البصرة / عبد البطاطجلس على كومة نفايات اتخذها تكية له يبكي بحرارة وحرقة والدمع ينساب على خده  طفل بعمر الزهور دمع يشبه الدرر على وجه بريء لطفل جاء الى منطقة لايمكن الوصول اليها الا مشياً على الاقدام او بمصحبة حصان او حمار..
 قلت له ما اسمك وما الذي يبكيك؟  قال اسمي حسن وانا في الصف الخامس الابتدائي و اليوم هو مباراة بكرة القدم بين صفنا و فريق صف اخر، ورفضت والدتي ان اذهب الى المدرسة بل اصرت على ان اصطحبها بحمارنا الى مجمع النفايات هذا، فالتفت الى امه بأثوابها الرثة و وجه أحرقته الشمس وحولته الى بشرة مريضة  وايدي متشققة بفعل البحث عن لقمة العيش وسط مجموعة من صغار وكبار بنين وبنات ادواتهم اكياس يحملونها على ظهورهم  تعودوا على استنشاق الروائح الكريهة التي تنبعث من هذه النفايات استفسرت منها عن اقوال طفلها قالت نعم هذا صحيح  ولكن ماذا اعمل فقد توفي والده وترك لي ثلاث بنات قاصرات وولد واحد  فعلمته ان يساعدني ويصطحبنا الى هذا المكان البعيد الذي نصل اليه فجرا وقبل بزوغ الشمس، كما انه يقوم بالعمل في اختيار النفايات التي يمكن بيعها والاستفادة من قيمتها لكي نعيش بدون منّة من احد..اكوام متنوعة  هنا وهناك في منطقة معزولة صحراوية تبتعد عن مركز المحافظة  بأكثر من عشرين كيلو متر يعصف بها الهواء المحمل بالتراب  والامراض وبيوت من صفائح متناثرة تملأ المنطقة.. فهذا مكان للنفايات الزجاجية وذاك مكان لقناني النايلون و الثالث لفضلات الاكل والرابع للملابس وخامس..وسادس.. الخ, فهذه المنطقة تستقبل نفايات جميع مناطق البصرة بمحلاتها  ومن خلال مجمل الآليات التي تملكها البلدية المتنوعة ويتلخص عملها في المحطات النهائية ومن خلال دفن النفايات بشكل عشوائي أحياناً اوحرقها، مما يسبب  كارثة بيئية  يوميةrnقصص عن بيوت الصفيحوتنتشر قرب مواقع طمر النفايات بيوت صفيح تتخذها بعض العوائل كسكن او ملجأ او مخزن لتجميع الأواني و العلب البلاستيكية والمعدنية بغية بيعها , فمورد معيشة عوائل غير قليلة على ما يجمعونه من نفايات في منطقة تسمى ثغر العراق البحري , اضافة لكميات النفط وغيرها من الثروات التي نسمع عنها ولا نستفيد منها. عائلة تجمع افرادها في هذا المكان وتمارس هذه المهنة وكانت تملك مزرعة صغيرة وتقوم بزراعتها و بيع نتاجها الذي وفرلنا حياة لا بأس بها لفترة طويلة , ولكن عندما شح الماء واخذ الزرع يموت  مارسنا مهن عديدة وأخيراً استقرينا على هذه المهنة التي على الاقل تصون كرامتنا وتحفظ إنسانيتنا..ويقول الشيخ علوان ميثم:  هذه المهنة بما فيها من امراض وصعوبات ارحم من مد اليد للآخرين.. ثق بأني اكثر سعادة عندما استلم اي مبلغ جراء الكمية من مواد النفايات التي اسلمها الى التاجر الذي يمر علينا بسيارته بين فترة واخرى  واذا وجدت المبلغ كافيا لسد احتياجاتنا اقفلراجعا مشيا على الاقدام للسوق لأشتري ما تحتاج اليه عائلتي , ثم انام مقرور العين  سعيدا لأني لم اكن يوما عالة على احد.وعن طبيعة العمل تقول السيدة ام احمد (50 سنة):منذ الرابعة فجرا بدانا بنبش النفايات ونستخلص منها علب المشروبات الغازية وقناني المياه المعدنية وجمعها في اكياس كبيرة لنقوم بعد ذلك ببيعها. وكثيرا ما نتعرض للامراض كما ان العمل بلا شك منهك ومتعب علما ان جميع صناديق البلاستك هي اكثر فائدة من الانواع الاخرى , لذا علينا ان نتسابق للحصول عليها. كما ان علينا ان نسبق سيارات جمع القمامة و زميلاتي في العمل لكي احصل على نوعية وكمية افضلاحمد هو الآخر اضطر الى ترك مقاعد الدراسة بعد ان تعلم القراءة و الكتابة فقط لكي يرافق امه كل يوم للبحث في اكوام النفايات، علما ان أصدقائي من الشباب ينظرون لي نظرة دونية أحسها وأبصرها في عيونهم  ورغم ذلك فاني لم افكر في يوم ما بان اترك هذه المهنة التي أساعد بها عائلتي لكي نحصل على مبلغ من مال نسد به حاجتنا.وتقول ام سامي (40 سنة) يتم تقسيم المناطق ما بيننا  نحن المتواجدون في نفس المكان ولا يجوز لاي احد التجاوز على حق الآخرين ومناطقهم بعد التقسيم،اما تصريف المواد فيتم عن طريق بيعها الى المتعهد الذي يشتريها باسعار منخفضة وبيعها بضعف ثمنها او اكثر، فالمتعهد يسلم المواد التي اشتراها الى متعهد اكبر منه , فالمهنة اصبحت تجارة لها سوق كبير ورائج وهناك معامل اهلية تعمل على إعادة تصنيع المواد البلاستيكية مثل معامل صناعة الاواني او خراطيم المياهوغيرها.rnماذا تقول مديرية بيئة البصرة؟؟بدوره أوضح (مدير اعلام بيئة البصرة) خزعل مهدي: ان هذا الموقع المخصص لطمر النفايات لم يحصل على الموافقات البيئية إذ العمل في المنطقة غير مبرمج وغير صحي  حيث لا يتم الدفن بسرعة  بل تترك النفايات على حالها لمدة طويلة، ما يؤثر على الصحة البيئية، كما انها غير مسيجة،مما يسمح للعابثين فيها الى الدخول  وعدم اتباع طرق الطمر الصحي الصحية الذي عليه ان يتم العمل بموجبه مع ا