متابعة/ المدىقال المتحدث باسم الجيش الأميركي الجنرال جيفري بيوكانن إن الخطر الذي يمثله تنظيم القاعدة والمجموعات المسلحة الأخرى المناوئة للحكومة العراقية لا يزال قائما على الرغم من انخفاض معدلات العنف خلال الأشهر القليلة الماضية. وعزا بيوكانن زيادة عمليات الاغتيال التي تستهدف ضباطا وموظفين حكوميين إلى عدم قدرة القاعدة على تنفيذ هجمات وصفها بالنوعية بعد الضربات التي وجهتها القوات العراقية بدعم من القوات الأميركية لهذا التنظيم على مدى السنوات الماضية.
وأعرب بيوكانن عن اعتقاده بأن الهجوم الذي تعرض له مبنى مجلس محافظة صلاح الدين لا يعد أسلوبا جديدا من قبل القاعدة، وقال إن القاعدة استخدمت في السابق سيارات مفخخة ومهاجمين انتحاريين كما حصل في سبتمبر من العام الماضي في مقر وزارة الدفاع القديمة وأيضا الهجوم على كنيسة سيدة النجاة في أكتوبر من العام الماضي.ويعد الهجوم على مبنى مجلس محافظة صلاح الدين الأعنف الذي شهدته البلاد منذ مطلع العام الحالي، حيث انحسرت منذ ذلك الوقت وبشكل ملفت عمليات التفجير بوساطة السيارات المفخخة والعبوات الناسفة.في سياق آخر، اعتبر خبير في شؤون القاعدة، أمس الاثنين، أن تنظيم القاعدة في العراق بات يعد أداة لتنفيذ لمن يدفع له، وهو ليس الوحيد الذي يعمل على الساحة في البلاد، وبينما أكد أن انضمام فصائل مسلحة إلى العملية السياسية سيعزل التنظيم ويكشفه، أشار إلى وجود أشخاص من داخل الحكومة على صلة بعدد من الجماعات المسلحة. وقال الملا ناظم الجبوري في تصريحات صحفية إن"القاعدة أداة تنفيذية لمن يدفع لها، وهناك جماعات أخرى تتفق مع القاعدة في مسألة تعكير الوضع الأمني داخل العراق، وهي لا يشترط أن تكون سنية، فهناك جماعات شيعية لها نفس الإستراتيجية والأجندات التي تحملها القاعدة وتدفع لإشاعة الفوضى".وأوضح أن"القاعدة ليست الجهة الوحيدة المسؤولة عما يجري، لكني أؤمن أنها أداة لبعض الجهات العاملة من خارج العراق وتنفذ لتلك الجهات مشاريعها"، مشيراً إلى أن"هناك أجندات لأشخاص داخل الحكومة العراقية توفر لتلك الجهات معلومات دقيقة عن الضباط المستهدفين وأماكن تحركهم وتواجدهم". وأكد الخبير في شؤون القاعدة أن"الفصائل التي وقعت على وثيقة المصالحة مع الحكومة هي فصائل ميدانية تعمل داخل العراق وليسوا أمراء حرب يعملون من الخارج"، منوهاً إلى أن"دخول هؤلاء القادة والمقاتلين الذين يعملون تحت إمرتهم سيعري القاعدة ويعزلها ويجعلها الوحيدة التي تحمل العداء للحكومة العراقية، كما سيؤدي إلى سهولة استهدافها وكشف الخلايا النائمة والقيادات الجديدة للتنظيم". يذكر أن وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية أعلنت في 23 من آذار الحالي، عن تخلي خمسة فصائل مسلحة عن السلاح وانضمامها إلى العملية السياسية بعد تطبيق الاتفاقية الأمنية الموقعة بين العراق والولايات المتحدة الأميركية، فيما أكدت الفصائل براءتها من المتورطين باستهداف العراقيين. ولفت الجبوري إلى أن"الانتساب إلى القاعدة في العراق كان له عدة مؤثرات، فمنهم من تأثر فكرياً بهذا التنظيم وكانت له خلفية إسلامية ثم دخل فيه، وهناك من جاء للاستفادة المادية من هذه الجماعة بحكم سيطرتها في مرحلة من المراحل على كثير من الموارد المالية داخل العراق".وأضاف الجبوري أن"البعض انشق عن جماعات مسلحة أخرى كأنصار السنة وهي قريبة فكرياً من القاعدة ثم انضوى تحت مظلتها، ولذلك ليس هناك عامل واحد أدى إلى دخول الجميع إلى التنظيم، كما أن الظرف الطائفي الذي مر به العراق خلال عامي 2006و2007 وحالة الاحتقان والتخندق وتبني القاعدة لمشروع القتال الطائفي جعل المتضررين من المسألة الطائفة في العراق ينتمون للقاعدة بغية الانتقام".وخلص الخبير إلى القول إن"هناك من تم التغرير بهم ولم يحملوا السلاح ضد المواطنين العراقيين وإنما شاركوا في عمليات مسلحة ضد القوات الأمريكية فقط، وهؤلاء قلة وليسوا بأعداد كبيرة ويمكن عن طريق الحوار الحقيقي والجاد سحبهم وإخراجهم من القاعدة"، مبيناً أن"تنظيم القاعدة من الصعب جداً أن يدخل في حوار تصالحي لأنه يتبنى فكرياً قتال الحكومة العراقية ويعتر مقاتلتها أولى من قتال الأمريكان".وكانت وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية العراقية اتهمت في 24 من آذار، جهات لم تسمها، بعرقلة عملية المصالحة لـ"أسباب وأهداف خاصة"، مؤكدة أن أعدادا كبيرة من عناصر كتائب ثورة العشرين وحماس العراق وأنصار السنة انضموا إلى عملية المصالحة، فيما لفتت إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد توسع عملية المصالحة الوطنية.يذكر أن جماعة أنصار السنة التابعة لتنظيم القاعدة أكدت في 25 من آذار الجاري، ردا على مؤتمر للمصالحة الوطنية الذي عقد في وقت سابق أنها مستمرة في العمل المسلح ضد ما سمته"المحتل وأعوانه"، مبينة أنها شكلت مجلساً عسكرياً يضم التنظيم والجيش الإسلامي.وكان وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية عامر الخزاعي اعتبر في حديث لـ"السومرية نيوز"عقب الإعلان عن انضمام الفصائل المسلحة الخمس للعملية السياسية، أنها مؤثرة في الساحة العراقية ومعروفة من قبل العراقيين، لافتاً إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد حواراً مع المزيد من الفصائل، إلا انه استبعد الحوار مع التي تمثل منها حزب البعث.وأكد ائتلاف دولة ال
بيوكانن: خطر القاعدة لا يزال قائماً
نشر في: 4 إبريل, 2011: 10:42 م