الكتاب: كاثرين مانسفيلدتأليف: كانلين جونزترجمة: ابتسام عبد الله إن الحياة القصيرة لهذه الكاتبة، تجعل الكتابة عنها مهمة صعبة. وقد صدر حتى الآن أكثر من عشرة كتب عن سيرة حياة كاثرين مانسفيلد. ففي حياتها ما يجذب الكتاب إليها: نشأتها في نيوزيلندا، وهجرتها إلى انكلترا وحياة الترحل الذي لازمتها، وعلاقتها المعقدة مع النساء والحميمة مع الكاتبات والكتاب ومنهم فيرجينيا وولف و د. هـ. لورنس، والتجارب الجنسية التي خاضتها والأخطاء التي ارتكبتها.
وكانت لكاثرين مانسفيلد علاقة طويلة مع جون ميدلتون موري الموهوب والنرجسي، والتي تحطمت بعد معاناة شديدة. وقد تأثرت مانسفيلد كثيراً بوفاة شقيقها في عام 1915، وتحول حزنها إلى طاقة للكتابة، كما أن مرضها أثر عليها أيضاً، وعندما توفيت أخيراً في مصحّة فونتنبلو عام 1923 وهي في الـ 34 من عمرها، كانت تردد وهي تبكي،"أريد أن أعمل، أريد حديقة، بيتاً صغيراً، عدداً من الحيوانات، وصوراً وموسيقى، أريد أن أكتب، وحياة دافئة فيها طموح، وأريد أن أتجذّر في الحياة.. وذلك ما أريد".وكاثرين مانسفيد، كانت تحفظ الأسرار، وتغطي أفعالها، منتقلة من منزل إلى آخر (عشر مرّات في عام 1914)، تاركة الأوراق في كل مكان. وبعد وفاتها قام موري بجمع ما تسنى له العثور عليه من أوراقها، متجاهلاً طلبها في إحراق وتمزيق كلّ ما تتركه من أوراق. وقام موزي بتحرير تلك الموضوعات وإعادة ترتبيها: القصص اليوميات والرسائل، ونشرها بشكل أفضل مما كتبت، وبذلك أبقى ذكرها حية.وقد غدت تلك الأعمال مصدراً مهماً لكتاب سيرة حياتها حتى أعوام السبعينيات والثمانينيات، عندما بدأ الباحثون في نيوزيلندا في إعادة طبع رسائلها ويومياتها، دون الاعتماد على نتائج ما قام به موري، بل بإعادة قراءة تلك الأعمال الأصلية بخط يد مانسفيلد. كانت كتابات مانسفيلد لا تحترق بسهولة: رومانسية، معقدة، مثيرة وعرضة للانتقاد. وهي كما تصفها صديقتها بياتريس هاستينغ، "إنسانة صعبة، معقدة جداً، محبّة للذات، منتقدة نفسها، تجاهد كي تصبح مختلفة عن الآخرين، وأن تتخلص من عيوبها، متوّحدة، يصعب الاقتراب منها في بعض الأحيان. وكاثرين جونز، كاتبة متميزة في موضوع السيرة، وبدت حريصة على تقديم صورة حقيقية عن مانسفيلد، خاصة وأنها أيضاً من نيوزيلندا، وتعرف الطبيعة الجغرافية لها، غاباتها وأنهارها.وقد أطلعت جونز على الكتب التي ظهرت مسبقاً عن حياة كاثرين مانسفيلد، وعلى المصادر المعتمدة التي استندت عليها تلك الكتب.وطفولة مانسفيلد كانت صعبة وعائلتها فقيرة الحال وتقول جونز، "أن مانسفيلد كانت تترك شقيقاتها أو أخوتها يحصلون على قدر أكبر من الحب من والديها، ولذلك السبب أصبحت صعبة للحب، وتحت مظهرها الخارجي الواثق كانت هناك باستمرار الفتاة الصغيرة.أما المشكلة الأساسية لهذه السيرة هو بنيتها لأن قصة مانسفيلد محبوكة مع قصة موري. إذ أن الكاتبة تسرد حياة مانسفيلد والحياة بعد موتها. فحياتها بصيغة الحاضر، وحياة موري بعد رحيلها وزواجه وحياة أطفاله، بصيغة الماضي، وشبح مانسفيلد يخيم على تلك الحياة.وهذا التنافر في السرد، أضرّ بالكتاب، مع البعض قد يجده إبداعاً. والقصة التي تسردها عن مانسفيلد تذكر القراء بكتاب إدا ببكر عنها وكما تصفها الأخيرة بـ "المخلصة التي تضع في اعتبارها أحاسيس الآخرين وتهتم بهم، وصادقة تماما ". صورتان مختلفتان عن كاثرين مانسفيلد وحسب قراءة كل كاتبة لها.عن الغارديان
كاثرين مانسفيلد وحياتها المضطربة
نشر في: 21 مارس, 2011: 07:25 م