متابعة/ المدىأكد الرئيس الأميركي أن بلاده لن تكرر أخطاء العراق بمحاولتها الإطاحة عسكرياً بالزعيم الليبي معمر القذافي.وأعلن أوباما في كلمة متلفزة مساء أمس الأول أن الولايات المتحدة "لا يمكن أن تسمح لنفسها" بتكرار أخطاء الحرب في العراق بمحاولتها الإطاحة عسكريا بالزعيم الليبي معمر القذافي.وقال من جامعة الدفاع القومي في واشنطن "إذا حاولنا الإطاحة بالقذافي بالقوة فان ائتلافنا سيتطاير". وأضاف "يتوجب علينا عندها على الأرجح إرسال قوات أميركية على الأرض". وأوضح أن "المخاطر التي سيواجهها جنودنا ستكون كبيرة جدا. وكذلك التكاليف ومسؤوليتنا لما سيحصل بعد ذلك" في ليبيا.
وقال أوباما أيضاً "لقد سلكنا هذا الطريق في العراق (...) ولكن تغيير النظام استوجب ثماني سنوات وكلف آلاف الأرواح من الاميركيين والعراقيين وحوالي ألف مليار دولار. لا يمكننا أن نسمح لنفسنا بان يتكرر هذا الأمر في ليبيا". وأعلن أوباما أن العملية الانتقالية الديمقراطية في ليبيا ستكون "مهمة صعبة" وستعود بشكل أساسي "للشعب الليبي". وقال إن "العملية الانتقالية التي تؤدي إلى حكومة شرعية تتجاوب مع تطلعات الشعب الليبي ستكون مهمة صعبة".وأضاف: "حتى وان تحملت الولايات المتحدة مسؤوليتها في تقديم مساعدتها فإنها مهمة ستعود إلى الأسرة الدولية وخصوصا إلى الشعب الليبي نفسه". وأوضح "حتى بعد رحيل القذافي، فان أربعين عاما من الطغيان ستترك ليبيا محطمة وبدون مؤسسات مدنية قوية".وبرر أوباما التدخل العسكري في ليبيا بأنه يتوجب على الولايات المتحدة أن تتحرك عندما تكون "مصالحها وقيمها مهددة" مع إعرابه عن "إدراكه" لـ"مخاطر وكلفة" مثل هذه العملية.وقال "مع إدراكنا لمخاطر وكلفة عمل عسكري ما، نحن حذرون طبيعيا في استعمال القوة لحل المشاكل العالمية. ولكن عندما تكون مصالحنا وقيمنا مهددة، نتحمل مسؤولية التحرك".وأضاف من البيت الأبيض "هذا ما حصل في ليبيا" مشيرا إلى انه "منذ أجيال والولايات المتحدة تلعب دورا في إرساء الأمن العالمي والمدافع عن الحرية". وقال الرئيس الأميركي إن الحلف الأطلسي سيتولى قيادة مجمل العمليات العسكرية للائتلاف الدولي في ليبيا. وقال "حلفنا الأكثر فعالية، الحلف الأطلسي، سيتولى تطبيق الحظر على الأسلحة ومنطقة الحظر الجوي" في ليبيا.وأضاف "الليلة قبل الماضية، قرر الحلف الأطلسي تحمل مسؤولية إضافية وهي مسؤولية حماية المدنيين الليبيين. هذا الانتقال للمسؤولية من الولايات المتحدة إلى الحلف الأطلسي سيحصل".وأوضح "مع الوقت، ستنقل إدارة تطبيق منطقة الحظر الجوي وحماية المدنيين على الأرض إلى حلفائنا وشركائنا ولي ملء الثقة بقدرة ائتلافنا على إبقاء الضغط على ما تبقى من قوات القذافي".وكان أوباما صرح لفضائية أمريكية في وقت سابق أن الزعيم الليبي معمر القذافي سيرضخ "في نهاية المطاف" للضغوط العسكرية والدبلوماسية على نظامه وسيتنحى عن السلطة.وأشار إلى أن العملية العسكرية التي انطلقت ضد النظام الليبي من قبل الائتلاف الدولي والتي قدمت فيها الولايات المتحدة قوتها النارية "جعلت القذافي في موقع الدفاع".وأضاف "بالإضافة إلى فرض منطقة حظر جوي وحماية المدنيين، توجد بتصرفنا وسائل سياسية ودبلوماسية وعقوبات وتجميد ودائعه بالإضافة إلى عناصر ستواصل خنق" نظام القذافي.وتابع "إذن، بفضل هذه الضغوط القوية، ليس فقط العسكرية نتوقع أن يتنحى القذافي في نهاية المطاف عن السلطة".
أوباما: لن نكرر أخطاءنا في العراق مرة ثانية
نشر في: 30 مارس, 2011: 09:36 م