 بغداد / هشام الركابيتسير عملية تسليح القوات الأمنية بخطى تصاعدية ملحوظة مع استعداد تلك القوات لملء الفراغ الذي ستتركه القوات الاميركية المتوقع انسحابها نهاية العام الجاري، حيث تعكف الحكومة العراقية على إبرام صفقات ضخمة مع الولايات المتحدة ودول أخرى لشراء الأسلحة المتطورة.
   وأكد ضابط رفيع المستوى في وزارة الدفاع لـ"المدى" أن العراق سيتسلم قريبا آليات ومعدات عسكرية متطورة من أوكرانيا بموجب عقد ابرم بين الطرفين وبقيمة 550 مليون دولار. وأوضح المصدر المذكور أن الحكومة ماضية في إتمام عملية تسليح الجيش والأجهزة الأمنية بالأسلحة والمعدات الحديثة بغية تسلم المسؤولية الأمنية بشكل كامل بعد خروج كامل القوات الأجنبية من البلاد. وذكر أن المعدات التي ستصل العراق من أوكرانيا تشتمل على مدرعات عسكرية وطائرات نقل فضلا عن أجهزة اتصال ومراقبة، وتابع أن العقد المبرم ينص على تزويدنا بـ400 مدرعة عسكرية وعشر طائرات نقل.  وقالت شركة اوكرسبيتس اكسبورت الأوكرانية إنه تم يوم أمس الأول، الخميس، التوقيع على بيان تسليم مع الجانب العراقي للدفعة الأولى من المدرعات بواقع 25 عربة. وينص العقد مع العراق على قيام أوكرانيا بتوريد أكثر من 400 آلية مدرعة و6 طائرات نقل من طراز  AN ـ 32  على مدى ثلاث سنوات ونصف. وتتحدث مصادر حكومية في كييف أن الصفقة المذكورة هي من أصل صفقة كبيرة أبرمتها الحكومة الأوكرانية مع العراق وبقيمة مليارين ونصف مليار دولار وتمول تلك الصفقة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، ووصفت تلك الصفقة بأنها الصفقة الأكبر في تأريخ أوكرانيا.  يشار إلى أن العراق ابرم العديد من الصفقات التسليحية مع مختلف الدول الأوربية، وقال الناطق باسم وزارة الدفاع اللواء الركن محمد العسكري إن عملية تسليح الجيش العراقي لا تجري حصراً مع الولايات المتحدة، إنما هناك عقود موقعة لشراء أسلحة أوروبية الصنع مثل طائرات متطورة من نوع  أم أي 17  ومروحيات  اليوروكوبتر، إضافة إلى طائرات ميراج الفرنسية.وأضاف العسكري أن  وزارة الدفاع تسلمت عددا من طائرات اليوروكوبتر الحديثة، وهي حالياً في مخازن وزارة الدفاع في طور التجميع، إضافة إلى أكثر من 50 دبابة من أصل 140 دبابة تعاقدت عليها، مضيفاً  لدينا أسطول جوي قادر على تنفيذ واجباته بالمهمات نفسها التي كان يؤديها الجيش الأميركي. ويأتي اهتمام العراق بتسليح جيشه في وقت يستعد الجيش الاميركي لسحب عديد قواته من هذا البلد نهاية العام الجاري، ما يتطلب توفر قدرة عراقية على ملء الفراغ والإمساك بالملف الأمني على الرغم من وجود العديد من التحديات وخصوصاً ما يتعلق منها بجهوزية القوات الأمنية وتدريبها في ظل وجود تهديدات أمنية مازالت تشكل تحديا للحكومة العراقية.