" O.K": القصة بعيدة الاحتمال لأعظم كلمات أمريكا" تأليف: الآن ميتكالف ترجمة: هاجر العاني كيف أصبحت كلمة من حرفين هي أنجح اختراعات أمريكا؟ المؤلف يسبر غور المسألة. فهذان الحرفان، جنباً الى جنب او منفصلين (او غير منفصلين) بنقاط – يجيبان على الكثير من الأسئلة ويصفان حالات لا تعد ولا تحصى. فعندما يكون يومك خالياً من الأحداث فـإن "OK" هو كل ما تحتاج الى قوله عنه، من ناحية أخرى توصل الكلمة انتقاداً حاداً عندما تكون هي جلّ ما تستطيع حشده لتخبر شقيقتك بما تظنه في صديقها الجديد، ولا يتمتع أي اختراع – ربما ما عدا الحزام المطاطي – بالقدرة المطاطة لـ "OK".
لكن هل هي "أعظم كلمات أمريكا"؟ هذا ما يؤكده آلآن ميتكالف في العنوان الثانوي لكتابه الجديد " O.K.: القصة بعيدة الاحتمال لأعظم كلمات أمريكا" وهو يمضي أبعد أيضاً قائلاً إن الكلمة هي ردنا على شكسبير (أه. لست OK (مرتاحاً) لذلك الأمر). ويكتب ميتكالف، وهو بروفسور لغة انكليزية وسكرتير تنفيذي في (جمعية اللهجة الأمريكية) قائلاً "يقال انها أكثر الكلمات تكرارً في النطق (او الطباعة) على الكوكب وهي اكبر حتى من أول كلمات الرضيع 'ما' " و"هما مجرد حرفين بسيطين.. من أصل متواضع... وُلـِـدا كمزحة واهية "... والتوصل إلى الأصل المتواضع أمر مخادع ما دام هناك الكثير من الشائعات حوله، وفي سير عملية مراجعة النظريات المؤكـِّـدة يعتبر كتاب ميتكالف رسالة تذكير للطبيعة المتحررة من الجنون للغة الانكليزية، بل انه خليط ملخبطة من التعارضات بين اللغات والتعابير الدارجة، فانظر ان كنت تستطيع انتقاء الأصل الحقيقي لـ "OK" (حسب ما يذكره ميتكالف) من الأصول المنحولة: - فرن في شيكاغو اسمه (أو. كيندال وأبناؤه) ختم بسكويت الجيش بأول حرفين من اسم الشركة. - فران في بوسطن اسمه (أوتو كيميل) فعل ذات الشيء بكعك الفانيلا الذي كان يصنعه. - الكلمة تنشأ بكلمة من لغة (تشوكتاو) (احدى لغات السكان الأصليين في أمريكا) هي "أوكيه" وهو فعل يعني "هذا صحيح". -الحرفان الأولان (او) و(كي) تم استخدامهما في مقالة صحفية نشرت عام 1839. وكمثل اثارة الكلمات الاخرى ظهرت "OK" للمرة الاولى في صحيفة بوسطن مورننغ بوست في 23/3/1839، وقد كانت مزحة من محرِّر، وهي مختصر لنسخة خاطئة التهجئة لعبارة"all correct" ("كل شئ مضبوط"). انها كـِـسرة من خيبة امل إلا ان ميتكالف يمضي بشكل مقنــِـع ليبين الكيفية التي ازدهرت بها الكلمة بفضل ولع بالاجزاء الطنانة لمختصرات الامة وفيما بعد وبسبب فعاليتها في الرسائل البرقية. كذلك تبادلتها واحتفلت بها الجماعات الاجتماعية (مثلاً أصبحت صيحة مازحة من مؤيدي الرئيس مارتن فان بيورن المعروف بـ "Old Kinderhook" أولد كندرهوك (موقع للعب الغولف))، وكما ان أصلها المتواضع قد تحدته قصة أعظم مفادها انها تم استحداثها في محبرة زعيم امريكي آخر هو أندرو جاكسون وهو متهجئ سئ بشكل سئ الصيت (يقول ميتكالف كان "لديه عزم اكثر من التهجئة")، وتمضي القصة فتقول ان "أولد هيكوري" (شجرة الجوز القديمة) يــُـظهــِـر موافقته على أية وثيقة بالتوقيع بالحرفين الاولين "O.K" واللذين يــُـعتـَـقــَـد بأنهما تقوم مقام "Oll Korrect". ويقتفي ميتكالف أثر"OK" في الثقافة الشعبية والأعمال والأدب ويبين لنا كيفية تطورها وهي تتصرف ككائن حي مجهري يجزئ نفسه الى اشكال جديدة غريبة، وإلى جنب "OK" (أو كي) الخاصة بالطبقة العاملة هناك "okay" (أو كاي) ذات المظهر المهذب و"A-OK" (أ أو كي) الرياضية و"okie-dokie" (أو كي دوكي) التي تبدو حمقاء وبالطبع نسخة اضعف أيضاً تستخدَم في الرسائل النصية الا وهي "K" (كي). ويقول ميتكالف ان "OK" متأصلة في الشخصية الامريكية وهي كلمة ينبغي ان تلهمنا بالتغلب على الخلاف ما دامت "تمثل النقص الذي تغلب بنجاح على القهر، بل التهجوء الخاطئ الصارخ وليس عرقلتها من ان تصبح أنجح اختراعات أمريكا". وكتاب ميتكالف هو اضافة ممتعة الى حمولة رفوف من الكتب مما يحثنا على إعادة النظر في الأشياء اليومية – من لأدوات الى القمر الموجود في السماء إلى الهواء الذي نتنفسه – وكتابه في الواقع ليس ممتعاً وحسب – هذا صحيح، انه أكثر من OK (جيد). عن النيويورك تايمز
O K
نشر في: 28 مارس, 2011: 08:39 م