اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > حلبجة.. مدينة تنهض من بين الدمار وتستعيد بهجتها

حلبجة.. مدينة تنهض من بين الدمار وتستعيد بهجتها

نشر في: 15 مارس, 2011: 05:00 م

ســها الشيخلـــي حلبجة مدينة لا تشبه بقية المدن لا في العراق ولا حتى في كل دول العالم، هذه المدينة الكردية الشامخة  بين سهول اقليم كردستان، والتي تبعد بمسافة عشرة اميال عن العاصمة بغداد، لايمكن ان تغادرها الذاكرة لحجم المأساة التي تعرضت لها عندما اقدم النظام السابق بتاريخ 16/3/1988
على توجيه  ضربات موجعة  بغاز الخردل وبأسلحة ممنوعة دوليا لتتناثر اشلاء نسائها واطفالها كالزهور البيضاء في فصل الربيع، لم يبق من المدينة الا ترابها الملوث وعدد من الناجين باعجوبة ليتحدثوا عن حجم الجريمة المروعة. ذووالشهداء في حلبجة جعلوا من ذكراها السنوية مناسبة للتحدي، بحملات بناء واسعة لاعادة الحياة الى اوصال مدينة حاول اعداء الحياة والانسانية سلبها منهم.  مواطنو كردستان وخاصة اهالي حلبجة اعتادوا استذكار يوم الجريمة التي ادمت القلوب  على المرور على نصبها التذكاري المتكون من قسمين، الأول مقبرة تتألف من 1100شاهد قبر يرمز الى ضحايا الكارثة، اما الاخر فيتكون من المقابر الجماعية التي تحتضن عدداً كبيراً من الضحايا. اليوم واذ تمر  الذكرى الثالثة والعشرون للفاجعة،  تبدو حلبجة اكثر اصراراً على بناء مستقبلها لتكون شاهداً بارزاً على اصرار شعب قاوم الطغاة وجلاديه فانتصر بايمانه رغم كل الجرائم التي تعرض لها.. حلبجة في هذا اليوم تفتح ذراعيها بمحبة لكل انصار السلام والحرية لتحكي لهم قصة مدينة احرقت ارضها وابيد سكانها واريد ان تمحى من الوجود، لكنها كانت عصية على أعدائها، فعادت لتلعن كل المجرمين اعداء الانسانية.. مدينة ضمدت جروحها وتطلعت بتفاؤل للمستقبل.. فما قصة هذه المدينة الكردية الآمنة التي روعها اصوات هدير المجنزرات ودوي المدافع وازيز الطائرات السمتية قبل اكثر  من عشرين عاما، وهل كانت هذه المسافة الزمنية كافية لتغيير كل شيء في خارطة المدينة الآمنة؟                             استخدام غاز الخردل يحدثنا اولاً المواطن الكردي ابو شيرين البالغ من العمر 70 سنة  صاحب شركة اهلية و الذي نجا من المجزرة، حيث كان في مستشفى اربيل  لاجراء عملية   فيقول بحسرة: قصة مدينتي لاتشبه القصص الاخرى، لما فيها من وحشية مارسها بحقها المجرمون.  وتبدأ القصة عندما  تعرضت مدينة حلبجة والمنطقة المحيطة بها الى هجوم من قبل وحدات   الجيش العراقي و بلا رحمة مستخدمة القنابل ونيران المدافع والاسلحة الكيمياوية، فتم تدمير البلدة   بالكامل.. ومات نتيجة ذلك الهجوم المروع الآلاف من النساء والرجال والأطفال الذين يناهز عددهم الخمسة الاف في البداية، ونفقت الحيوانات ومات الزرع ايضا، واستمر الهجوم ثلاثة ايام  بدون رحمة، ما أدى إلى ارتفاع عدد  القتلى الى 12 الف شخص، كما خلف الاف المعاقين من كلا الجنسين،والحق الدمار بما لا يقل عن  24 قرية كردية كانت الى وقت قريب آمنة. واضاف لقد استخدم المجرمون كل ما هو محرم دولياً كغاز الخردل وغاز الاعصاب والسلاح الكيمياوي السيانيد ضمن الحملة سيئة الصيت التي اطلق عليها (حملة الأنفال).و قام المجرم علي حسن المجيد    بقيادة حملة ابادة الكرد، وكان يتباهى بانتصاراته الوهمية على اشخاص عزل اثناء الحرب العراقية الايرانية..اما  الاسلحة التي استخدمت فقد تم الحصول عليها من شركات امريكية وبريطالنية وفرنسية والمانية وصينية  لذا فان هذه الشركات شركاء في هذه الجريمة.. ويؤكد ابو شيرين ان  معهد ستوكهولم لابحاث السلام الدولي قد اورد تقريرا مفاده  ان استيراد العراق للاسلحة  ما بين عامي   1973 و2002 توزع احصائيا وفق النسب التالية: 57%  من روسيا الاتحاد السوفياتي السابق، 13% من فرنسا، 12% من الصين، 1% من امريكا واقل من 1% من بريطانيا  إشاعات بهدف ضرب الكرد ويقول: نجوت من الكارثة  لانني كنت في مستشفى أربيل لإجراء عملية الزائدة الدودية في تلك الفترة  وكانت تتسرب الينا الاخبار المفزعة التي  تشير ان القوات الايرانية قد دخلت مدينة حلبجة، وانها بصدد الاستيلاء عليها وضمها الى الاراضي الإيرانية، ما أحزننا كثيرا، كما تناقلت الاخباران قرى عديدة سيتم الاستيلاء عليها من قبل القوات الايرانية، وقد خالطت تلك الاخبار الكثير من الاشاعات المغرضة التي كان ورائها ازلام النظام السابق، لايجاد مبررا وغطاء لضرب الكرد الذين اطلقت عليهم الحكومة انذاك صفة  (العصاة)، والذين كانوا يشكلون مصدر ازعاج للحكومة السابقة، ورغم وجود القلة من الضباط الكرد في القوات الخاصة الا ان اغلبيتهم  كانوا مستائي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram