محمد سعيد الصكار تربطني بالدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو، رئيس منظمة العالم الإسلامي الذي يحل ضيفا مكرما في بغداد ابن مقلة وابن البواب وياقوت المستعصمي، وهم كوكبة ممن يحتفظ لهم الدكتور أكمل الدين، بلا شك، بالتقدير العالي والمقام الرفيع في تاريخ الخط العربي والثقافة الإسلامية،
فقد رعى هذا الفن، وأقام له المعارض والمسابقات الفنية التي كشفت لنا مواهب متعددة، وحرصا صادقا منه على ديمومة هذا الفن الأصيل. أقول إن علاقة ثقافية منطلقة من هذا المجال الفني جمعتني بالدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو في مناسبتين عزيزتين على نفسي يوم تلقيت منه تشجيعاً وحماساً على مشروع أول مجلة متخصصة لفن الخط العربي كنت أنوي إصدارها في پاريس بثلاث لغات؛ العربية والإنكليزية والفرنسية، فقد كان من أوائل من أعلمتهم بها؛ ولكن الحروب الكارثية الرعناء طمرت المشروع، ولكنها لم تطمر الرسالة الحميمة والمشجعة التي آثرني بها. كان ذلك قبل أكثر من عشرين عاما؛ وكانت المناسبة الثانية يوم فزنا معا، هو وأنا بتكريم حكومة الشارقة وحاكمها لنا ولزملاء آخرين في مهرجان الخط العربي، عام 2008..rnإذن، فلنا من وشائج المودة ما يشفع لي بالترحيب به في وطن الخط العربي، في بغداد الجميلة التي استقبلته بحفاوة يستحقها.rnأنتقل من الخط الذي شغف به الصديق العزيز الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو إلى الزاوية الأخرى التي هي من همومه العالمية، فأسأله، وهو في حمأة ما يرى ويسمع من حالة المسلمين الذين يمثلهم، أما كان في برنامج زيارته النظر إلى ما يدور في ليبيا والبحرين والموقف منهما، في تزاحم الأحداث وخطورتها، وقد قام بجولات ولقاءات لأرباب الشأن في العراق، خلت من أية إشارة إلى هذه المصائب التي تمر بها بلدان إسلامية يفترض أن تكون موضع اهتمام من منظمة العالم الإسلامي التي يمثلها؟إن خلو نشاطات الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو من الإشارة إلى ذلك، وبيان وجهة نظر منظمة العالم الإسلامي، واقتراح ما تراه لحل هذا الإشكال التاريخي، والوقوف موقف السائح لمدينة الخط العربي، والاكتفاء بزيارة هذا الشخص وذاك، وهذه المؤسسة أو تلك، مما يدخل في إطار المجاملات الدبلوماسية لا يكفي لعكس دور المنظمة في هذه الحرب المعلنة بين المسلمين.نحن نعرف حرج المنظمة، منظمة العالم الإسلامي، وبرامجها الثقافية الممولة من جهات عربية معروفة، ولكن ليبيا تتلوع، والبحرين مطوقة بجيوش عربية (إسلامية)، والعالم يتفرج على المنظمات المماثلة لمنظمة العالم الإسلامي المشغولة بالزيارات الرسمية كالتي تجري في بغداد هذه الأيام.أخي الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو، مرحبا بك في دولة الخط العربي، ولكننا ننتظر منك ما فوق ذلك، فالخط لا يرتق فتق أمة تتداعى على مرأى ومسمع من الأمم.أحييك  وأحتفي بك في بلد ابن مقلة وابن البواب وياقوت المستعصمي.rnباريس، في 2011/3/16