باسم عبد الحميد حموديرحل عنا منذ أيام قليلة الآثاري العراقي الكبير د.فوزي رشيد مدير المتحف العراقي الاسبق واستاذ الدراسات الآثارية في كلية الآداب في جامعة بغداد قبيل تقاعده. ولم يكن بمستطاع هذا العالم أن يترك قاعات الدرس وهو المتوقد علماً ومعرفة فرحل الى ليبيا استاذا في جامعاتها حتى حلت احداث ليبيا الاخيرة فعاد الى بغداد متعبا وقد انهكه المرض وجسامة الحدث ورحل وقد أتم رسالته دون منة.
اشتهر فوزي رشيد بعلميته وجديته في العمل وكان متمكنا ومحيطاً بالمادة الأساسية التي كان يعشق العمل فيها وهي جماليات الحضارة العراقية القديمة من مسرح ومعمار وأساطير وموسيقى وأزياء ومراسيم وطقوس ... الخوكان من اهم اعمال الراحل الكريم كتابه الذي طبعه عام 2009 بعنوان (ظواهر حضارية وجمالية من التاريخ القديم) الذي جاء كاشفاً لجزء حيوي من فكر رشيد ومن سعيه الدائم لإثبات حيوية الحضارة العراقية القديمة وما جاورها من حضارات ، سبق ذلك في ذات العام كتاب تطبيقي في (قواعد اللغة السومرية). اهتم د.رشيد قبل هذا بـ(نرام سين ملك الجهات الأربع) واصدر كتابه عنه عام 2000 وكان الراحل الكريم قد اصدر قبل هذا كتابه المهم عن استاذه طه باقر عام 1997 تحت عنوان (طه باقر حياته وآثاره) الذي عد مرجعا للدراسة في فكر طه باقر وأعماله.في عام 1986 شارك فوزي رشيد في (ندوة بغداد للتراث الشعبي) التي حضرها أعلام الفكر الاثنولوجي والفولكلوري في العالم العربي وبينهم احمد مرسي وداود سلوم ومحمد رجب النجار ومصطفى مبارك وكاظم سعد الدين ومحسن الموسوي وياسين النصير وصبري مسلم وعبد الحميد حمام وعبد الكريم الجهيمان وإحسان فتحي وسواهم.كانت مجلة التراث الشعبي – التي تشرفت بادارتها آنذاك - تقيم هذه الندوة سنويا وقدالقى د. فوزي رشيد بحثا مهما عن المسرح في وادي الرافدين اثبت فيه أن المسرح العراقي كان هو المسرح المؤسس وان احتفالات وطقوس اعياد رأس السنة البابلية قد سبقت المسرح الاغريقي بألفي سنة وهي نوع متقدم من التمثيل.رد عليه احمد مرسي وصفوت كمال خلال النقاش لكنهما لم يستطيعا البرهنة على خلاف ذلك وبقي رأي فوزي رشيد سائداً دون تعزيز من باحث عراقي سوى اشارات د. نائل حنون. رحل فوزي رشيد عزيزاً مهيباً ورحل معه نوع أصيل من تجربة علمية وإنسانية أخاذة.
د.فــوزي رشـيــد رحل مهاباً رائداً
نشر في: 29 مارس, 2011: 05:02 م