لمعمر القذافي الفضل في إرساء نظام البيدوقراطي المغاير للنماذج المعروفة في علم السياسة والذي من سماته غياب الدولة وعدم وجود رئيس بل قائد ولا أحزاب بل لجان شعبية وإدارة ولجان مراقبة تسيرها اللجان الثورية!
ولعلي عبد الخالق (23 عاما) من مجموعة بغداد ليست قندهار الفضل في تعريق (من عراق) التواصل عبر الفيس بوك وإطلاق الكونجيتو، الشهيرة / أنا أتواصل عبر الفيس بوك إذن أنا ديمقراطي/! فبالاستناد إلى قبيلته/ القذاذفة /أعاد القذافي دمج تحالفاته القبلية في الحياة السياسية بعد أن كاد دور القبائل أن يغيب في الحضور السياسي زمن الملك إدريس الأول (1951- 1963)، ليبرز دور النقابات والجمعيات.لكن سياسة رشوة القبائل وفرق تسد بينها لم تحقق له على المدى البعيد كتم أفواه الشعب الليبي، فمجلس عقلاء قبيلة الزاوية انتفض في محور الشرق الليبي وسارع "الطوارق" إلى الالتحاق بالتظاهرات الجماهيرية وارتفع صوت ممثلي قبيلة "الورفلة" التي كانت متحالفة تقليديا مع النظام، مطالبين القذافي بالرحيل!أما علي عبد الخالق الذي ولد في السنة الأخيرة للحرب العراقية الإيرانية فقد نشأ يتيما بعد أن طحنت الحرب والده وتركته مع أخوات ثلاث وأم مكافحة في سبيل لقمة العيش لها وللعائلة!في خضم الركض ما بين مقاعد المدرسة التي الحت أمه أن يواصل الجلوس عليها وكراج أبو حسين حيث يعمل علي ماسحا لنوافذ السيارات قضى علي سنوات طفولته وما أن أصبح يافعا (10 أعوام) حتى انتقل إلى العمل في أول كوفي انترنت بعد السقوط (2003) ليبدأ رحلته مع عالم المدونات! وخلال أقل من سنتين كون له شبكة من 30 شابا يتحدثون عن كل ما هو تابو ومحرم في عالم المراهقين والشباب.لكنه ليس ذاك المحرم المثير للغرائز الأولية بل الذي تحرمه كل الملكيات والجمهوريات الوراثية والأحزاب الشمولية. وفي ذات اليوم الذي خرج فيه سعيد بن شرفي الشاب ذو العشرين عاما في الشارع الرئيس لمدينة بنغازي هاتفا بسقوط القذافي كان صوت علي عبد الخالق يهدر عاليا في شارع المتنبي بسقوط الفساد وبأن بغداد ليست (قندهار).كان الاثنان علي عبد الخالق البغدادي العراقي ذو الـ 23 عاما، قد تواصل مع بن شرفي سعيد البنغازي الليبي منذ سبتمبر/ أيلول 2010! الاثنان أطلقا ما أسماه علماء الاجتماع الموجة الديمقراطية الرابعة.. في العالم... الفيس بوك قراطي بمواجهة البدو قراطي!