بابل / اقبال محمد أبناء مدينة الحلة يفرحون عند سماعهم أخبار إنشاء مشاريع خدمية جديدة تحسن واقع مدينتهم وتزداد فرحتهم عند تكرار وضع حجر الأساس لمشاريع جديدة وتتقلص ابتساماتهم تدريجيا لدرجة كبيرة عند المباشرة بتنفيذ تلك المشاريع بسبب سوء التخطيط وانعدام التصاميم الحديثة وقلة خبرة الشركات المنفذة. مجسر الطهمازية ومجاري الصرف الصحي في مدينة الحلة والمحكمة الاتحادية في بابل مشاريع ستراتيجية نفذت ولكن للاسف عانت المحافظة منها معاناة كبيرة .
المدى التقت بالمهندس الاستشاري ديكان عبد الأمير ليحدثنا عن كارثة هندسية ستحل بالمحافظة بتنفيذ مشروع مجسر نادر فأوضح : ان مركز مدينة الحلة قديم والشوارع ضيقة ومنافذ الدخول محدودة صاحبها زيادة كبيرة جداً في وسائل النقل أدت الى اختناقات مرورية متزايدة مما دعا المعنيين للبحث عن حلول لفك الاختناقات المرورية ومنها المجسرات عند التقاطعات وبني في مدينة الحلة مجسران احدهما غير موفق . وأشار عبد الأمير الى ان المجسر الثالث المزمع إقامته في تقاطع نادر وبكلفة اكثر من (23) مليار دينار وبفترة انجاز سنتين وهو من مقاولات تسليم المفتاح أي ان المقاول يقوم بالتصميم والتنفيذ. واضاف : ومن النظرة الأولى للمتخصص في الشؤون الهندسية يرى ان هذا النوع من المجسرات والتي تسمى مجسرات ورقة البرسيم لم يكن موفقاً لأسباب عديدة لان هذا النوع من المجسرات يحتاج الى مساحة كبيرة لا تتوفر في منطقة التقاطع المزمع انشاؤه فيها و كذلك تقاطع المجسر مع منشاة قائمة مثل معمل النسيج وأخرى قيد التنفيذ وهما متنزهان متقابلان في منطقة التقاطع كلفت الدولة مليارات الدنانير وان هذا النوع من المجسرات سوف يؤدي الى حصول اختناقات كبيرة في حركة المرور اثناء عملية التنفيذ التي قد تمتد الى اكثر من سنتين وكذلك دخول وسائل النقل المختلفة الى الأحياء السكنية وهي نادر الأولى والثانية والثالثة وشارع (30) وسيؤدي هذا الى تخريب شوارع هذه الأحياء كما حصل بشوارع الكرامة والطيارة والثورة والمحاربين والجمعية اثناء انشاء المجسرات بسبب عدم وجود طرق وشوارع بديلة . مؤكداً ان الشيء المهم هو التأثير السلبي الناتج من طريقة الانشاء لاستدارات الصعود والنزول الأربعة من المجسر وهي ليست مبنية على معلومات علمية هندسية مأخوذة من خرائط المشروع حيث ستكون هناك كتل ترابية كبيرة بقطر ( 80) مترا وارتفاع ستة أمتار ونصف بدلاً من انشاء كتل كونكريتية أو حديدية ان هذا المشروع لا يحقق الأهداف الحقيقية والأساسية لإنشائه من حيث توفير الأمان والكلفة والشكل وان هذا المجسر الذي سينشأ على سدات ترابية وبارتفاعات ومساحات كبيرة سوف تحجب الرؤية من جميع الأركان الأربعة وهو مظهر غير حضاري وبعيد جداً عن التطورات الهندسية التي غزت العالم . وأضاف اقترح إلغاء استدارات الصعود والنزول الأربعة والإبقاء على المجسر فقط باتجاه حلة – كربلاء وكما هو موجود حالياً في مجسر الثورة وكذلك الابتعاد عن الكتل الترابية الكبيرة وبناؤه من هياكل كونكريتية وحديدية بعد ان يتم إزالة التعارضات القائمة وهذا سيؤدي الى توسيع مدى الرؤية لمستعملي الطرق في منطقة التقاطع ويفسح المجال بزارعة المناطق فيما بينها بحيث تشكل امتداداً في المنتزهات المجاورة وطالب عبد الأمير أصحاب القرار بالمحافظة بالمشاركة الجادة والفعلية في منع مشاكل دائمية لأبناء مدينة الحلة بسبب تنفيذ مشاريع غير مدروسة وسوف لا يعذرهم المواطن مستقبلاً وفي سياق متصل قال محافظ بابل محمد علي المسعودي في حديث للمدى انه اتصل هاتفياً بوزير البلديات والاشغال حول مجسر نادر الجديد والمشاكل والصعوبات التي سيحدثها وخولنا الوزير بالتفاوض مع الشركة المنفذة لإحداث تغييرات في التصاميم وشكلنا غرفة عمليات لهذا الغرض وسنعمل جادين لتغيير تصاميم هذا المجسر لما يخدم المحافظة. وعلى صعيد منفصل افتتحت بناية اتحاد أدباء وكتاب بابل بعد رحلة عناء شاقة قطعها طيلة ثمان وعشرين سنة وهو يحث الخطى لتحقيق ما يصبو اليه الأدباء والكتاب من نشر الثقافة والأدب بالمحافظة . وقال رئيس اتحاد أدباء وكتاب بابل جبار الكواز إني اعد هذا الحدث استثنائياً في مشهد الثقافة والأدب في بابل فلم يحدث قط ان خصصت بناية للاتحاد طيلة فترة ثمان وعشرين سنة الا هذه البناية التي نحتفل لتدشينها معاً وما كان هذا ليتحقق لولا جهود خيرة ومباركة من الحكومة المحلية والهيئة الادارية ومنظمات المجتمع المدني . مؤكداً ان القاعة الرئيسية في بناية الاتحاد سميت باسم الشهيد قاسم عبد الأمير عجام تقديراً واعتزازاً لما قدمه للادب والثقافة طيلة سنوات ماضية .مبيناً ان اتحاد أدباء بابل سيكون منبراً حراً للحوار الثقافي والإبداعي يتم من خلاله احترام الرأي والرأي الاخر بعيداً عن التهميش والالغاء وقوالب الواحدية الجامدة وحدود الاطر الشمولية التي اثقلت الابداع وأساءت اليه كثيراً وقمت خلال الافتتاح كلمات وقصائد شعرية ومعزوفات موسيقية من قبل الأدباء والمثقفين وحضر الافتتاح مجموعة من الأدباء والكتاب والمثقفين في بابل .
مجسر في بابل يثير جدلاً هندسياً بشأن تصاميم تعود إلى ستينيات القرن الماضي
نشر في: 27 مارس, 2011: 08:14 م