عواد ناصرقلتُ: الحقلُ عشيبٌ وقشيبُ،وأنا بعضُ بعيرٍ عربيٍّ أسعى نحو الكلأ الأخضرِ والماءْ.ما رأيكِ أُطلقُ جوعي يأكلُ ممّا؟قالت: لمّا..قلتُ: الراعي لا يجدُ الأرضَ الخصبةَ إلّا..
قالت: إسمعْ، يا صاحْ:هذي الأرضُ تعود لإقطاعيٍّ جلفٍ وبخيلْوبذورُ الموسمِ ماعادت تُعطي غلّتَها والماءُ قليلْأن تحرثَ يعني أن تبحثَ في جوهرِ هذي الأرضِلعلّك تلقى أو لا تلقىفأنا أرضٌ لستُ كما أرضُ اللهِ تعيش على مسحاةٍ وغيومٍ شاردةٍ،ثم تنامْ..تحلمُ أن يهطُلَ يوماً غيثُ الأيّامِ على جسدٍ ينشفْيكفيني هذا الشرشفْ..أرأيتَ الغاباتِ المرسومةَ فيهْ؟أنهارٌ خمرٌ وبساتينٌ تينٌ واللّوزُ تجرّأَ في لحظةِ عُريٍ أطولَ من عمرِ الغزَلِ العربيّ.بلّلْ شفتيكَ قليلاً واشربْ وتمزمزْ، فالغصنُ على تفاحةِ حواءَ يميلْغصنُ البانِ بليلْ،تصعدُ ذروتُهُ من عُمقِ الأرضِ العطشى ثم يسيلْويسيلُ قليلاُ،وقليلاُ، ويصير أقلَّ،ويذوي،يذوي،لكأن خريفاً حلّ على بستاني،وأنا من أضعف خلق الله، كما تعرفُ، فترفقْ، يا صاحِ، أنا امرأةٌ/ أرضٌ، أعماق متوترةٌ/ خطرٌ/ شررٌ في حجرٍ/ بطرٌ/ أثرٌ/ صورة أنثى في هيأة نسرٍ بثُدَيّينِ/ حديقةُ بيتٍ يلعبُ فيها الأولادُ، سلامٌ ملغومٌ/ حربٌ مع وقفِ التنفيذِ/ إناثٌ يتهدّدْنَ ذكوراتِ التاريخِ،فكنْ أمّي وأبي وصديقي وحبيبي،هل واتتكَ الحكمةُ، يوماً، كي تُدركَ أبعدَ مما يرتعُ في المرعى الضيّقْ؟ بلّلْ شفتيكَ قليلاً بحليبِ اللّوز، حبيبي،واشربْ من أنهاري وتمزمزْ..لكنّ عليكْ..أن تجدَ الفارقَ بين العالمِ يهتزُّوبين ذكوراتٍ ترهزْ؟rn rnلندن – فجر الأحد 27 آذار (مارس) 2011
هي قالت
نشر في: 27 مارس, 2011: 07:17 م