكن كافياً لإقناعه، فقد ظل يشترك في حلم المواطن الذي يؤمن بحتمية النجاح.rnعن: الغارديان
آرثر ميلر مراجعة عاطفية لسنواته الأخيرة فـي رسم كفاحه المسرحي
نشر في: 11 مارس, 2011: 07:06 م