محود النمر ضيف ملتقى الخميس الإبداعي  في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين الروائية ميسلون هادي التي تحدثت عن تجربتها في الكتابة الادبية ،وقدم الجلسة الشاعر  عدنان الفضلي الذي قال  : اليوم سنكون محلقين مع أنثى لها بصمتها الادبية الراسخة في ذاكرة التلقي  وهي التي تركت منجزها الإبداعي يتحدث عنها في العقود الثلاثة الماضية .
من أبرز إصداراتها – شاي العروس –   – حلم وردي فاتح اللون – نبوءة فرعون – بيروت 2007 – الحدود  البرية – علامة على الجدار – العيون السود – يواقيت الارض – لاتنظر الى الساعة   – العالم  ناقصا واحد   – رجل خلف الباب – اشياء لم تحدث  - الفراشة - الشخص الثالث  .وتحدثت الروائية ميسلون هادي عن بداية دخولها عالم الخيال والأدب، مشيرة إلى عام 1985التي نشرت فيه مجموعتها الأولى – الشخص الثالث  -  وقالت هي  البذرة الاولى لبنيان أعمل على إعلائه بهدوء ،وهذه البذرة كانت بذرة احتجاج على الواقع بالحلم ،فأنا احتج على الواقع بالحلم ،واعتبر الواقع كما لو كان غرفتي وهي  بيت الحلم، وهذه الغرفة مليئة بالضوضاء - الصخب والعنف -  ،بعد هذه المجموعة اصدرت مجموعتين -  أشياء لم تحدث – والفراشة .إن الكاتب في بداياته يتحدث  مع نفسه اثناء الكتابة قبل ان ينتقل  إلى التحدث مع الآخرين وربما يكون هو في  محاولة اكتشاف لذاته والبحث عنها، وعندما يجد هذه الذات ينطلق  بها  الى الموضوع وربما يعيد اكتشاف ذاته ،حدث ذلك في قصة طويلة ( العقل ناقصا  واحد )، وقد كانت نقطة تحول في حياتي ،ولكني قبل ذلك أريد أن أتحدث  عن بداياتي واختصر القول اني عشت مطلع حياتي في السبعينات، وهي كانت تلك الفترة الذهبية، وكان هناك نوع من الانفتاح والتعدد الحزبي الى حد ما ،منذ ذلك الحين تعددت قراءاتي، والقراءة هي التي صنعت نتاجي، ولو كان الامر بيدي لقرأت كتب الدنيا كلها ،وكانت قراءاتي بطريقة بدأت على مراحل ،وفي السبعينات قرأت الأدب العربي والانكليزي بحكم قربي من هذه الأجواء التقدمية التي تحدثت عنها ،وأيضاً تعرفت على أسماء الكتاب العراقيين عن طريق الصحافة  وأنا بعيدة عن الوسط الثقافي مثل سعدي يوسف وسامي مهدي وصادق الصائغ وفؤاد التكرلي وأسماء كثيرة ، وفي عام 1980 تزوجت من الناقد نجم عبدالله كاظم وكانت هذه المرحلة جداً مهمة في حياتي ،فكان يدعم موهبتي ويؤمن بما أكتب، وهذا شيء معنوي وليس قليلاً وأنا أعتبر نفسي محظوظة في هذا الجانب.وأضافت بحديثها عن الأدب المقارن وقالت : قرأت الأدب الانكليزي والروسي فتعرفت على –فرجينيا وولف – لورنس – شكسبير – ديكنز – وغيرهم وايضا قرأت رواية  - الصخب والعنف – لوليم فوكنر -  التي ترجمها جبرا ابراهيم جبرا ،وهي الرواية الوحيدة التي قرأتها مرتين وكذلك في تلك الفترة قرأت الادب العراقي .وفي باب المداخلات تحدثت الناقدة د. نادية العزاوي وأشارت إلى أهمية تجربة الروائية ميسلون هادي وقالت : ان المبدعة ميسلون منها ومن امثالها تعلمنا  منها أشياء، ومن هذه الأشياء التمسك بالوطن ليس مكانا فقط بل تاريخاً وحضارة ووجوداً يعيش فينا ويتحرك في دمنا وان يكون هذا  الوطن هو الملاذ والمكان هو الذي نطرح به كل الخيارات الاخرى التي تقودنا شيئا فشيئا ليس فقط الى اللامكان واللاهوية تؤدي الى أشياء كثيرة مما يدخل في مفهوم أدب الداخل وأدب الخارج ،هناك اسماء كبيرة ومهمة في المشهد الثقافي العراقي، ومن هؤلاء جميعا التكرلي الى غائب طعمة فرمان الى لطفية الدليمي إلى  أسماء أخرى مهمة نتعلم منها هذا الوجود الممتد  في عمق الأرض الطالع الى عنان السماء والمحمل بالوارف من الثمار وهؤلاء هم نخيلنا الدائم .وقرأ الشاعر والإعلامي أحمد المظفر قطعة نثرية  :  لأنها تحفة من حروف وصور / اتخيلها قصة قصيرة / لم تكتمل/  ولأني أعشق الحروف أغمس أصابعي/  ببقايا الخبز/  كي اشبع من صحنها / هي باختصار امرأة القص /  هي مثل ميسلون التي تحرضنا على التظاهر / بل هي التي تسبقنا الى هناك كي  تقصّ علينا الصور .بعدها تكلم الكاتب خضير ميري عن المحتفى بها وعن الرواية وعن الروائيين وقال!  ان ميسلون هادي التي دائما تتخلص  من مساقط الضوء فهي لمسة للتجربة الروائية العراقية  المتقدمة في معالجاتها للواقع.