متابعة/ المدىاتخذت المطالب النسوية العراقية طابعا عمليا، فبعد ان كان النشاط يستهدف فسح المجال أمام المرأة لتحسين دورها في الحياة السياسية، تدعو اليوم ناشطات الى تسنم منصب امين بغداد.ونشرت وكالة إيلاف امس تقريرا حول المنصب الشاغر على خلفية تقديم أمين بغداد استقالته بعدما طالبت التظاهرات التي انطلقت في بغداد بذلك، في تعبير عن أن بغداد ساءت أحوالها اكثر، ولم تنل من الاهتمام ما يجعلها"جوهرة الشرق"
، كما كان يحلم الحالمون بعد التغيير قبل نحو ثماني سنوات، لذلك استطلعنا آراء عدد من النساء، وطلبنا منهن توخي الحذر في (الانحياز) الى المرأة في إبداء الرأي والنظر الى المسألة من ابواب عدة.الاديبة ميسلون هادي قالت"ليس امين العاصمة فقط، ليت كل مواقع المسؤولية المهمة تتولاها نساء، فالرجال على مدى تاريخهم لديهم جوع فطري الى السلطة وعطش الى القوة، يعني.. صراع الزعامة يجري في دمائهم، ويعتبرون من التباهي لرجولته ان يكون هو في الصدارة، حتى لو كان الرجل مهلهلاً في الداخل تجده يصور نفسه في الخارج عكس ذلك، وإن كان شحاذًا وزوجته في قمة الذكاء بالنتيجة هو الذي يفرض رأيه عليها، لهذا تجد العالم في حروب ومآس، على الرغم من ان بعض الحروب لضرورات تاريخية، ولكن الغالب هو هذا الهوس الرجولي.واضافت: المدن مثل البيوت تماما، ومثلما تهتم المرأة ببيتها ستهتم بالمدينة، الرجل لا يعلم بما يحدث في البيت، ولو ان حاجة تنكسر في البيت لو مئة شهر لا يهتم لها، فيما المرأة هي التي تنظر الى الجدران والاثاث وتجمل البيت، كذلك المدن.. تخيل لو امين بغداد امرأة لصارت بغداد جنة، لكنت ترى الحدائق المسحورة في كل مكان، لانها تعتبر المدينة بيتها وهذه حدائقها، وعلاقة المرأة مع الحديقة وثيقة جدا وهي تديمها.من جهتها قالت غادة العاملي مدير عام مؤسسة المدى أولا انا لا اجد اي فرق بين امرأة ورجل، والكفاءة هي المعيار، فإن كانت امرأة فمرحبا بها وبالتأكيد اذا كانت هنالك فرصة لان تتبوأ هذا المنصب امرأة فسوف تكون على قدر المسؤولية.اما اذا كان رجلا فالتجربة السابقة اثبتت ان الرجال ما كانوا على ذلك القدر من المسؤولية الكبيرة التي تبينت من خلال تعاملهم مع الشارع ومع قضايا الفساد ومع الحملات التي قاموا بها.وتعتقد العاملي انه لو كانت امرأة امينا لبغداد فبالتأكيد ستكون بغداد اجمل لان النساء عادة يتحسسن القضايا الصغيرة وكل المسائل التي قد لا يتحسسها او يقدرها الرجل، وبطبيعة الحال المرأة اقرب الى الجمال من الرجل، وبالتالي ستضفي لمسات اضافية على بغداد وتجعل منها الأجمل.في حين قالت الكاتبة والروائية عالية طالب إن"المرأة.. دائما تعرف كيف تدير الاشياء وتنظمها، بدليل انها نجحت في تدبير الاسرة التي هي البناء الاساسي للاسرة الكبيرة التي هي الوطن. واثبتت التجارب منذ الثمانينيات حتى اليوم حينما غاب الرجل ان المرأة قادرة فعلا على ادارة شؤون الحياة العملية والبيتية والاسرية والاجتماعية، ومعروف عن المرأة قدرتها على الترتيب والتنظيف والتنسيق والاناقة، فلو اصبحت فعلا امينا لبغداد امرأة فأنا أتفاءل فعلا بداخلي وأرى بغداد اجمل وانظف.اما القاصة ايناس البدران رئيسة منتدى نازك الملائكة فرأت أن"هذه فكرة جميلة جدا ومبتكرة، خصوصا ان الحس الجمالي عند المرأة عال وتذوقها للجمال واحساسها به كبير ايضا، نحن لا نريد ان نختلف في من يقود، ولكن لنتفق على ان الانسان المناسب في المكان المناسب، التخصص والتكنوقراط والاخلاص بالعمل وتكريس الوقت الكافي والجهد الكافي.وقالت كريمة هاشم مديرة معهد الفنون الجميلة للبنات : جميل جدا اذا ما كانت امين بغداد امرأة، وستزهو بغداد لان المرأة قريبة جدا من الحياة، بغداد الان تحتاج الحياة، لذلك ستنتعش بغداد عندما تكون امرأة امينة لها.واضافت"ليس هنالك بيت في العراق ليست مسؤولة عنه امرأة، نادرًا ما نجد رجلاً، قد نجد رجلاً يؤدي أعمالاً بيتية، ولكن ليس مثل المرأة في ترتيبها ونظافتها، واذا ما كانت تهتم ببيتها الصغير فأيضًا ستهتم ببيتها الكبير الذي هو بغداد.
أمينـة العــاصمــة.. حـلـم بغداديـات فـي خليفة العيسـاوي
نشر في: 12 مارس, 2011: 07:20 م