TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > طوب أبو خزامة

طوب أبو خزامة

نشر في: 30 مارس, 2011: 05:22 م

أ.د. حسين أمينفي سنة 1638 م نجح السلطان العثماني مراد الرابع في احتلال بغداد بعد إن كان قد سيطر عليها الصفويون 1623م، ويعد انتصار مراد الرابع على الصفويين من الأحداث التاريخية المهمة من تاريخ بغداد وقد أحيطت بذلك الحدث التاريخي أساطير وخرافات تناقلها الناس وما زال الكثير يذكرون تلك الأساطير في مجالسهم...
وقد كان للمدفعية الضخمة التي جاء بها السلطان معه، وحمل قسما كبيرا منها بالاكلاك من الموصل، فضل كبير في الفتح الميمون الذي تم على يديه. فقد استطاعت المدفعية العثمانية الثقيلة بعد حصار دام مدة تناهز الأربعين يوما، أن تفتح ثغرات واسعة في أسوار بغداد المنيعة، وتسنى بذلك للجيوش الجرارة ان تنفذ إلى المدينة وتستولي عليها بعد مجزرة رهيبة. وحينما غادر البادشاه بغداد بعد أن انهى مهمته ((المقدسة)) ترك المدافع التي جاء بها من استانبول وغيرها، والمدافع التي غنمها من الجيش الإيراني، في قلعة ((الطوبخانة)) لتخف أحماله وتسهل عودته خلال الطريق الطويل الذي استغرق الجيش في قطعه عند المجيء مئة وعشر مراحل. وكان من بين المدافع التي خلفها الركاب الهمايوني وراءه في بغداد مدفع ضخم كبير الحجم والأبعاد، كان أبناء جيلنا يشاهدونه الى ما قبل اعوام ممدودا بطوله في باب الطوبخانة من ابواب القلعة وبين يديه كذلك، وفي ليلة من تلك الليالي السود الكالحة طاف الشيخ عبد القادر الكيلاني (قدس الله سره) على كنج عثمان في المنام وسأله عن أسباب قلق السلطان واضطراب قادته، فقال له كنج عثمان ((لقد أعيانا فتح بغداد واستعصت علينا أسوارها وأبوابها)) فرد عليه الشيخ يقول: إذا كان الغد أذهب إلى السلطان مراد وخبره بأن يصنع مدفعاً كبيراً يقذف به السور.ولما بزغت الشمس ذهب القائد اليافع إلى السلطان وأخبره بالخبر، لكنه رد عليه يقول من أين لنا أن نأتي بالحديد لصنع ذلك المدفع؟ وفي الليلة الثانية طاف الشيخ الكيلاني على كنج عثمان من جديد وأخبره بأن يصنعوا المدفع من حديد انعل الخيل والسلاسل التي تربط بها. وحينما نقل كنج عثمان هذا الخبر في اليوم التالي إلى السلطان تساءل من جديد عن كيفية صب ذلك المدفع والطريقة التي يذوب بها الحديد وليس مع الجيش من له إلمام بهذه الصناعة، وفي الليلة الثالثة ظهر الشيخ الكيلاني لكنج عثمان في المنام مرة أخرى فأشار عليه بأن يصنعوا المدفع بموجب قالب خاص وصفه له، وطريقة خاصة شرحها أمامه. وحينما تمّ صنع المدفع بتلك التواصيف نشأت مشكلة جديدة وهي أن الجيش لم يكن معه البارود والقنابل المناسبة لمدفع ضخم مثل هذا فباتوا في هم واضطراب، وفي تلك الليلة وهي الرابعة طاف الشيخ على كنج عثمان أيضاً وقال له لا يهمكم نفاد البارود والعتاد ويمكنكم أن تجعلوا بدل البارود التراب وبدل القنابل الأحجار وقطع الصخور، فإنها ستكون أشد وقعا من البارود على الأعداء. وإذا ما تعسر عليكم الفتح ولم تستطيعوا ان تفتحوا ثغرة مناسبة في السور فسأقف لكم غدا فوق قمة قبتي على هيئة باز أشهب، وحينما تروني صوبوا المدفع إلي واقذفوني بما فيه ثم اقذفوا السور بقذيفة أخرى منه فينثلم وتفتح ثغرة واسعة فيه وحينذاك لا بد من أن تدخلوا منها إلى المدينة بالقوة. وحينما أسفر الصبح عن وجهه أسرع كنج عثمان إلى السلطان وقص عليه ما سمعه من الشيخ الولي. وما أن سمعوا منه ذلك حتى باشروا العمل ورموا السور بالقنابل الحجرية والبارود الترابي فتصدع تصدعا كبيرا وانهدم جانب كبير منه. وعند ذلك تدفقت أفواج الجيوش من الثغرة الى الداخل فوقعت مجزرة رهيبة تم الفتح بعدها للسلطان بعد أن أضاع وزيره وقائده طيار محمد باشا.وكان العامة من أهالي بغداد يزعمون أن الانخفاض الموجود على ظهر المدفع، أو الرصعة الكبيرة التي تلاحظ فيه هي من ضربة ((جمع)) ضربه بها السلطان مراد نفسه حينما حرن وتوقف عن السير في يوم الفتح. كما يعتقدون بأن الصدع، أو الشق، الموجود داخل فوهة أبي خزامة هو المكان الذي كانت تعلق فيه خزامة المدفع فإنه حينما امتنع عن السير نتله السلطان، وكان يركب فوقه من هذه الخزامة بقوة فخرم انفه وبقي الشرم أو الخرم فيه حتى هذا اليوم.ويروى كذلك عن السمكات التسع المرسومة على ظهر أبي خزامة أن السلطان حينما خرم أنف المدفع في ساعة الضيق والشدة غضب المدفع فرمى بنفسه في دجلة. ولم ير السلطان بداً من أن يخوض النهر وراءه فيخرجه ويسترضيه. وبعد أن اخرج من النهر على هذه الشاكلة شوهدت هذه السمكات نابتة فوق ظهره لتدل على أنه كان قد ألقى بنفسه في دجلة.وتقول الأسطورة كذلك أن أبا خزامة بعد أن هدأ روعه وسكن غضبه رضي عن سيده السلطان مراد فأخذ السلطان ينثر له الدخن في طريقه على الأرض ليسهل سيره عليها وهو ينساب الهوينا. وقد حدث في اثناء الحرب ان نفد ما كان عند الجند من بارود ورصاص وقنابل، بينما كانت  المعركة ما تزال حامية الوطيس، فأخذ أبو خزامة يلهم التراب والحجارة من طريقه ويقذف بها العدو فيكون وقعها عليه أشد من وقع القنابل الحقيقية والبارود الأصيل، وما زال هذا دأبه حتى فتح الله عليه وعلى السلطان.هذه أسطورة طوب أبو خزامة الذي أصبح رمزاً من رموز بغداد الأثرية، ولما كنت تلميذاً في المدرسة المأمونية كان طوب أبو خزامة يرقد إلى غرب سياج المدرسة في هيبته وكبريائه ثم نقل بعد فتر

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram