 إيناس جبار أريج لم تنَم تلك الليلة بانتظار صباح الثالث من حزيران بين الصحو والإغفاءة حلمت بنتيجتها التي ستذهب في الصباح لجلبها، رغم تأكدها من نجاحها، فالجميع يشهد بنعمة البارىء عليها وذكائها المتقد الا ان القلق لابد ان يساور من ينتظر أمراً،  خرجت في التاسعة صباحاً من يوم اعتبرته مرحلة جديدة لحياتها وهو فعلاً غيّر كثيراً من الأيام والسنوات التي تلته ذهبت إلى مدرستها تملأ الطريق الواصل بين المنزل والمدرسة بشذاها وضحكات الطفولة المرتسمة على ثغرها كل خطوة تسيرها،
تكبر معها طموحاتها  فهي لم تتعدًّ السابعة من عمرها،  تسلمت نتيجتها بفرح ناظرة إلى الغد بعين بعيدة الآفاق فهي عرفت بين أقرانها بشعلة المعرفة والطموحات رغم صغر سنها أسرعت خطاها للمنزل كي تشارك العائلة فرحتها وتسمع مايأملون فيها وتخبرهم بما تحلم بتحقيقه،  وفي الطريق العام لمنطقة المشتل رسم القدر لها وجهة اخرى فالملابس الجديدة والمظهر الحسن (أطمع النفوس الشريرة فيها ) بإمكانية المساومة على طفولتها وابتزاز أهلها،  وهي تواصل مسرعة  الخطى وقفت أمامها سيارة من نوع برازيلي خرجت منها اٍمرأة وفي حركة سريعة يقظة لمحترفة لم ينتبه لها اي شخص من المارة او المتواجدين على مسافات قريبة احتضنت الطفلة وأدخلتها السيارة ولاذوا بالفرار مسرعين باتجاه دارهم في منطقة البياع ،انتظر الأهل بفارغ الصبر عودة الفتاة لكنها تأخرت، لاسيما أن المدرسة لا تبعد سوى مسافة قريبة ومضى الوقت وهم يبحثون ويسألون في كل الأمكنة المتاحة،rnالمساومة والتسليم مر الوقت والأهل لم يغمض لهم جفن فلم  يفرقوا بين النهار والليل كل ما يشغل بالهم هو مصير ابنتهم مع شعور بالذنب اعترى جميع أفراد أسرتها لأنهم تركوها تذهب وحيدة تتسلم نتيجتها،  بعد مرور يومين من الحادثة وضعت أمام منزل الفتاة الذي استدلّه الخاطفون من صاحب المولدة في المنطقة صورة لابنتهم بالحال التي خرجت به ومدون خلفها أرقام هواتف جوالة لتأمين الاتصال مابين الخاطفين وذوي الفتاة ، أتصل أهل الفتاة بالأرقام واخبرهم الجناة انهم خاطفوا ابنتهم ولا نية لديهم لإيذائها وطلبوا منهم مبلغ 3000$ كفدية مقابل سلامتها وعودتها إلى المنزل،  وبعد عدة اتصالات واتفاقات على مكان الدفع وتسليم الابنة المخطوفة تم فعلاً تسليم المبلغ بعد أن وضع في المكان المتفق عليه في منطقة (البياع )  سكن الخاطفين  وأطلق سراح الفتاة وعادت سليمة إلى ذويها.rnعقوبة القانون المفروضة بعد عودة الفتاة والاطمئنان على صحتها الجسدية والنفسية أقام ذووها دعوى ضد الخاطفين أحيلت إلى محكمة جنايات الرصافة من محكمة التحقيق بعد استكمال إجراءات التحقيق وتدوين الاعترافات التي جاءت مطابقة لأقوال المدعين بالحق الشخصي والمتعززة بمحاضر الكشف على محل الحادث ومحضر كشف الدلالة وسجل المكالمات الجارية ومحضر التشخيص كانت جميعها أدلة كافية لقيام المتهم مع زوجته ومتهمين آخرين مفردة بحقهم قضايا بخطف الفتاة بدوافع إرهابية وابتزاز ،لذا قررت المحكمة تجريمه على  وفق أحكام المادة الرابعة /1 بدلالة الثانية /1،8،3 من قانون مكافحة الإرهاب، وقررت محكمة التمييز تصديق القرار مع النظر بشأن العقوبة ،حيث  أن هناك أسبابا تستوجب الأخذ بها عند تحديد العقوبة وهي تنازل المدعين بالحق الشخصي  وإطلاق سراح الفتاة المختطفة وعودتها سالمة دون أذى،  وعقد الصلح بين الطرفين واسترجاع مبلغ الفدية للأهل لذا قررت المحكمة تخفيف العقوبة من الإعدام الى السجن المؤبد بدلالة المادة 132/1 وتنظيم مذكرة للسجن بالحكم الجديد والإشعار بالقرار الصادر بالاتفاق استناداً إلى أحكام المادة 259/ا-3من قانون أصول المحاكمات الجزائية.