متابعة/ المدىشجع الارتفاع الصاروخي في اعداد مستخدمي موقع فيسبوك في العراق، خلال السنتين الماضيتين، الناشطين الاجتماعيين العراقيين على استخدام هذا الشبكة الاجتماعية لحشد التأييد، وفتح خطوط اتصال بين الناخبين العراقيين والنواب في البرلمان.لكن ثمة مخاوف من ان يقوم السياسيون باستخدام الشبكات الاجتماعية العملاقة،
لتوسيع أجنداتهم الخاصة فقط، بدلا من الاستماع الى هموم المواطنين، وتكون النتيجة بالتالي توسيع الانقسامات في المجتمع المدني، بدلا من تجسيرها.ومع تمكن منظمي الاحتجاجات المحبطين من الوصول الى شريحة متنامية من شباب الانترنت الاكثر ذكاء واحباطا،، فان الخبراء يحذرون من أن مثل تلك الاحتجاجات التي أسفرت عن مقتل 16 في أواخر شباط الماضي، والتي جرى تنظيمها على الانترنت، يمكن ان تتصاعد. ومن المعروف ان النسخة العربية لفيسبوك، التي تم اطلاقها على الانترنت في آذار 2009 جذبت بحدود 400 عراقي فقط في شهرها الاول، وفقا لما تقوله مجموعة المراقبة المستقلة داخل فيسبوك. ومع حلول شهر آب، وبسبب (اللغط) حول الانتخابات التي جرت في آذار من العام الماضي، فان الرقم الرسمي قفز الى 270 ألفا و560 مستخدما.ويقول حيدر فاضل؛ المستشار في التواصل الاجتماعي المقيم في العراق، ان العدد قد فاق الضعف ووصل الى نحو 650 ألفا، ما أجبر السياسيين على الانخراط في هذا التحرك ايضا.ويعتقد المستشار حيدر أن «السياسيين العراقيين لا يحبون الناشطين على الانترنت وعلى فيسبوك، بل إن رئيس الوزراء نوري المالكي وصف مواقع الشبكة بانها سلة قمامة. لكن السياسيين اكتشفوا مؤخرا مقدار اهمية نشاطات الانترنت والمواقع الالكترونية».وكنتيجة لذلك «ولأنهم لا يتمكنون من الذهاب الى الشارع ورؤية الناس بصورة مباشرة، بسبب المخاوف الامنية، ولأن التظاهرات يجري التحشيد لها عبر فيسبوك، فيجب عليهم ان يستخدموه لمعرفة مطالب المتظاهرين».واختراق الإنترنت في العراق يُعدْ من بين النسب الأوطأ في الشرق الأوسط؛ انه يصل الى اكثر بقليل من 1 في المئة من السكان. لكن كل شخص في هذه المجموعة تقريبا، يستخدم فيسبوك حسب الارقام التي تبين ان 0.9 في المئة من السكان، يدخلون تلك الشبكة الإجتماعية.ورسمت احتجاجات «أيام الغضب» الاخيرة في العراق، صورة معبرة عن الشبكات الاجتماعية في البلاد، مع استخدام الناشطين لفيسبوك في تحشيد آلاف المحتجين.وتجمعت جماهير المواطنين المحبطين عند جسر يوصل بين ساحةَ التحرير والمنطقة الخضراء، حيث يقع البرلمان الوطني وسفارة الولايات المتحدة. وقام المواطنون برمي الأحجار والأحذية والقناني البلاستيكية باتجاه الجنود وقوات مكافحة الشغب، في محاولة لايصال اصواتهم الى السياسيين الذين لا يعيرونهم أذنا صاغية، كما يعتقدون.ويقول الخبير السياسي الناصر دريد ان التظاهرات في العراق لا تهدف الى اسقاط الحكومة، على خلاف بقية الاضطرابات التي تهز الشرق الاوسط، وانها قد تكون تحذيرا لاولئك الذين في سدة الحكم، من ان البطالة وتدني مستوى الخدمات والفساد لا يمكن تحمّلها الى الابد.ويفيد دريد أن استخدام النواب المستمر لفيسبوك، كاداة علاقات عامة بدل استخدامه كوسيلة اتصال، سيزيد في احباط الناس، لافتا إلى أن «السياسيين يستخدمون فيسبوك جزئيا كوسيلة دعائية، ويستخدمونه في جانب اخر في تعقب حركات الإحتجاجِ الخطرة في الشرق الأوسط. والقضية الرئيسة انهم يذهبون لفيسبوك او تويتر لمتابعة شكاوى الناس، ويصورون انفسهم كما لو كانوا يعالجون المشاكل، لكنهم بعدها لا يقومون بشي». ويواصل أن النواب لا يحتاجون الى فيسبوك اصلا لمعرفة احتياجات الناخبين «في وقت تكون المشاكل التي يواجهها الناس ظاهرة للعيان كل يوم».الصحفي عباس حياوي يرى أن «ليس كل فرد يرغب بعرض المشاكل علينا. وبعض السياسيين وببساطة يقومون بحذف التعليقات السلبية المُرسلة الى صفحاتهم»، مضيفا «نلاحظ ان اعدادا كبيرة من الناس يزورون صفحات اولئك السياسيين، ويكتبون تعليقات حول المشاكل التي يواجهونها ويقولون ما يريدون».ويعرب حياوي عن اعتقاده بأنه «لا توجد ردود حقيقية من المسؤولين. يقولون انهم سيهتمون بالأمر، ويقولون: حسنا اعطنا الرسالة وسنهتم بالموضوع، وبعدها لا يقومون باي اجراء، بل إن الكثير من التعليقات يتم حذفها».أما اياد مصطفى؛ المستشار في الشبكات الاجتماعية في مصر والعراق، فيشير إلى أن الاحتجاجات الأخيرة في العراق، التي كانت عبر الانترنت او غيره، شملت كل المجموعات الدينية بدلاً من الانقسام وفق الخطوط الطائفية، وهو ما يحدث معظم الاحيان في البلاد، موضحا أن السياسيين العراقيين الذين يراهم على تويتر، لا يكادون يتابعون اي شخص إلا ما ندر، ما يفيد انهم غير مهتمين بالتفاعل مع الناخبين.ويذهب مصطفى إلى أن «هناك القليل من تنظيم العرض بشكل ذكي، في استخدام الشبكات الاجتماعية»، مشددا على أنه فيما يصبح العراقيون أكثر نشاطا على فيسبوك، فإن السياسيين قليلا ما يستخدمونه للرد على الشكاوى، أو طلبات تحسين الطريقة التي يتم استخدام الموقع فيها.وي
مخاوف من قيام السياسيين باستخدام الفيسبوك لتوسيع أجنداتهم
نشر في: 24 مارس, 2011: 06:12 م