بغداد/ اياس حسام الساموكاتصلت "المدى" بإحدى النائبات في لجنة النزاهة البرلمانية، واستأذنتها الحديث فرحبت، وما أن سمعت الأخيرة السؤال قامت بإنهاء الاتصال والهاتف دون سابق إنذار.هذا التصرف تكرر وفي غير مرة من قبل النائبة ذاتها وبحسب إحصائية لمحرر "المدى" فأنها استخدمته لثماني مرات، دون معرفة الأسباب، فقد يكون الأمر تهرباً من وسائل الإعلام أو عدم المقدرة في الرد على بعض الأسئلة.
وتناولت اغلب الأسئلة التي تثير انزعاج سياسيين عراقيين مواضيع تتعلق، خصوصا، بالمواقف من رؤساء كتل، أو الانشقاقات وخلفيتها، وتعدد مصادر الرأي داخل الكتلة الواحدة.وظهر أن مرد هذا التصرف عدم الرغبة في الإجابة على بعض الأسئلة التي قد تراها النائبة محرجة، ولكن السؤال المطروح: هل تبرر الغاية "التهرب من الحرج"، هذه الوسيلة "إنهاء المكالمة"؟مراقبون القوا باللوم على الثقافة السائدة في المجتمع العراقي، والتي تعتبر الصراحة، حرجا وبدورها تشكل أمراً معيباً يجب تجاوزه، وبالتالي فأن السياسيين هم جزء من هذه الثقافة التي تحتاج إلى ثورة للتخلص منها، فيما ينشغل اغلب المسؤولين السابقين في البلدان المتقدمة بكتابة مذكرات لهم يتحدثون فيها عن أخطائهم التي ارتكبت خلال فترة توليهم للمناصب العامة."ثقافة الاعتراف بالخطأ والمسؤولية هو ما يفتقر إليه الساسة"، يؤكد الإعلامي سرمد الطائي، مضيفا في حديث لـ"المدى" إن التهرب من الأسئلة الصريحة سمة واضحة لدى اغلب البرلمانيين.إلا أن القاضي وائل عبد اللطيف عزا تهرب السياسي من الأسئلة المحرجة إلى الجهل في كيفية فهم الطبيعة السياسية، فضلا عن الضعف في التركيبة الشخصية."على النائب الذي لا يتفق السؤال مع قناعته الشخصية الاعتذار عن الإجابة وألا يتهرب من خلال اغلاق هاتفه". يضيف عبد اللطيف في اتصاله مع المدى.بعض السياسيين يفرق بين نوعين من الأسئلة المحرجة، فمنها ما تتحمل الإجابة بأكثر من تفسير وتأويل، ويعلق على هذا الأمر عضو الائتلاف الوطني طه درع قائلا: "العقلية السياسية الذكية تقتضي التصريح على الأسئلة المحرجة بجمل يمكن أن تفسر من القارئ على نهج معين، ويفسرها زملاؤه السياسيين بأسلوب آخر".أما النوع الثاني فهي التي لا تقبل التفسير وتكون الإجابة بنعم أم لا، ويضيف درع في تصريح لـ"المدى"، "أما هذا النوع من الأسئلة يستطيع السياسي التذرع بأنه لا يملك المعلومات الوافية للإجابة عنه كي يتخلص من الحرج الذي قد تولده أسئلة الإعلامي والتي تسبب الإجابة عليها إشكالات سياسية".
سياسـيون يهربون من الصحافـة بإغلاق هواتـفهـم
نشر في: 14 مارس, 2011: 10:15 م