اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > معالجة التسول تتطلب حزمة إجراءات من الحكومة الاتحادية ومجالس المحافظات

معالجة التسول تتطلب حزمة إجراءات من الحكومة الاتحادية ومجالس المحافظات

نشر في: 13 مارس, 2011: 07:30 م

 (لو كان الفقر رجلا لقتلته) مقولة تنسب للأمام علي بن ابي طالب (ع) بعد ان استشف ببصيرته الثاقبة الآثار الخطيرة المترتبة على الفقر،إذ  قد تنحدر تحت وطأته كرامة الإنسان الى الحضيض وربما تدفعه  الفاقة والعوز لارتكاب الجريمة في سبيل تحصيل القوت. في العراق وبعد ان نخر حصار التسعينيات جسد غالبية الأسر العراقية ودفعها الى حافة الفقر، استبشرت هذه العوائل  خيرا بزوال النظام السابق الذي جرت سياساته الرعناء الويلات على البلاد والعباد،
 وليس أسوؤها تردياً دخل الفرد الى حد بعيد، ولكن ما كل ما يتمنى الناس يدركه! فبعد ثماني سنوات من التغيير وبرغم ان غالبية ساسة البلاد وقادته من الإسلاميين بحسب ما يتفاخرون به  بمناسبة وبدونها , ما غر الناس بانتخابهم متوهمين نزاهتهم وزهدهم وحرصهم على تطبيق العدالة الاجتماعية وتعويض الشعب سنوات الحرمان والعوز، إلا أن واقع الحال  زاد سوءا عما كان عليه من قبل، فعدا هامش الحرية المطارد،  غدا الفساد سنة وشرعة  للمتنفذين في الحكومات المتعاقبة للشراكة، عفوا الشركة(الوطنية) , واتسعت هوة الطبقية لتفرز ثلة من حديثي الثـراء الفاحش على حساب قاعدة عريضة من المحرومين الذين ينسحقون يوميا تحت طواحين الفاقة والجهل والمرض، التي تضطر اعدادا منهم  للتسول وليغدو التسول ظاهرة اجتماعية بارزة في أغلب مدن البلاد،  والويل لمن يتظاهر محتجا مطالبا بحقوقه المشروعة ومكافحة الفساد وكشف المفسدين. في ميسان الغنية الثـرية بحقول النفط، تتضاعف أعداد المتسولين يوما بعد يوم فلا  يكاد يخلو منهم شارع او سوق او زقاق، مع افتقار المحافظة الى مراكز لاستقطاب وتأهيل المتسولين. المدى جالت على عدد منهم والتقت ناشطين في منظمات المجتمع المدني ومدير قسم الرعاية الاجتماعية في المحافظة للوقوف على جوانب من ملف التسول.rnعينات من المتسولينلا يكاد اي مكان عام  في مركز المحافظة يخلو من المتسولون، نساء وشيوخ وأطفال، تشاهدهم في الطرق وتقاطعاتها وعند ابواب الدوائر الرسمية وداخل الأسواق ودروب الأزقة، وهذه عينة منهم تواجدت ضمن مسافة صغيرة داخل سوق العمارة الكبير الذي يعج بنماذج من المتسولين:هدى  أرملة في الأربعينيات  تقول انها اضطرت للتسول بعد وفاة زوجها الذي كان يعمل كاسبا ولم يخلف لها مالا او منزلا بل 6 اطفال بضمنهم 3 تلاميذ مضيفة " بعد وفاة زوجي اضطررت لإخلاء الدار المؤجرة التي كانت تأوينا لعدم تمكني من دفع إيجارها المرتفع وقمت باستئجار بيت في العشوائيات بمبلغ 150 ألف دينار، صحيح أن بعض الأقارب يساعدوني ولكن المعيشة صعبة وتربية الأطفال تحتاج للكثير من المال لذا اقوم بالتسول لسد متطلباتهم " ونفت هدى ان تكون مستفيدة من شبكة الحماية الاجتماعية كونها لا تعرف كيفية مراجعة الدوائر المعنية لإكمال معاملة الحصول على راتب الرعاية.ونحن نتجول في سوق العمارة الكبير لفت نظرنا شيخ طاعن في السن يفترش الأرض أمام صندوق كارتوني صغير لاستجداء السابلة الذين يقوم بعضهم برمي أوراق نقدية صغيرة فيه ن سألناه عن اسمه وعمره  فاخبرنا بعد أن اللات واللتيا  ونوبات السعال التي راحت تهز جسده النحيل أنه يدعى رحيم ويبلغ من العمر 85  عاما ويسكن مع أثنين من أبنائه المعاقين بحسب وصفه مؤكدا انه  وبرغم كونه مستفيد براتب الرعاية الاجتماعية  لكنه يضطر للتسول بين الحين والآخر لسد احتياجاته  موضحا  بما معناه " أن  راتب الحماية 50 ألف دينار فقط ولا يسد متطلباتي وأنا مريض مزمن وعلاجي يتطلب الكثير"متسولة أخرى رفضت في البداية الحديث وبعد إلحاحنا قالت أنها نازحة من أهالي كربلاء مطلقة ولديها 3 أطفال تسكن في العشوائيات وتمارس التسول لتوفير قوت أسرتها، وادعت انها راجعت دائرة الرعاية بهدف شمولها براتب شبكة الحماية الاجتماعية ولكنهم  رفضوا ملفها لعدم توفر  بطاقتها التموينية  التي تزعم انها أضاعتها خلال تنقلها من كربلاء الى العمارة.rnلمنظمات المجتمع المدني  رأي  ومقترحاتما يستدعي قلق الكثير من ناشطي المجتمع المدني ان شريجة واسعة من المتسولات هن من المراهقات اللواتي يتعرضن للتحرش خلال قيامهن بالتسول وخشية هؤلاء ان ينزلقن الى الانحراف نتيجة الضغوط التي يتعرضن لها من قبل أسرهن والمجتمع على حد سواء ناهيك عن تسرب الكثير من تلاميذ المدارس وانخراطهم في التسول بدافع من ذويهم.منسق منظمات المجتمع المدني في ميسان، أمجد الدهامات  أكد أن الكثير من المنظمات  أولت ظاهرة التسول جانبا  من اهتماماتها وعقدت لبحثها  ودراستها العديد من الندوات مركزة على  ظاهرة الأطفال المتسولين ومستقبلهم  متابعا " التصدي لظاهرة التسول والحد منها  مسؤولية الحكومة بالدرجة الأساس  وتستلزم حزمة إجراءات منها مكافحة الفساد في الشبكة عبر محاسبة المتجاوزين عليها من غير المستحقين، وربما مهلة ااـ30 يوما التي منحتها الحكومة  مؤخرا للمتجاوزين  ستكون خطوة بهذا الاتجاه  ويجب توسيع شبكة الحماية الاجتماعية  وزيادة  رواتب المعو

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram