بغداد/ داود العليبينما يواصل العراقيون الغاضبون من الفساد وتردي الخدمات احتجاجاتهم الأسبوعية، تحافظ القوات الأمنية على سياق العنف للتفريق مع كل فعالية شعبية عند ساحة التحرير.ويوم أمس تجمع المئات من العراقيين للمطالبة بإصلاح السجون وإنهاء التعذيب وإطلاق سراح المعتقلين
ممن لم يثبت بحقهم أية تهمة.وسميت التظاهرة بجمعة المعتقلين، ونشط فيها مجددا شباب الفيسبوك وحركات احتجاجية عديدة، إلى جانب نشطاء المجتمع المدني.وقال ناشطون دعوا إلى التظاهرة "من أجل عشرات الآلاف من المعتقلين الأبرياء ممن يقبعون خلف القضبان منذ سنوات طوال، كل ذنبهم أن مخبرا سريا قد وشى بهم وينتظرون أن يأتي دورهم لترفع أوراقهم إلى القضاء.. وكذلك من أجل عشرات الآلاف من العراقيين ممن تعرضوا للتعذيب والتهديد والتنكيل لانتزاع اعتراف "ندعو إلى التظاهر".وفي بعض المحافظات تظاهر عراقيون لنصرة الشعب البحريني، لكنهم حذوا من التورط في الشحن الطائفي على خلفية ما يجري هناك، فيما امتعض آخرون من التعامل المزدوج بين ما جرى في تونس ومصر وليبيا وما يجري اليوم في المنامة.وفي ساحة التحرير، اتخذت القوات الأمنية إجراءات معقدة أثارت امتعاض العراقيين واعتبروها طريقة للحد من وصول المتظاهرين على الساحة، بينما يتعامل أفراد الأمن بطريقة غير لائقة.وقطعت الطرق المؤدية إلى الساحة بكمية كبيرة من الأسلاك الشائكة فيما حددت السلطات مسارات معقدة للوصول شهدت حشدا كبيرا من عجلات الهمر العسكرية.وطلبت قوات مكافحة الشغب من مئات المتظاهرين بإنهاء تجمعهم في ساحة التحرير ثم اعتدت عليهم بالضرب بالهراوات واعتقلت عددا من المتظاهرين. وطوقت القوات الامنية ساحة التحرير واقتادت المقبوض عليهم إلى أحد مراكز الاعتقال.وبرغم أن السلطات لم تفرض حظرا للتجوال في العاصمة إلا أنها نشرت قوات أمنية كبيرة في وسط العاصمة العراقية وقطعت الجسور والطرق الرئيسية لإعاقة وصول المواطنين إلى ساحة التحرير. كما فرقت القوات الأمنية في الأنبار تظاهرة انطلقت باستخدام العصي والهراوات وإطلاق النار في الهواء والقنابل الصوتية على المتظاهرين. وشارك في التظاهرة المئات من المواطنين المطالبين بإطلاق سراح المعتقلين.
مكافحة الشغب تفرّق جمعة المعتقلين بالهراوات وتقطع طريق "التحرير" بالأسلاك
نشر في: 18 مارس, 2011: 09:53 م